هل للنفس أن تموت أحياناً ؟؟

وحي الهوى من قبور الشيب أحيان

وفي الشباب تموت النفس أحيانا

مرت ثلاثون لم أغنم بعاشقة

وما تذوقت عند اليأس إنسانا

نام الشباب بأكفان المشيب أسى

واليأس ألبس وجد القلب أكفانا

والغصن غض ولكن ما يروعني

روح الهوى صبغت بالحزن ألوانا

في قطعة من أغاني الصيف نادرة

لقيت سلوى قريح العين محزانا

تمشي وتتبعها الآلام ساخرة

تبيع أحلامها بخسا وخسرانا

حتى غفونا وجمر الحلم يدفئنا

والشوق يأمرنا حينا وينهانا

كانت أناشيد عشق طال مسمعها

بالوصل شعرا وبالتحديق ألحانا

سلوى أفيقي فنور الصبح قد بانا

والطير يتلو على الأغصان قراّن

هيا اغسلي وجهك النشوان من فرح

بماء ورد من الجوري نشوانا

جاز الزمان ولم نحفل بنشوتنا

وللسرور فؤاد ظل يقضانا

نرى الظلام نهارا من سعادتنا

والصخر مخضوضرا والرمل ريانا

ثم ارتشفنا من الينبوع قهوته

ممزوجة برحيق الشوق ريحانا

أما رأيت بها الحسون منتشيا

معانقا حلمات الورد سكرانا

يقضي الحياة بلا يأس يطارده

يشدو بما ألهمته الروح أوزانا

غنا لنا لابن برد كأس خمرته

(( الأذن تعشق قبل العين أحيانا ))

نلهو بأبصارنا فيس كل زنبقة

ما أجمل العيش إن الروض ملهانا

عيش يروق من الدنيا لغربتنا

فالطير أصحابنا والغاب مأوانا

ليت المقادير تنسانا ولو كذبا

كل الفصول لدينا شهر نيسانا

نشتم من نسمات العمر أطيبها

ونحتسي خمرة الأحلام إدمانا

ما بال سلوى إذا مر النسيم بها

تظل تذكر للمشتاق أوطانا

يوما وفي المسجد الأقصى يجاذبنا

محرابنا وينادينا مصلانا

وقد رأينا من العذراء بهجتها

وقد سمعنا من التنزيل رحمانا

تألفت فيه أرواح العباد بما

أهدى به الوحي إنجيلا وفرقانا

والآن قابيل يمشي في مناكبها

يستعذب القتل مغرورا بما كان

ويستبيح دماء الأرض مغتصبا

ولا يراعي بها إنسا ولا جانا

في كل زاوية من بطشه جثث

تشكو إلى الله إذلالا وخذلانا

والجوع ينهش لحم الناس مبتسما

كالموت يفتح باب النعش غضبانا

أما رأيت بها دبابة سحقت

جماجم العرب عدنانا وكنعانا

لكنه حجر كالبعث معجزة

راحت تصد عن الليمون عدوانا

من كف طفل ترى قابيل مرتعبا

من عينه من فداه ظل حيرانا

وقد رفعنا لهم غصن السلام ردا

فمزقوها بسيف الغدر طغيانا

فأعجب لطفل فدائي الهوى نزق

يواجه الظلم إسلاما وإيمانا