الزكرى السادسه لرحيل الشهيد البطل

تاريخ وطني فلسطين المسلوبة عاش يطرز أحرفه على سطور المجد والكفاح , ففي كل فجر وليد تُسطر كلمات جديدة على حفف أنغام الحرية لتخرج شهيد أرض أبية قضى عمره يبحث عن عنان لوطنه ويتنقل فوق الأتربه ليزرع فيها النضال والمقاومة حتى ينال الشهادة في النهاية تتفتح على أيديه ورود الجنة.

كتاب التاريخ هذا, توقفت أسطره عن نيل غذاءها اليومي من كلمات قبل نكبة وطني حتى تَفجر بركان الغضب في شعبي وحُمل السلاح على أكتف المناضلين وحينها فرح كتاب التاريخ لأن غذاءه سيأتيه يوميا وعلى طبق من دم يرويه ويسقيه عطشه الأزلي فكثير من الشعوب تخلت عن التصدي والمقاومة ورضيت بالذل والعار حتى أتى ذاك الشعب المناضل , الشعب الفلسطيني المكافح الذي لم يرضى بالذل بل صمد أمام قوة الطغيان واختار طريق الموت راية له وسيدا عليه لتلمع في النهاية راية الحرية في سماء الوطن.

كل يوم يرتقي الوطن بشهيد يأزر بالحق , شهيد لم يذق طعم النوم في حياته , بل ذاق طعم الشدائد والمصاعب من أجل دينه ووطنه, شهيد عجزت الكلمات في وصفه فقررت الأحرف بناء سد عال تتساقط منه كلمات جديده يوميا لا يعرفها معجم ولا ما شابه لتفي الشهيد حقه وشهيدنا اليوم مضت على ذكرى رحيله للسماوات العلى خمسة سنين , خمس سنين بكى فيها الطير ونطق بها الحجر بتألم وجرح دائم , خمس سنين تمرد بها الكثيرون من بعده ليعتلوا منصبه ويحرفون القضية فقد كانت قضية نصر ونزع احتلال غاشم من الأرض الى قضية بقاء احتلال والطمع في بضع أراضي لتملأ حقائبه بأموال بلا مبالاه عن مصير ذاك الشعب المطعون بحقه المسلوب.

شهيدنا تعددت ألقابه وكثرت قصائد الشعر فيه حتى أصبحت ملحمة تتزين بها مسابقات الشعر الوطني, شهيدنا تمر عليه اليوم الذكرى الخامسة لإستشهاده , ذكرى رحيل أسد حمى عرينه بكل قوته الكامنة فيه وفي شعبه, شهيد كان حلمه ان يطلى صرحه بألوان علم فلسطين ويكون في داخل القدس وفي ساحات المسجد الأقصى, شهيدنا القائد الأسطورة , البطل المقدام المهيب , صانع مجد

الكوفية السمراء التي يتجمل بها الشعب على الرؤوس والأكتف , شهيدنا الممجد المغوار أبا عمار , سيد أرق بصمات الجهاد ياسر عرفات.

يا سيد وطني يا قطعة من جسدي

أتيت اليوم أرثيك والحزن يسيجني
فقدناك وطالت الغيبة وكبر جرحي
يا قائدنا المغوار اسمك فوق القممِ
أرى صرحك الأخضر فينهار علي الدمعِ
يا فارس الثورة يا حامي عرين الأسدِ
والله فقدناك وفقدنا معك الهممِ
كنت توشحنا بالشجاعة وطول العزمِ
أقاتل الطغاة ولا أرى سواك في رصاصي
رصاصي يرسم وجهك المرح على زنادي
صمامي لا يفتح إلا بكلمة من السر
اسمك أبا عمار يفجر ما بالصمام من رصاصٍ
ويقذف بها الأعداء ويفتح الزنازينِ
زنازين الثوار الأبرار في المعتقلاتِ
الثوار الأحرار أبناء فلسطين العجمِ
لا يهمني برد الليل ولا ذلة خيمتي
لطالما هناك صورة لؤلؤية لك على جبيني

لا تهمنا طائرات الأعداء ولا قسوة الجدار

لأنك قلتها يوما بأن الليل خلفه النهار
النهار الأبيض الذي سيفك عنا الحصار
وتعلى راية النصر ويهمد ظلام الستار
همت شعبك من كبار ونساء وصغار
سترجع للمظلوم حقه والعزة للثوار

يا أبا عمار اشتقنا لك اشتقنا لمن يقاوم

النصر ات والنصر من خلف التلال قادم
يعد العدة للعدو النازي سيد الجرائم
ينقش أسماء الشهداء على السلاح الحازم
أبا عمار انت لنا كلمة وعبارة
سطر تاريخ مجد عروبة الحضارة
كتب بشغف تنبت حروف الكرامة
حروف ثورة خاضها من لا يعرف محالة

ماذا نهديك في ذكرى ترفعك لفسيح الجنة

أنهديك كلمات ولكن لا توفيك من الحق قطرة
أنهديك أشعار ولكن لا تعيد للشجر ثمرة
أنهديك قلبا ينبض ولكن لا للإنسان قدرة
أنهديك ... أنهديك ... أنهديك
مـــــــــــاذا نــــــــــهــــــــديـــــــك أبـــــا عـــــــمــــــــار
سنهديك نصرا ينبت من الزرع والأرض والشجر والصخر والرمال والجبال
والبراري ودم الشهداء وعزة وصمود الأسرى .. وهمة وعزيمة الأحرار
وكفاح غزة ونضال الضفة ورباط كل أقطار فلسطين ... صفدعكا طبريا حيفا الناصرة بيسان جنين طول كرم نابلس قلقيلية يافا اللد رام الله اريحا الرملة القدس المجدل بيت لحم الخليل غزة بئر السبع النقب.

رحيل الفارس

في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2004 اعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمر يناهز 75 عاما

النصر قادم أبانا جميعا .. النصر قادم يرسم الوطن على جبين كل من فارقوا الحياة

فداء للدين والأرض .. النصر قادم النصر قادم.