الأم الأسيرة

منذ أيام الطفولة وأنا أسمع أنين تلك الأم في قبضة الطغاه...

وفي دفاتري .. وفي كراسات الإنشاء أرسم ملامحها الحزينة وأرصها بين أسطر الخيال ...

أتذكر جيدا تلك الأيام التي أحمل في كل يوم حقيبتي المدرسية وأتجها الى ذاك الفناء المتسع بضجيج الطفولة والبراءه .. أتذكرها جيدا وها هي تمر في خاطري كرياح الصبا التي يتغنى بها الشعراء ...

في تلك الأيام أسمع ضحكاتنا أنا وصديقاتي تعلو الرياح .. تتخبط بزحام السحاب في ذاك اليوم الذي طواه الزمان في صفحة من صفحاته جاءتنا أحدى المدرسات كانت حصة الإنشاء

في ذاك اليوم كان الموضوع والقضية التي دارت حولها دوائر الجدل كانت عن تلك الأم أسميتها (الأم الأسيرة)...

أقلعت سفينة خيالي إلى هناك .... ديار الأم الأسيرة...

كنت في البدء أسمع بها لم أراها .. ولكن في ذاك اليوم رأيتها نصب عيني , أجل أم .. أم أسيرة مكبلة بقيود الظلم .. تتوسط سجن مظلم صنعه لها أعداء الله

.. أم أسيرة .. ليس بوسعها أي حيلة سوى البكاء بشجن .. بدموع بل دماء غطت أوجه أطفالها الشهداء ..

دماء كل شهيد حاول مساعدة أمه ورفض العيش خلف الجدران .. رفض أن يرى أمه بالسلاسل السوداء..

أجل ..

رأيت تلك الأم الأسيرة رغم المسافات الشاهقة التي تبعدني عنها , إلا إني رأيتها.. في قصيدة كل فلسطيني , في دمع الشيوخ وأعين الكهولة , في اليد التي حملت لقب أطفال الحجارة... رايتها

في أنات العذارى ... , في صراخ أمهات الخيام

... , في الصحارى, الشوارع , البيوت , الحواري ... وفي الأزقة ..

رأيتها في ملامح وجه كل من أخدت داره..

رأيتها في الأناشيد التي ترتفع فيها أصوات الحرية وتطلب الشمس التي لا تغيب

نور الله

و

شمس الإسلام

.....