أبناء الشهداء يعيِّدون على وقع الذكريات (تقرير)
الســــــــــــــــــلام عليكم ورحمة اللــــــــــه وبركاتــه
بـنبرة حزينة منكسره: "ماما.. أنت قلت لي أن الشهداء لا يـموتون.. واليوم عـيد، فـلماذا لا يأتي أبي –من الجنة- ليعيد علينا.."!! بـهذه الكلمات البريئة بادر الطفل أحمد محمد عبد الله والـدته في صباح العيد.. فلامس بذلك جراحات كثيرة لم تلتئم منذ أن رحل والـده شهيداً إلى دار الخلود.
ارتدى أحمد ملابس العيد، وبـخطوات سريعة واثقة وصل وعائلته إلى ضريح والده الشهيد، ووقف عليه قائلاً: "جئت أعيد عليك بابا كما كنت تـأتي سابقاً لتعيد عليّ".. وما هي إلى هنيهات قليلة حتـى اغرورقت عيناه بالدموع وانـهار بالبكاء بـعد أن وضع إكليل الزهور على قبر والده وقبله واحتضنه بـحرارة.. فـأبكى جـميع من شاهدوا هذه اللحظات.
"ذكريات ما قبل الرحيل"
أمـا مريـم شقيقة أحمد، فأخذت تزين قبر والدها بمختلف أنواع الزهور، حتى تحولت المقبرة إلى حديقة مزينة بالورود، ومتحفاً خالداً لصور الشهداء، وحضناً دافئاً لأطفالهم الذين ارتبط حنان الأبوة عندهم بـهذا الضريح، والتئام شمل عائلتهم-بوجود الوالد- بـهذه المقبرة، التي يستعيدون فيها ذكرياتهم الجملية بـحزن.
جـدة أحمد ومريم قالت إن حفيديها الطفلين يعيشان مع والدهما الشهيد لحظة بلحظة، فهما متعلقان بروحه كثيراً، ويعيشان في خيالهما معـه ذكريات قديـمة تركها فيهم قبل أن يرحل عنهم.
ويؤكـد شقيق أحـد الشهداء أن أصعب اللحظات وأقساها على نفسه هي عندما يرى حـالة أطفال أخيـه الشهيد عندما يشاهدوا أقرانـهم يـمرحون ويلعبون بين أحضان آبائهم.. ثـم يحاولوا تقليد هذا اللعب والمرح مع أضرحة آبائهم، وكـأنها الوالد الذي ما زال حياً في مخيلتهم –فالشهداء لا يموتون-!
"حنان الأضرحة!"
وليس الأطفال وحدهم من يشعروا بحنان هذه الأضرحة!! فقد بكت والدة الشهيد سعيد وهي تصف مشاعرها وهي تحتضن قبر ولـدها وتقبله، وقالت: لم استطع أن أودعـه بعد أن استشهد؛ فقد كان جسده الطاهر أشلاءاً، وقد كانت أمنيته أن يستشهد بهذه الطريقة –رحمه الله- لكني عندما أجلس بجانب ضريـحه واحتضنه، أحس بالدفء والراحة، وكأني أطفىء -ولو قليلاً – من نار الشوق إليه.
هممت بالمغادرة، فاستوقفتني صيحات لعب أطفال الشهداء بين أرجاء المقبرة الواسعة، كانوا يـحملون أسلحة وقنابل بلاستيكية، ويـمثلون دور المقاومـة ورجالها، ويتسابقون على الشهادة من أجل انتزاع حـق آبائهم من الاحتلال.. في الوقت الذي كانت فيه أمهاتهم وجداتهم يوزعن الحلوى عن أرواح الشهداء.
وعلى الرغم من الحزن العميق الذي انتابني بعـدما رأيت كيف يقضي أبناء الشهداء يومهم الأول في العيد.. إلا أن هؤلاء الأطفال أشعروني بالاطمئنان على مستقبل القضية، عندمــا استشرفت المستقبل بـمشاهدتهم وهم يقضون يومهم بالتكبير والتهليل أثناء مـقارعتهم "التمثيلية" للاحتلال بكل رجولـه وصدق، وذلك حتى ينتزعوا حقوق آبائهم، ويكملوا درب المقاومة والشهادة حتى التحرير.
مشكور على المتابعة اخي ابو سمرة جزاك الله كل خير يا معلم
جزاك الله خير
مشكور أبو سمرة
مشكور أبو السوس سلمت يداك
بارك الله فيك