سبحان الله مكسب الصفات ومفقدها
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،
أخوانى وأخواتى الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأهلاً بكم ومرحبا يشرفني ، أن أضع بين يديكم موضوعي المتواضع بعنوان
" سبحان ربى مُكسِب الصفات ومُفقِدها
"
"رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة
من لساني يفقهوا قولي "
هل عصى موسى عليه السلام هى التى فلقت الحجر , أم هل هى التى فرقت البحر " فانفرق فكان كل فرق كالطود العظيم " كما قال المولى تبارك وتعالى فى كتابه , أى أن البحر إنقسم قسمين وظهرت اليابسه " الأرض " الثابته
التى مر فيها موسى عليه السلام , والطود العظيم هو الجبل العظيم ...
فكان إرتفاع الماء فى كل جهه من الفرق مثل جبل العظيم
بدون مانع أو حاجز .......
إنها قدرة الله وإرادته , فالمعروف أن الماء دائما يكون فى مستوى واحد
مادام يتصل ببعضه , وليس بينه حواجز ,
كما أثبت العالم الفرنسى فى نظرية الأوانى المستطرقه , التى قام على أساسها بحفر قناة السويس , حيث إن المشاع أن البحر الأبيض المتوسط أعلى من مستوى البحر الأحمر أو العكس وهما متصلان ببعض
عن طريق المحيط الهادى ...
إن ما أحب أن أنوه إليه هو قدرة الله فى إنتصاب المياه كالجبل بدون حاجز أو مانع ...........
نعود إلى سيدنا إبراهيم . عندما يريد ذبح ولده إمتثالا لأمر المولى تبارك وتعالى , ويحد شفرته وبكل قوته ينزل على رقبة ولده كى يقطعها , فلا تقطع
إن تلك السكينه التى منحها الله القدره على القطه , قد أفقدها تلك الخاصيه
ثم ننظر إلى سيدنا إبراهيم حينما إجتمع القوم على حرقه وأوقدوا له النيران العظيمه حتى إن الطير المار فى السماء على علو إرتفاعه كان يسقط متهاويا فى النار من شدة لهيبها .....
فمن شدة النار التى أعدوها , لم يستطيعوا أن يقذفوا سيدنا إبراهيم فى النار عن قرب
فصنعوا له آلة قذف , تشبه قاذفات الصواريخ فى عصرنا الحديث , وعندما سقط سيدنا إبراهيم فى النار , أوحى الله تبارك وتعالى للنار " كونى بردا وسلاما على إبراهيم "
ظلت النار مشتعله عدة أيام والقوم يراقبونها , وخرج منها سيدنا إبراهيم كما أنه كان يجلس فى بستان ..,, سبحان الله إنها قدرة الله فى منح الصفات وسلبها , . .
.
ولذا كان من دعاء المصطفى الكريم عند النوم " بإسمك اللهم وضعت جنبى وبك أرفعه , اللهم إن أمسكت روحى فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
وعند الإستيقاظ يقول صلى الله عليه وسلم " الحمدلله الذى رد إلى روحى وعافنى فى بدنى , وأذن لى بذكره "
هذه سنة الحبيب المعصوم وهذا هديه , اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم ارزقنا الهدايه ولا تفتنا بعدها ..
وإذا ما نظرنا إلى المستشفيات وما بها من مرضى , فعلينا أن نحمد الله على نعمة العافيه ,
وألا نستغل هذه الصحه والعافيه إلا فى الخير , و فى طاعة الله
وكما تقول الحكمه " الصحه تاج على رؤس الأصحاء ولا يراها إلا المرضى "
وقد روي أن أحد العلماء , أخذ كوب ماء , وذهب إلى خليفة المسلمين
هارون الرشيد , وهو من هو .,!؟ صاحب أكبر دوله إسلاميه ’,
فقد كان رضوان الله عليه يخاطب السحاب , ويقول لها مطري أينما تمطري ,
فسوف يأتينى خراجك ...وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على شدة إتساع الدوله الإسلامي
ه
نعود إلى عالِمنا الذى أخذ كوب الماء وذهب إلى الخليفه ويقول له بكم تشترى
هذا الكوب من الماء ., إن كنت عطشان ولا يوجد غيره فى الكون ,
فقال رضوان الله عليه : أدفع نصف ما أملك ,
ثم رد عليه العالِم وكم تدفع إذا أنجس هذا الماد بداخلك , ولم تستطيع إخراجه ...؟
فرد رضوان الله عليه : أدفع نصف ما أملك ..
