أيها النبع الفياض

الحمد لله

المتفرد بالعطاء

الحمد لله

باسط الأرض ورافع السماء

الحمد لله

العظيم الكريم

الحمد لله

الذي جَعَلَ الفرّدوّس لعباده

المؤمنين

ويسرّهم

للأعمال الصالحة

الموصلة

إليَّها فلم يتخذوا سوآها شُغْلاً

الحمد لله

الذي رضي من عباده باليسير من

العَمَلّ

وتجاوز عنهم

الكثير من الزلل , وأفاض عليّهم النعمة

وكتب عليّهم

الرحمة

وصلِّ اللهمّ وسلّم على

نبيّكَ محمد

وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانِ

إلى يوّم الدين

.

أما بعْـدْ

هاهي رحمات ربّي

تتنزل

, ونسائم لطفه قدْ

هبّت

وجميلُ

عطاياه قد

تجلّت

"

وأقبلّت

عشرة ذي الحجة

ومعها الخير الوفير لمنْ

اغتنم

"

فالرّابح كلّ الربح من انتهز كلّ ثانيه ودقيقه منها

بالخيّر والطاعات

وبما ينْفعه حينما يوارى الثَّـرى

"

يا بسمة

الأملْ

/ ويا سعداً قدْ

حَضَـرْ

أقْبلوا

, وأغدقوا علينا من ما تجودُ به

أنفسكم

,

وما تهواه

أفئدتكم

, وتفيض به قرائحكم

!

انثروا

بذور الخيّر ولا تنتظروا الحصاد

,

لأنها

حتماً ستُحصدْ

!

ابدءوا من الآن بابتسامة وأملّ وشمّروا عن سواعدِ الجّد

واهتفوا

[ وعَجِلْتُ إليّك ربّي لترْضَى

]

تعرضوا لنفحات

الرحمان

/ علها تشفـع لكم

لدخول

الجنان

~

وإياكم والتسويف والغرور بهذه

الدّنيا

فما هي إلاّ

دقائق معدودة

, وآجال محدودة

[ قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى

]

فلا وقت

للكسلّ والتهاون وطول الأمل

:

فهذه

هـدايا الكريم المعطي

ذي الجود

!

فلا تقابلوا الإحسان

بالنكران

, ولا الكرم

بالإعراض

!

فليّست هذه من صفات

أولياء الله

الصالحين

التي تطمحون لها

؟

!

طهّروا أفئدتكم

/ من الأحقاد والضغينة

, فأنتم في

تجاره مع الله

لا

يهمّكم

شتم فلآن و اعتداء

فلآن , وما فعل هذا ومـآ قالت تلكِ

,

فأنتم تتعاملون مع الكريم

لا يهمّكم سوى

رضاه

حتى لو امتَهن النّاس

أعرّاضكم

اجعلوها هبه

لله

ومرغوا وجوهكم يوماً

في جنب الله ولأجله

!

واجعلوا الإيمان

يمتلِك

قلّوبَكِم

, وينشّر شذاه في جنبَـآته

" فحتّماً

ستجدوا لذة الإيمان وحلاوته

"

يا فرحة

القلّب

/ ويا شموعاً تضيء

الدّرب

ذكّروا . وعِظِوا , وكونوا

ذووا أيدٍ

عن ابن

عباس –رضي الله عنه- قال : إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال

:

( ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني

أيام العشر

,

قالوا : يا رسول

الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج

بنفسه وماله

ثمّ لم من ذلك

بشيء

)

( ما عَمَل أزكى عند الله ولا

أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى

)

[ صحيح رواه البخاري

(969) , والبيهقي في الشعب (3752

)]

فهذا والله كافي

لمن له قلّب مؤمن , وله

عيّن

تبصر

,

وله عقّل

يعيّ

, وله نفسٌ

تواقة

ما إن رأت خيّر إلاّ أقبلت

إليه

وشدّت

الهمة

، وأرعت إليه

السمّع

, وأخلَت له

العقل

!

نفسٌ وهبت

وقتها لله

, وهبت

جهدها لله

, وهبت

حيااااااتها كلّها لله

:

ولا تبالي بما دونَ ذلكِ

!

لا ترّضى

بالقليل

, وتريد أن

تزيد

" هي تلك

الشمعة

المنيرة

و الثريّـا

المضيئة

, هي بنورها كالقمر

ليلة

البدّر

!

يا من عينيّك

تقرأ

أسطري

"

إنّي أخاطبك أنت أرجو أن تكون

أنت هذه

النفس

أيها النبّع الفياض

فكّروا

: وتألقوا وانشروا عبيركم

حدّ الأفق

!

وأسرتُك أولى

وأحق بنفعك

, أنصحهم

وجههم ذكّرهم

ضع

ورقه في مكان بارز في المنزل

وجددّها طيلة أيام العشر يوميا

!

محتواها سيكون تارة

: تذكير , وتارة موعظة

وتارة صفه التكبير

وهكذا

..

ولا تنس

أخلص

فالإخلاص

لبّ

العمل

وأيّضا

اتبع رسولك

فالإتباع

روّح العمل

!

هذا ما فاض به قلبي قبّل يـراعي

وقد

خططتُهُ على عجَل

ليقيني

بأن ما خرج من القلب يصل إلى القلبّ

فأرجوكم لا تحرموا

من خطّت هذه السطور

من طيبْ الدعاء

!