عملة زائفة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسمع كثيراً بصفات تردد في مجالسنا
مثل ( المؤدب وخفيف الدم والمثقف والمتحضر والعصري والرجعي والمتخلف )
، هذه الصفات متباينة المعاني ، فمنها المحبب ومنها المنبوذ وغير المرغوب فيه ،
صحيح ان البعض منها لا يكتسب بتصنع لأنها لا إرادية وإنما هي غريزة يهبيها الله عز وجل لمن يشاء من عباده ، أما البعض الاخر فبمقدور المرء على اكتسابه في الحياة ، فمثلا
إذا اردت ان يقال لك شخص مؤدب
فما عليك إلا ان تخفض صوتك عند الحديث بلطف ونعومة مع تحريك يديك وهز رأسك لتوصيل المعلومة
على ان تكون في قمة الخجل وتكثر من كلمات الشكر والثناء حتى ولو شتمك .
وان اردت ان يقال عنك مثقف
فضمن حديثك بعض الكلمات الأجنبية حتى ولو لم تعرفه معناها أو ان يكون لها مناسبه في الحديث
مع حفظ بعض أسماء المشهورين من المغنين والممثلين .
وان أردت ان يقال لك خفيف الدم
فما عليك سوى الضحك والكهكهة في كل وقت بمناسبه أو بدون
اصنع من نفسك سفيها خفيف العقل تفوز بهذه الصفة .
وان اردت ان يقال لك انسان عصري :
فما عليك الا ان تتنازل عن دينك وأخلاقك وعاداتك وتقاليدك ورجولتك
أي بمعنى تكون مثل الببغاء تقلد كل ما يحدث في المجتمعات الغربية المتخلفة أخلاقيا واجتماعياً فتعمل على التخلص من الغيرة على دينك
وعلى من تعول وتعتبره سمة من سمات التطور والتقدم ،
تلبس الملابس المزبرقة بصور الحيوانات والعبارات الفاحشة وتقص شعرك قصات غير مالوفه تمشي بذوق وفن وكبرياء
تتعلم الكذب والنفاق والبخل والجبن
ولو تشاء تصنع من نفسك عظيما ومهما حتى ولو كنت فاشلاً ،
فان فعلت ذلك فهذا يعني انك انسان متحضر ، اما ان كنت خلاف ذلك فهذا يعني انك انسان رجعي أو متخلف .
هذا حال البعض للاسف :
رغم انتشار العمل ولكن لا تزال العقول فارغة تستهوي الخرافات والخزعبلات وتحارب العلم والمعرفة
فنحن يا معشر العرب عرف عنا اننا شعب لا يقرأ ولكن يسمع فالكثير لا يعلم كم عدد الصحف المجلات التي تصدر بسبب هجره لها والكثير لا يزور المكتبات الا في بداية العام الدراسي
بغرض شراء بعض المستلزمات المدرسية ، حتى الانترنت للأسف استخدم هذه الخدمة الرائعة في المعاكسات ونشر الفضائح وتشويه صورة المجتمعات المحافظة وباتت هذه الخدمة (نقمه ) وليس نعمه للأسف !!
يترفع عن قراءة ما يكتب في صحافتنا بحجة عدم ايفائها بالغرض رغم واقعيتها وصحة مصادرها ويتحدث عن صحافة في تلك البلدان المتقدمة في نظره وكانه تعلم الكثير من خلال زيارته لبعض مراقص تلك الدول التي يضرب بها الامثال
ويعتبرها رمزالتقدم والتطور رغم انه لا يختلف اثنان على التخلف و الهمجية التي تعيشها تلك المجتمعات ، صحيح انهم وصلوا الى مستوى عال من التقدم والتطور في الصناعات والابتكارات ولكن ذلك ليس قياسا
لان الحياة الإنسانية لا تقوم بالمقاييس الحسية الظاهرة وإنما تقوم بمعيار العقيدة والقيم والأخلاقية والمستوى الفكري ، لأن هذه خصائص الانسان العاقل المكلف الرشيد .
وفي الحقيقة :
ان كل من قيل عن هذه الصفات كلام خاطئ جداً من وجهة نظري
لان المؤدب هو الشخص .
المؤدب
الذي يتمتع بالاسلوب المهذب والالفاظ الجيدة والمستحبة والبعيدة عن جرح شعور الاخرين ،
فان كان هذا الشخص مرأة فلا بأس ان تكون خجولة ناعمة الحديث عطفا على أنوثتها ،
إما ان كان رجلا فعليه اثبات رجولته والتي من سماتها الخشونه والشدة بحدود .
خفيف الدم
اما خفيف الدم فهو الانسان المتواضع لين الجانب عذب الاسلوب خفيف المداعبة بحدود وفي أوقات مناسبة متزن الحديث ليس بهذار
ولا بصامت رجيح العقل ليس بسفيه ولا بأحمق .
المثقف
اما المثقف فهو الانسان الواعي والثري بالمعلومات القيمة والنافعة والتي توحي على انه انسان مطلع ومتابع ،
يبهرك بحديثه وإدراكه للموضوعات وابتعاده عن الكلمات السوقية وزيف الكلام فصيح اللسان
هادف الرأي لين المناقشة ومتقبل النقد و يحترم وجهة نظر الاخرين .
العصري
الانسان العصري هو الشخص الطموح والمتمشي مع متطلبات العصر بحدود ما يمليه عليه دينه وعاداته وتقاليده ،
ينشد التقدم والتطور بحدود و يبتعد عن التقليد والمحاكاة
و يقتبس من حضارات وتراث إسلافه الماضية ويحافظ عليها مع العمل على تطويرها بحيث لا يخدش مضمونها وجوهرها .
الرجعي
أما الإنسان الرجعي فهو الذي يرفض التطور والتقدم في الأشياء الضرورية بالحياة بحجة البقاء على ما كان الإباء والأجداد
حتى ولم لم تمس المبادئ والقيم الأخلاقية التي لا تطوير فيها .
المتخلف
اما المتخلف هو الانسان الذي لا يعرف قدره ولا مكانته الاجتماعية ،
يهوى التقليد حتى وان كان ضاراً به لا يحب الكفاح والمثابرة في سبيل النجاح ،
يكره العلم ويصفه بانه مضيعه للوقت ،
لا يثمن النصح والإرشاد ويعتبره تفضلا وتطفلا من الغير على حياته ،
ويمكن القول بانه الشخص الفاشل روحيا وجسديا .
اخيرا
اقول انني مع ممن ينشدون التقدم والتطور في متطلبات الحياة ،
لكن ليس على حساب الدين والعادات والتقاليد والمبادئ والقيم الاخلاقية التي نرفض وبشدة كل مغريات الحياة من أجلها لانها بمثابة الروح للجسد
والله من وراء القصد
جزيتم كل خير
مشكووووووووووووووووووووووووورة موضوع مميز جدَََََََاااااااا
شكراً لك على هذا الطرح الراقي لبعض المفاهيم السائدة ,فلا بد للإ نسان
أن يعرف قدر نفسه
بعيداً عن الرياء
والكذب
بارك الله بكِ
اسعدني مروركما
دمتم بخير
موضوع جميل ومميز كما تعودنا على مواضيعك وابداعك دائما
مشكورة موضوع مميز دمت بخير
أسعدني مرورك
دمتي بخير
مشكورة على الموضوع الجميل والواقعي