أبـو الليث

39

1,950

15 عاماً على رحيل النمر الأسود

الســـــــــــــــــلام عليكم ورحمة اللــــــــــــه وبركاتــه








غزة – فلسطين الآن



"أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست!!" هكذا تفوه السفاح إسحق رابين رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني الأسبق بهذه الكلمات تعبيراً عن رعبه الشديد وإعجابه في ذات الوقت من دهاء الثعلب الشهيد وقدرته الفائقة على الظهور كومضة برق والتخفي كالشبح.



جاء ذلك بعد إشرافه على تنفيذ إحدى عملياته الاستشهادية داخل تل أبيب، والتي هزت صورة جهاز الاستخبارات الداخلي الصهيوني وحولته إلى دمية في يد المقاومة، التي انتقلت إلى مرحلة جديدة من نقل مسرح عملياتها داخل عمق كيان العدو، بالإضافة إلى تحويل قادة أجهزة الأمن الصهيوني إلى مسخرة ونكات الصحف الصهيونية، التي وجدت ما يقوم به الثعلب الشهيد وتلامذته مادة ثرية لتصفية الحسابات الشخصية بين أحزاب وساسة العدو.



سيرة عطرة



لم يكن عياش إنساناً عادياً ولا شخصاً محدود القدرات والمواهب بل كان رجلاً فذاً ومجاهداً متمرساً وقائداً صلباً ومؤمناً ورعاً تفيض نفسه بالإيمان وتعمر روحه بالصفاء والنور والتقوى، ولد يحيى عبد اللطيف عياش في قرية رافات بطولكرم جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية في السادس من مايو 1966 ، تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هما البراء ويحيى.



نشأ في رحاب المساجد، درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق وبرع في علم الكيمياء. التحق بجامعة بيرزيت بقسم الإلكترونيات. وفيها أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، ولم يمنعه ذلك من إتمام دراسته بتفوق ، بعد التخرج حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا لكن سلطات الاحتلال رفضت طلبه.



نشط في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبا العمليات الاستشهادية .



فقد اعتبر مسؤولاً عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله هدفاً مركزياً للكيان الصهيوني ، حيث بلغت الخسائر الصهيونية نتيجة العمليات التي كان مسئولاً عنها 76 قتيلاً و400 جريحا ، ومنذ 25 أبريل 1993 عرفت المخابرات الإسرائيلية اسمه كمهندس للعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة وبدأت بعمليات مراقبته للقبض عليه.



ركزت قوات الاحتلال الصهيوني نشاطها للنيل من عياش ، ولما أدرك أن الخناق الأمني الصهيوني يزداد ضيقاً من حوله، قرر الانتقال إلى غزة لنقل الخبرة والتمويه على العدو الصهيوني، وتمكن من الدخول إلى قطاع غزة.



أهم العمليات



عبقرية القائد يحيى عياش نقلت المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي يدّعي الصهاينة أن أجهزتهم الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماماً . فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكز الاحتلال والدوريات العسكرية نفذ مقاتلو حماس بتخطيط من قائدهم عياش عدداً من العمليات أهمها :



6 نيسان 1994 الشهيد رائد زكارنة يفجر سيارة مفخخة قرب حافلة صهيونية في مدينة العفولة مما أدى إلى مقتل ثمانية صهاينة وجرح ما لا يقل عن ثلاثين وقالت حماس أن الهجوم هو ردها الأول على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل .



13 نيسان 1994 مقاتل آخر من حركة ( حماس ) هو الشهيد عمار عمارنة يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة صهيونية في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر ، مما أدى إلى مقتل 5 صهاينة وجرح العشرات .



19 تشرين أول 1994 الشهيد صالح نزال وهو مقاتل في كتائب الشهيد عز الدين القسام يفجر نفسه داخل حافلة ركاب صهيونية في شارع ديزنغوف في مدينة تل أبيب مما أدى إلى مقتل 22 صهيونياً وجرح مال لا يقل عن 40 آخرين .



25 كانون أول 1994 الشهيد أسامة راضي وهو شرطي فلسطيني وعضو سري في مجموعات القسام يفجر نفسه قرب حافلة تقل جنوداً في سلاح الجو الصهيوني في القدس ويجرح 13 جنداً .



22 كانون ثاني 1995 مقاتلان فلسطينيان يفجران نفسيهما في محطة للعسكريين الصهاينة في منطقة بيت ليد قرب نتانيا مما أدى إلى مقتل 23 جندياً صهيونياً وجرح أربعين آخرين في هجوم وصف أنه الأقوى من نوعه وقال المصادر العسكرية الصهيونية أن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس في تركيب العبوات الناسفة .



