بعض أدبيات الحوار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل منى له رأيه وحواره

هذه بعض أدبيات الحوار

1- أن يكون هناك هدف واضح للحوار والنقاش لأن أكثر الحوارات غير مخطط لها وإنما تأتي بشكل عشوائي لذلك ليس هناك فائدة كبيرة من أكثر النقاشات.

2-أن يكون الهدف هو الفائدة وبناء علاقات مع الآخرين وليس هدم العلاقات، وتخطئة الشخص الآخر ، والهجوم عليه لإسقاط وجهة نظره ، لاحظ أننا نحاول أثناء الحوار اصطياد الثغرات في كلام الآخرين ، فهو شيء يدعو للأسف أن يكون هدفك من الحوار تحقير الطرف الآخر وتقليل شأنه وإثبات أنه جاهل وبكل أسف أقول لك أن هذا الهدف هدف غاية في التفاهة والتخلف .

3-أن نبدأ من نقاط الاتفاق ثم نناقش نقاط الاختلاف ولكننا نبدأ دائماً من نقاط الاختلاف على الرغم من أن نقاط الاتفاق غالباً تفوق 70% والاختلاف 30% ولكننا نركز على الاختلاف فنبدو أبعد ما نكون عن بعضنا رغم قربنا الكبير.

4-أن تحاول أن تضع نفسك في مكان الشخص الآخر لكي تفهم وجهة نظره وكما يقال ( امش بحذائه!) أي كن هو ، فإذا فعلت ذلك فسوف تفهم لماذا الشخص المقابل يفكر بهذه الطريقة ولماذا يصر على شيء أنت ترى أنه خطأ ( والشخص الآخر قد يكون زميلك أو ابنك أو زوجتك ) وهكذا

5-حسن الإنصات وهو أن تقبل بكل إحساسك ومشاعرك للطرف الآخر وعدم مقاطعته للهجوم عليه وإبداء وجهة نظرك القيمة!! وإنما انتظار الفراغ حتى تبدي ما لديك وكما كان يفعل رسول الهدى كان كما يخبر عنه أحد الصحابة ( يقبل بكليّته) أي بجميع بدنه وسمعه وفهمه وهكذا فكما يؤثر عنه أنه قال لعتبة بن الوليد ــ المشرك ــ أفرغت يا أبا الوليد؟!! رغم أن عتبه كان يعرض عليه عروض غاية في السخف تقال لنبي! . وقال رسول الهدى (صلى الله عليه وسلم) لرجل اسمعني فقال لا حاجة لي بسماعك فأنا أحفظ حكم لقمان فقال النبي اسمعني فلما فرغ الرجل قال النبي : ( هذا كلام حسن وعندي خير منه). يا الله ما أعظمك يا رسول الله أدب في الحوار ما سمع الزمان بمثله.

6-قبول فكرة (أن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية) فنحن نعرف هذه العبارة جيداً ولكننا لا نطبقها جيداً .

7-الابتعاد عن الأحكام المسبقة فكل حكم مسبق خطأ ـ حتى هذا الحكم ـ !!!!!

تصنيف الطرف المقابل أو صاحب الفكرة أنه من الاتجاه كذا ثم الرد على فكر الاتجاه وعمومياته من أفدح الأخطاء التي نقع فيها ، لماذا لا نرد على الفكرة نفسها مباشرة أم أننا نخادع الحقيقة ونلتف عليها ، فليس هناك مبرر للهروب من الفكرة ذاتها إلا مبرر واحد هو أننا لا نملك الفكرة الصحيحة التي نرد بها.

أي أن الأفضل هو أن نبتعد عن الشخص ونرد على الفكرة مباشرة ، فالتصنيف حالة مرضيّة موجودة في أدبياتنا يجب أن نتخلص منها قدر الإمكان.

8-يقول الشافعي : (قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)

من منّا يستطيع أن يكون بوعي وعمق الشافعي؟!