abubkir

39

1,273

ذرات الملح على حواف فنجان قهوتي !!‎



م ـــدخل..~



يُقال ..
أنّ حُب القهوَة يُمثل
الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا




كنتُ مقتنعه تماماً بذلك
إلَى أن سَمِعت مَعلومَة
مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعاصرين يقول :
بل إنها تمثل التشاؤم و السلبية و الميل للنقد

طبعاً حفيد أفلاطون
ليس أحد علماء النفس
و لا أحد فلاسفة الإغريق
هو مجرد
[ ذرة ملح على فنجان قهوة ]



كل ما خطر بذهني هذا المساء
و أنا أحرك كوب القهوة بين أناملي الباردة
هو
كيف ستكون حياتنا
لو أننا نتعامل مع مشكلاتنا الحياتية و كأنها ..
[ ذرات ملح على فنجان قهوتنا اللذيذة ] ؟

هل سندع تلك الذرات البشعة
تسرق منا لذة كوب كامل من القهوة السكرية الساخنة ؟!



نقد لاذع

:

خيبات أمل

:

خيانة

:

إحباط

:

حرمان

:

سقوط مرير

:

فشل

:

إكتئاب

:

إرهاق

:

ظلم

:

.. ثم ..

كفى

كفى

كفى




لست ممن عاشوا قروناً على هذه الأرض
لكن
سنيني القليلة المضطرمة
في
[ قاع كوب من القهوة الساخنة ]



علمتني
أنني حين أنصهر في دوامة الحزن
فإني لا أحرق إلا نفسي
و كل ما يحرقني
يظل عابثاً
بكياني .. بوجودي

ينهشني كما تنهش النار الهشيم
بلا أي رادع يوقف هذا الجنون
!



علمتني
أن أستلذ حتى
[ بذرات الملح على أطراف كوبي ]

لأنها تمنح القهوة .. لذة أخرى .. مختلفة !
لذة التحدي
و الإنتصار على الذات
= قبل و بعد كل شيء =
!





علمتني
أن أدير أذناً صمّاء لألسنة تسعى لابتلاعي
عن طريق
النقد الغير مبرر لـ أفكار و مشاعر تختصني لوحدي

لا تفيد و لا تضر شخصاً غيري
!



علمتني
أن أفتح أعيناً عمياء على وجوه لا تعرفني

إلا كـ هوية منسوخة عن إنتماء لـ ...
جنسية .. أو دين .. أو مذهب .. أو عِرق
!



/



علمتني
أن أضحك إلى الحد الذي يتهمونني فيه بالجنوٍـوٍـوٍن
في الوقت الذي ينتظرون فيه
تهاطل دموعي على مناديلهم القذرة
!



و كل ما علمتني إيـــاه
تلك الحبات المتناثرة على طرف كوب القهوة

يتلخص في اللا - مبالاة -
بما كان أو سيكون

و - المبالاة -
بما هو [ كائن ] و [ حاضر ]
في هذه اللحظة بالتحديد دون غيرها



التركيز على ملاعق السكّر الذائبة في القهوة الشهية
و ليس على بضع حبيبات من الملح على طرف الكوب
!


أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة
يحل أكثر المشكلات تعقيداً
دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد





لا يوجد شيء في الوجود
يضاهي الشعور بلذة السعآآآدهـ
أما باقي الأشياء
فـ كلها مجرد [ وسائل ]
خلقت على الأرض لـ أجل سعادتنا
!


التعامل مع الأشخاص
على أنهم مجرد وريقات متطايرة في طريق العمر
[ مهما كانوا بالنسبة لنا ]


هذه النظرة تجعل منهم و من مشكلاتهم
ذرات ملح مضحكة
لا تغيرّ من عذوبة طعم الحياة
!


/


لم يولد شخص في الوجود ليكون جزءاً من شخصٍ آخر
فكلنا ولدنا منفردين
و سنموت منفردين
و البشر كلهم من حولنا
[ رفقة غربة ]
لا أكثر
!




م ـــخرج ..~



بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح
لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر!

[ SIZE="5"]

التعليقات (3)

abubkir     

مشكورين على المرور

سميحة     

مشكور أخي
سلمت يداك روعة

أبـو الليث     
أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة
يحل أكثر المشكلات تعقيداً
دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد



بارك الله فيك