"رحلة صوب اللقاء"

هل كان اللقاء يحتاج كل هذه المشاعر

مزيج من كل شيء كلوحة كل لون فيها يمثل شعوراً

هل وجب أن يمتزج الأسى بالفرح ليكّون بوادر الحب والكراهية

ليصاب الخوف والأمان بالحيرة وهل أمسى الاختناق والصراخ

عاشقان لغتهما تلك الزرقة الموشحة بكل هذا البياض المخيم فوق ورقتا

الألم والشفاء لساق من قلب ألا يكفي كل هذا الانتظار

ألا يكفي أن الغروب لم يحل ذلك اليوم

في كل خطوة إليك يفقد الطريق بعضاً

من ملامحه يتخلى عن جزء من نفسه والطيور تغيب مع كل رعشة

الرمال تتبعثر تحت وقع هذه الخطى وتنادي دقة قلب وجهتها

ثوانٍ من المشي وتخط الروايات نهاية ترقب

ثوان ليجتاحها البحر ويزيد زرقتها ويمحو بياضها التقيت بالبحر

وكان وجهك أول من باغتني

فانسدل الحزن على عيون تلونت بالفجيعة

وتكحلت بشوق ظهر لون الحداد فيه كأوراق فارقت غصناً

ماتت وسقطت على سكة أقبل قطارها بضوء أحال بريق الأوراق إلى كحل تزين

به وجهاً ينتظر الموت على يد قطار سيرسم مشهداً ينطبع في سطور ورق الدوح،

وكلمات سأجدك في مكان بعد محاولات ولهاث

وبعد نظرة إلى أعشاب ذلك المكان أمشي واليد تحت خدي والوحشة تحيط بمنعطف الترقب والمعاناة

في كل إيماءة إلى نسمة عابرة تشق عباب عطر وردة تحملها يد مرتعشة

شيء واحد أريده أسوف أجدك؟

ترى هل سيسيل دمع نقي دون دماء هذه المرة هل سأتوقف عن الانتظار

وأنزع أجنحة البحث أم ستنكسر الأميات مرة أخرى

وتموت روح الوردة قبل أن تلامس أناملك والكفان

سيدعيان بلقاء آخر في وردة أريد فقط أن أعرف هل أعيش وهماً لبس معطف الخيبات

مشى تحت أفنان دون ثمر فلم يثمر فيّ إلا الكتابة أم أني سأبكي وأستر عري دمعي بكفين

" آه من غربة بين الأهل والأصدقاء

آه من بحر أشعل كل المشاعر في العالم في فؤاد واحد

آه من وردة تبكي ندى من دم على أصابع الحبر

ودمعتان أولى في بداية النهاية

وتليها أخرى في بداية السقوط ،

رميت تلك الوردة نحو التراب لامستها وكأنها جثة باردة

وبكيت عليها بعد أن دفعت وحدها ثمن الأمل والتمني وغطيت مقلتي بكف واحدة

والأخرى أغمضت عيني الزهرة حينما وضعتها في دفتر كتبت فيه ذكرى لقاء آخر ".