سنة الكون

50

1,921

روائع الشعر العربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



من شعر الإمام علي ينصح ولده الحسين رضي الله عنهما



أَحُسَينُ إِنّي واعِــــــــــــظٌ وَمــؤَدِّبٌ ** فَاِفــــهَم فَأَنتَ العاقِلُ الــمُتَــــأَدِّبُ


وَاِحفَظ وَصِيَّةَ وَالِــــــــدٍ مُتـــَحَنِّــنٍ ** يَغذوكَ بالآدابِ كَيــــــلا تُعطَـــــبُ


أَبُنَيَّ إِنَّ الرِزقَ مـــَكـــــفولٌ بـــــــِهِ ** فَعَلَيكَ بالإِجمالِ فيما تَطلــــــــــُبُ


لا تَجعَلَنَّ المـــالَ كَسبـــــَكَ مُـــفرَداً ** وَتُقى إلَهَكَ فَاِجعَلَن ما تَكســــــِبُ


كَفِلَ الإِلَهُ بِـــرِزقِ كـــــُلِ بَرِيَّــــــــةٍ ** وَالمالُ عارِيَةٌ تَجيءُ وَتَذهَـــــــبُ


وَالرِزقُ أَســـرَعُ مِن تَلَفُّــــتِ ناظِرٍ ** سَبَباً إِلى الإِنسانِ حينَ يُسَبَّــــــبُ


وَمِنَ الـــسُيولِ إِلى مَقــــَرِّ قَـرارِها ** وَالطَيرُ لِلأَوكارِ حـينَ تُصـــــــَوِّبُ


أَبُنَـــيَّ إِنَّ الذِكرَ فيـــــهِ مَواعِـــــظٌ ** فَمَنِ الَّذي بِعـِظــــاتـِهِ يَتَـــــــــأَدَّبُ


فَاِقـــرَأ كِتابَ اللَهِ جَهـــــدَكَ واِتلــُهُ ** فــيمَن يَقومُ بِهِ هُنـاكَ وَيَنصـــــَبُ


بِتـــَفَكّـــُرٍ وَتَخـــَشُّــــــــعٍ وَتَقَـــرُّبٍ ** إِنَّ الـــمُـــقَرَّبَ عِنـدَهُ الـــــمُتَقَرِّبُ


وَاِعبُد إِلَهَكَ ذا المَـــــعارِجِ مُخلِصاً ** وَاِنصِت إِلى الأَمثـالِ فــيما تُضرَبُ


وَإِذا مَرَرتَ بِآيَــــــةٍ وَعــــــــــظِيَّةٍ ** تَصِفُ العَذابَ فَقِف وَدَمعُكَ يُسكَبُ


يا مَن يُعَذِّبُ مَن يَشـــــــاءُ بِعَدلـــِهِ ** لا تَجعَلَــــــنّي في الَّذينَ تُعــــــَذِبُ


إِنّي أَبوءُ بِعَثرَتــــــي وَخَطيئَـــــتي ** هَرَباً إِلَيكَ وَلَيسَ دونَكَ مَهــــــرَبُ


وَإِذا مَرَرتَ بِآيــــــَةٍ في ذِكرِهــــــا ** وَصفَ الوَسيلَةِ وَالنَعيمِ المُعجِـــبُ


فَاِسأَل إِلَهَكَ بِالإِنابَةِ مُخلِــــــصــــاً ** دارُ الخُلودِ سُؤالَ مَن يَتَقـــــــــَرَّبُ


وَاِجهَد لَعَلَّكَ أَن تَحِلَّ بِــــــأَرضِهــا ** وَتَنالَ روحَ مَساكِنَ لا تــــــــَخرَبُ


وَتَنالَ عَيشاً لا اِنقِطــــــاعَ لِوَقتِـــهِ ** وَتَنالَ مُلكَ كَرامَةٍ لا تُسلَـــــــــــبُ


بادِر هَواكَ إِذا هَمَمـــــتَ بِصالِـــحٍ ** خَوفَ الغَوالِبِ أَن تَجيءَ وَتُغلــَبُ


وَإِذا هَمَمتَ بِسَيِّءٍ فَاِغمِض لَـــــهُ ** وَتَجَنَّبِ الأَمرَ الَّذي يُتَجَنَّـــــــــــبُ


وَاِخفِض جَناحَكَ لِلصَديقِ وَكُـن لَهُ ** كَأَبٍ عَلى أَولادِهِ يَتَــــــــــــــحَدَّبُ


وَالضَيفُ أَكرِم ما اِستَطَعتَ جِوارَهُ ** حَتّى يَعُدُّكَ وارِثاً يَتَنَســـــــــــــَبُ


وَاِجعَل صَديقَكَ مَن إِذا آخـــيــتَـــهُ ** حَفِظَ الإِخاءَ وَكانَ دونَكَ يَـضرِبُ


وَاِطلُبهُمُ طَلَبَ المَريضِ شِفــــاءَه **ُ وَدَعِ الكَذوبَ فَلَيسَ مِمَّن يُـصحَبُ


وَاَحفَظ صَديقَكَ في المَواطِنِ كُلِّها ** وَعَلَيكَ بِالمَرءِ الَّذي لا يَكـــــــذِبُ


وَاِقلِ الكَذوبَ وَقُربَهُ وَجــــــِوارَهُ ** إِنَّ الكَذوبَ مُلَطِّخٌ مَن يَصحــــــَبُ


يُعطيكَ ما فَوقَ المُنى بِلِسانِــــــهِ ** وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَـــــبُ


وَاِحذَر ذَوي المَلَقِ اللِئامِ فَإِنَّهُـــم ** في النائِباتِ عَلَيكَ مِمَّن يَخطُــــبُ


يَسعَونَ حَولَ المَرءِ ما طَمِعوا بِهِ ** وَإِذا نَبا دَهرٌ جَفَوا وَتَغَيَـــــــــبوا


وَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتـي ** وَالنُصحُ أَرخَصُ ما يُباعُ وَيوهَبُ





أتمنى أن تنال رضاكم



التعليقات (5)

أبـو الليث     

رحم الله إمامنا وحبيبنا علي بن أبي طالب والحسين والحسن وأمهما الزهراء
عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام


بارك الله فيك اخي أبو ياسر

ما وراء القمر     

أبيات رائعة
سلمت يداك

كتاكيتو     

مشكور أبو ياسر تسلم الايادي

سميحة     

بارك الله فيك

sawsan     

بارك الله فيك

أبيات تحمل بين حناياها الكثير من الموعظة