9 نيسان 1995 حركتا حماس والجهاد الإسلامي تنفذان هجومين استشهاديين ضد مواطنين يهود في قطاع غزة مما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين رداً على جريمة الاستخبارات الصهيونية في تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين وبينهم الشهيد كمال كحيل أحد قادة مجموعات القسام ومساعد له .



24 تموز 1995 مقاتل استشهادي من مجموعات تلاميذ المهندس يحيى عياش التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب صهيونية في رامات غان بالقرب من تل أبيب مما أدى إلى مصرع 6 صهاينة وجرح 33 آخرين .



21 أب 1995 هجوم استشهادي أخر أستهدف حافلة صهيونية للركاب في حي رامات اشكول في مدينة القدس المحتلة مما أسفر عن مقتل 5 صهاينة وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسؤوليتهم عن الهجوم .



المطلوب الأول



إنجازات المهندس التي أنهكت الاحتلال وأجهزته الأمنية جعلته المطلوب رقم 1 للأجهزة الصهيونية التي طاردته طوال 5 سنوات وسخرت كل إمكانياتها لكشف هذا اللغز وشكلت وحدة تنسيقية بين كافة الأجهزة الأمنية لتقصي أية إشارة عن تحرك المهندس ونظموا دراسات عديدة حول شخصية المهندس وأسلوب حياته وراقبوا أصدقاءه في فترة الدراسة وأرسلوا وحداتهم الخاصة التي نصبت له الكمائن في الليل والنهار في المدن والمخيمات في الغابات والكهوف حيث لم تعد هناك قرية في الضفة الغربية إلا وداهمتها وحدة مختارة من جنود الاحتلال الصهيوني بحثاً عن الأسطورة الجهادية التي ولدتها وأهلتها حماس .



مرات كثيرة أنجى الله يحيى عياش قبل وصول الصهاينة بدقائق في حي القصبة في نابلس ، وفي حي الشيخ رضوان في غزة حيث استشهد رفيق جهاده الشهيد كمال كحيل ومطلوب أخر من حماس هو إبراهيم الدعس .



موعد مع الشهادة



لكن بعد طول جهاد آن أوان الاستشهاد واقترب الرحيل ونال يحيى عياش شهادة كان يلاحقها فترجل الفارس إلى عليين وصعدت روحه الطاهرة إلى باريها .



صباح يوم 5/1/1996 اغتالت يد الحقد والغدر الصهيوني البطل الهمام أسطورة الجهاد والفداء بعد عملية استخباراتية تكنولوجية معقدة هي الأولى في هذا العالم بعد تفخيخ الهاتف الخليوي الذي كان يستخدمه أحد أصدقاء المجاهد بتواطؤ وتعاون الأجهزة الأمنية الفلسطينية .



قالوا عنه



" إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع" ، هكذا وصف شمعون رومح أحد كبار العسكريين الصهاينة الفلسطيني يحيى عياش .



ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الصهيونية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته بـ: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري".



كما بلغ الهوس الصهيوني ذروته حين قال رئيس وزراء الصهيوني آنذاك إسحاق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقال أيضًا: "لا أشك أن المهندس عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها".



15 عاماً وكابوس العياش مستمر



وبعد 15 عاماً من استشهاده لا زال الثعلب الشهيد يحيى عياش الذي لقبه أعداؤه بـ"العبقري" مصدر وجع في الذاكرة الصهيونية، وكابوس يخشى قادة العدو من أن يتم احياؤه من جديد على يد طفل فلسطيني يلعب بعد انتهاء حلقة تحفيظ القرآن في احد شوارع غزة أو الضفة المحتلة.



ولأجل ذلك تم رصد المساجد والمدارس ورياض الأطفال بدقة وإمطارها بزخات الفسفور الأبيض القاتلة في المحرقة الأخيرة على غزة المحاصرة ، كما تم تجنيد سلطة أوسلو في الضفة المحتلة لقمع المقاومة وتطهير الضفة من الأطهار وأصحاب الأيادي المتوضئة التي تحمل المصحف والبندقية في آن واحد.


واليوم ورغم ما تتعرض له الضفة المحتلة ازدواجياً على يد الاحتلال وأعوانه من السلطة الموالية للاحتلال إلا أنها ستبقى قادرة على إنجاب الأبطال والمجاهدين القادرين على زرع الرعب في قلوب الصهاينة .

التعليقات (3)

سميحة     

رحم الله شهداء الأقصى

كتاكيتو     

رحم الله جميع شهداء المسلمين

باحث عن الحق     

رحمك الله يا عياش وادخلك فسيح جنانة والحقنا بك
ومن فضل الله علينا فلسطين فيها من هم مثل عياش
رجال صدقو ما عاهدو الله علية
لك جزيل الشكر أخي على تزكرينا بهاذا البطل
مع اننا لن ننسا من هم مثل امثالة
ونحن على خطاه بأزن الله