sawsan

97

3,682

أنت و الحياة



يهرب من الأسـد فيلقـــاه ثعبـــان


هذا الرجل كان يسير في البرية فهجم عليه أسد، ففر منه باحثا

عن ملاذ يلوذ به فلم يجد ما يحميه إلا بئرا ًكانت أمامه فألقى نفسه فيها، وكانت

هذه البئر غير ذات ماء.

لما سقط هذا الرجل في هذه البئر وجد في قاعها حية عظيمة قد برزت أنيابها وهي تستعد للهجوم عليه،

فبحث عن حيلة يتخلص منها. وما أصعبه من موقف!!

الأسد على شفير البئر يطل عليه، والحية في قاع البئر تستعد للهجوم عليه.

رفع الرجل رأسه فإذا هو بحبل يتدلى من أعلى البئر إلى قريب منه.

قفز الرجل وتعلق بالحبل فارتفع عن الحية، وانخفض عن الأسد. وثبت نفسه بهذا الحبل

في أأمن ما يكون.

نظر ما حوله فإذا بحفرة قريبة منه في جانب البئر، أدخل يده فيها فإذا هو بخلية عسل،

فكانت ألذ عليه من كل شي.

أخذ هذا الرجل يدخل يده ويأكل من هذا العسل وينظر إلى الأسد والحية هازئا بهما.

وبينما هو كذلك إذا بفأرين أحدهما أبيض والآخر أسود يخرجان من طي البئر ويبدآن بقرض الحبل.

لم يعرهما الرجل أي اهتمام.... الحبل غليظ، ومربوط بشدة. فلا يريد أن يقطع

ما هو فيه من التلذذ بالعسل لأجل فأرين صغيرين لا يكادان يثبتان على الحبل

الذي تعلق فيه.

مع مرور الوقت، ويا لهول المفاجأة ينظر هذا الرجل إلى الحبل فإذا الفأران

قد كادا أن ينتهيا من قطعه.

ولصعوبة الموقف وتسوير الخوف له حاول أن يقوم بأي شيء لإنقاذ نفسه....

لم يستطع أن يسيطر على نفسه...اضطرب....تصرف تصرفا غير محسوب....

وقع المحذور....انقطع الحبل، وسقط الرجل، فما ظنكم بما يحدث له.

الحية تدفق السم الزعاف.....نهشته نهشا بلا رحمة.

أدرك الرجل في آخر لحظه أنه كان في غرور، وأن لذة العسل التي أحبها كانت

هي سائقته إلى هذا المصير.

وأخيرا أخواني المفاجأة أنكم تعرفون هذا الرجل وصاحب هذه القصة.


نعم تعرفونه....!!!

بل إنكم جميعا رأيتم أبطال هذه القصة بأم أعينكم...!!


أما الرجل : فهو الإنسان المفرط المضيع لوقته والذي انشغل بالدنيا وظن أنها باقية له

وأن حصوله على المال والجاه ضمان له من الموت

(وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) سبأ 35

وأما الأسد:فهو الموت الذي يلاحق الإنسان ولا مفر له منه

(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ)النساء78

(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى

عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) الجمعة 8

وأما الحبل : فهو عمر الإنسان....بينما هو في صحة وعافية لا يخطر له


الموت على بال، إذا هو في عسكر الموتى.
وأما العسل: فهي الدنيا تلهي الإنسان حتى لا تدع له وقتا يفكر فيه بمصيره المحتوم

(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد) ق22.

وأما الفأران الأبيض والأسود : فهما الليل والنهار، يقرضان عمر الإنسان
وهو يتفرج حتى يدنيانه من الأجل.: وأما الحية. هي مصير الإنسان المُفرط....

نسأل الله لنا ولكم العفــو والعافية


التعليقات (19)

sawsan     

مشكورة أخت سوسن





أسعدني مرورك

مشكووووووووووور

sawsan     

مشكورة على القصة التي تحمل في طياتها الكثيرمن المواعظ والحكم


اللهم احسن ختامنا آمين يارب




جزاك الله كل خير

مشكور

ibrahim     

مشكورة أخت سوسن


دنجوان     

مشكورة على القصة التي تحمل في طياتها الكثيرمن المواعظ والحكم


اللهم احسن ختامنا آمين يارب

sawsan     

تتحفينا دائما بمواضيعك المميزه بارك الله بك واسكننا وأهلينا فسيح جناته



جزاك الله كل خير

أسعدني مرورك

sawsan     

موضوع غاية في الروعة ام السوس

تقبلي تحياتي




مشكور خيو

بارك الله بعمرك

majdjod     

تتحفينا دائما بمواضيعك المميزه بارك الله بك واسكننا وأهلينا فسيح جناته

عماد الدين السقا     

موضوع غاية في الروعة ام السوس

تقبلي تحياتي

sawsan     

جزيل الشكر لكم

دمتم بخير

سـوريا الاسـد     
مشكووووووووووووووووووووورة
sawsan     

جزيتم كل خير

ردودكم أبهجت قلبي

أبو قتيبة     
أسأل الله أن لا يجعلنا من الذين يلهيهم الأمل ، و أسأله أن يرزقنا حسن العمل ،
و جزيت خيراً
ما وراء القمر     

موضوع رائع يحمل أجمل العبر والعظات
سلمت يمناكِ

رزان     

موضوع أكثر من رائع


جزاك الله خيرا

سميحة     

مشكورة أختي موضوع رووووعة
سلمت يمينك