فضحك العالِم وقال " سبحان الله وكأنّ كل ما يملك حليفة المسلمين هارون الرشيد
لايساوى كوب ماء فى ملك الله "
أحبتى فى الله , إن كل شيئ يملكه الإنسان أو تقع عليه عينه فهو أمانه , ويعجبنى فى ذالك قول الشاعر " فإذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت , ولكن قل علي رقيب , ويقول المصطفى الكريم صلوات الله وسلامه عليه ـ يصبح على كل سلامى من الناس صدقه , فكل تسبيحه صدقه , وكل تحميده صدقه , وكل تكبيره صدقه , وكل تهليله صدقه ( لا إله إلا الله )
وإماطة الأذى عن الطريق صدقه , ويجزى أو يجزئ عن ذالك ركعتان يصليهما من الضحى .
أحبتى فى الله إن الواجب علينا نحو المنعم العظيم تبارك وتعالى , هو شكر النعم وأداء زكاتها
وإستعمالها فى الخير , وإن من الملاحظ أن بعضنا غالبا يفقد صوابه عند أول صدمه
أو مشكله يقابلها , وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى
" وبشر الصابرين "
" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "
" والذين إذا أصابتهم مصيبه قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "
" أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه , وأولئك هم المهتدون"
هذا هو المنهج الربانى الذى يجب أن نتمسك به , ثم نعود إلى السنه المطهره
وقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا الذى يقول ..يارسول اللخ
أو صنى . فيقول له صلى الله عليه وسلم ـ " لا تغضب " ويردد الرجل مرار ثم يقول له صلى الله عليه وسلم ـ لاتغضب ..
وإلى قوله صلى الله عليه وسلم " إذا غضب أحدكم فليتوضأ أو يغتسل , فإن الغضب من الشيطان , والشيطان خلق من نار , وإنما تطفئ النار بالماء
"
ثم تعالوا ننظر إلى تلك المرأه الفاضله التى أتت إلى المصطفى الكريم , تسأله , بأن يدعوا الله أن يشفيها من الصرع , فأخبرها المصطفى صلى الله عليه وسلم
" بين ان تصبر ولها الجنه , وبين أن يدعوا الله فيغفر لها ويشفيها "
وهنا تختار هذه المرأه رضوان الله والجنه
ثم إنظروا أحبتى فى الله إلى تلك التى ذهبت فى مقدمة من ذهبوا لإستقبال الوفود العائده من غزوة أحد , وفيها لقى المؤمنين ورسولهم الكريم بلاءاً شديداً ,
فتقف هذه المرأه , فينعى إليها الناس خبر زوجها وأخيها وأبيها , فتجيبهم فى قوه وبأس
فما بال رسول الله , فما بال رسول الله ...!!!
فيقولون لها : هو بحمد الله بخير كما تحبين , فتقول أرونيه , وتقف فى وسط الموكب العظيم حتى ترى الرسول الكريم ...,,,, وتقول له ’ كل مصيبه بعدك أمرها جلل " أى هين وبسيط "
أين نحن من تلك المؤمنه العظيمه , لقد مات أبوها وزوجها وأخاها , وما يباليها فى ذالك
شيئ , إن أباها وأخاها وزوجها لبنه من لبنة الإسلام , ورسول الله صلى الله عليه وسلم
هو الإسلام كله
يقول المولى عز وجل " ولا تجعلى فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "
""وفي الختام ""
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ”من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً“
رواه مسلم
شكراااااااااا لك
مشكور أخي
سلمت يداك وبارك الله بك