عزت عودة

59

1,330

دعوت ولم يستجاب لي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




دعوت ولم يستجاب لي ..أخذت بكل الأسباب وتحريت أوقات الإجابة
..فعلت كل شيء ..والأمر يزداد سوء ..
..هل سيرفع عني البلاء ؟



قبل أي شيء يجب أن نعرف


أن تعرف أن هذا البلاء من الله وتقديره لك
أن تعرف أن الله أرحم بك من أمك
أن تعرف أن الله لم يبتليك ليهلكك أو أنه جل وعلا يريد عذابك
البلاء له وقت وسيزول مهما طال


عندما تأخذ بكل الأسباب وتتأخر الإجابة ولا يُرفع البلاء يآتى الوسواس ويعمل الشيطان


يحكى الشيخ محمد حسين يعقوب قائلا:كنت في بلاء شديد وجلست أردد أذكار المساء وجاء دعاء( اللهم أنى أمسيت في عفواً منك وعافية ..) فجاءه الشيطان يقول أين هذه العافية؟ فستعاذ بالله سريعا وطرده
وقال كفى أن هذا البلاء من اختيار الله لي


ويقول أيضا ..مرض والده "رحمه الله" في آخر حياته بمرض السكر وأصيب بجرح في إصبعه وطلب الطبيب بتر الإصبع فرفضو وذهبو لطبيب آخر وآخر ..وكلهم اجمعوا على ذلك ,الشاهد أنهم عندما قالو للطبيب لا قال لهم لست أنتم من تقررون هذا عملي وأنا من أقول



هكذا نحن ولله المثل الأعلى


أنت حر أم عبد ..مالك أم مملوك؟ إذن فليفعل بك ما يشاء هو الأعلم ما الأصلح يمرضك أو يشفيك ..يزوجك أو لا ..لسنا نحن من نقرر


عندما يمرض أبنك بداء يحتاج لعملية في البطن ماذا تفعل؟ أتأخذه وتقول لا لن تفتح بطنه ..أم تثبته أنت على السرير وتعينه على فتح بطن أبنك؟ لما. هل لتؤذيه ؟ أم لأنك تعلم أن المصلحة في هذا


ولله المثل الأعلى فلما لانُسلم لقضاء الله ما دمنا أخذنا بالأسباب



أحيانا الله يداوي بالقطع وأحيانا بالبلسم وهو الحكيم وله في كل شيء حكمــة



أنت موقن أن الله حكيم ..يفعل ما يريد ..أي شيء يفعــله فيكِ راضي


الشاهد أن تعترف أن الله منعك لحكمة وعندما يعطيك يعطيك لحكمة






من أصول الوصول إلى الله "لا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل "
مثلا عامل ورشة تصليح السيارات( الميكانيكي) كل يوم تجده يرتدي الزي المعروف(العفريته) لديهم وكله زيوت وشحم آثار العمل ..ولكن يوم الأجازة تجده نظيف ويرتدي زى يساير الموضة ..لكن لو ذهب بثياب الفراغ للعمل سُيطرد


كذلك الدنيا سجن المؤمن والسجن له أحكامه
الذي يريد أن يعيش في الدنيا ولا يمرض ولا يتألم ولا يحرم مستحيل ؟! كيف
الدنيا دار ابتلاء ..حتى اللذات فيها ناقصة ومكدرة !


(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)


(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)


(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)





هل جاءت الخادمة يوما بعد أن طلبتي منها طلبا وقالت لكِ يييييييه مللت أنتى دائما تقولين اغسلي لي ملابسي نظفي حجرتي ..تعالى أنتي نظفي حجرتي ؟! إن فعلت هذا قلتي لها هذا عملك وأنا لا أحملك فوق طاقتك


ولله المثل الأعلى نحن مملوكين له فكيف يتضجر المملوك من حكم سيده عليه ؟


هكذا يجب أن نحاور نفوسنا ..
يقول الشيخ يعقوب بعض الناس إذا وسوست نفسه له يأخذ ويدي معها ومع الشيطان ويشرب شاي ! ويضيع نفسه
لكن الصحيح أن نحاورها بالأدلة كمثال المملوك والطبيب


هناك نفوس لينة تقول لها هذه حكمة الله فتسلم وتصمت وهناك نفوس خبيثة نعوذ بالله منها




الله المالك وله التصرف
هل تعرفن يا حبيبات في حياتي أنا شخصيا كثيرا ما أمر بابتلاء وأفقد أمر أريده أو شيء أحبه وأحزن كعادة النفس البشرية وتقريبا ولا مرة إلا ويثبت لي أن اختيار الله لي الأفضل من أبسط الأشياء لأكبرها


ونسأل الله أن يطهرنا على ما يحب في عفو منه وعافية فإننا ضعاف وعافيته جل وعلا أوسع لنا





(( هل الابتلاء إلا منع الأغراض وعكس المصالح ))
يا نفس تطلبين أغراضك وتنسي الفرائض ؟!



كيف تطلبي حقك وأنى لم تؤدى وأجبك وهذا في الأساس ليس حقك..بل أنتي مملوكة!


سنين طويـــلة في معاصي وغفلة ونآتى فجأة نطلب الإجابة ..ونحن قد سددنا طرقها سنوات ولأننا التزمنا سنتين خلاص !


ينبغي على الإنسان أن يعلم أن طرق الإجابة تحتاج إلى تنظيف


بالتقوى تصل وبعدم التقوى تحرم






إننا لا نرى ولا نعم العواقب (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
تطلب الشفاء وربما لو شفيت لارتكبت الكبائر وعصيت الله فالله أمرضك كي ترفع يدك وتقول يــا رب


(وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)


(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)


ينبغي أن تعلم أنك لا تنظر إلا للصورة التي أمامك فقط ..لكن الله جل وعلا يعلم العواقب





ما نأخذه في الدنيا خصم من حساب الآخرة
هل يستوي من عانى من المرض والصحيح في الأجر
هل يستوي الذي تزوج والذي لم يتزوج
أكيد المبتلى أجره أعلى
الذي لم تأخذه سيتم لك أجره


لا تخــــــــــــاف طلبت ولم تعطى أجرك محفوظ


يوم القيامة عندما ترى الدعاء الذي لم يستجاب وأجره ستتمنى لو أن كل دعواتك لم تجاب


وفى الحديث ما معناه عندما يرى الناس أجر الصابرون يتمنون لو أن أجسادهم قرضت بالمقاريض في الدنيا


(إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)




وفى حفظ الله ورعايته ..

التعليقات (7)

عزت عودة     
sawsan     

جزاك الله كل خير

عزت عودة     
عربيات     

بارك الله فيك
وجزاك كل خير

عزت عودة     
ibrahim     
دنجوان     

مشكور على الكلام الرائع وبارك الله بك


اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه