abubkir

39

2,065

بعد حيي .. معناها وقصتها‎

بعد حيي معناها و قصتها



من أشهر المفردات الشعبية المتداولة في منطقة حائل إلى يومنا هذا هي عبارة "بعد حيي"
التي تغنى بها الفنانون وترنم بجمالها الشعراء يروي الأديب الشاعر عبدالله القفيعي
قصة نشأة هذه العبارة فيقول:

إن أول من اطلق هذه العبارة هي سفانة ابنة حاتم الطائي أخت عدي ابن حاتم، وذلك عندما مرت بحائل
مع أهل البيت قادمة من الشام بعد مقتل الحسين، فلما سألت قومها عن اخيها عدي أخبروها أن عدي ذهب إلى العراق يقود جيشاً، فقالت "بَعُدَ حيي" بمعنى: ذهب أهلي،
وبقيت هذه الكلمة متداولة حتى حُرفت إلى "بَعدَ حيي".

وعن موقع هذه العبارة بين قصائد الشعراء والمعنى الحالي للعبارة فقد أوضح المؤرخ والأديب اللواء متقاعد عقيل بن ضيف الله القويعي، قائلاً: إن المتحدث عندما يستخدم عبارة "بعد حيي" لمحدثه، فإنما يعني بذلك تجسيد صدق محبته
ومودته له، بحيث يعتبره بصدق نية وسلامة مغزى أنه يستخلفه في الأحياء من الذين يحبهم ويودهم، وقد يدخل ضمن ذلك أهله وأقاربه، وقد يتجاوز المتحدث الأحياء إلى الأموات فيقول "يا بعد حيي وميتي" وهو بذلك يبلغ الذروة
في محبته ومعزته لمن يخاطبه فيقدمه على أحيائه وأمواته. وأضاف أما استخداماتها في الشعرالنبطي
فكثيرة، ولم أجدها بنفس المعنى في شعرالفصحى.






فقد قال الشاعر في قصيدته بعنوان
"حائل عروس الشمال" وهو من شعراء الجنوب:

كنت أعرفك يا بعد حيي من هدوء الشمال ويوم جيتك صرت حي على حي يـذوب
يا عروس حبهـا بالجنـوب وبالشمـال مثلك أبهاء حبهـا بالشمـال وبالجنـوب


وفي قصيدة لشاعر مدينة مرات الملقب بنديم كميت
وهو الشاعر أحمد الدعيج بعنوان "يا طربتي حائل"
قال:


يا طربتي حائل لك القلب نزاع خفقان عمره وقفت عند داعيـه
حبك نبت يا عزوتي فيه والقاعبين الضلوع اليوم بالود تسقيـه
حايل بعد حيي لك القلب مرباع يا عزوتي لحي الكرم بين اهاليه


من جانبه لفت الشاعر [عادي بن رمال] إلى ما ترنم به
[عبدالله بن رشيد] بين ثنايا قصيدة مطولة في مدح
الإمام فيصل بن تركي واستشهد ببيتين منها جاء فيهما:

سلـم عليـه ولا تقولّـه مقالـه إلا إن نشد عني وعن حالتي سال
قله يقول يـا بعـد مـن غدالـه من الحي والميتين والعم والخـال


أما الأستاذ [سعود النايف] وهو أحد المهتمين بالتاريخ
والأشعار فقد استشهد ببعض الأبيات لبعض شعراء
مدينة حائل ومدينة جبة حول هذا الموضوع مورداً
قصيدة قيلت منذ أكثر من أربعين عاماً للشاعرة
[شعاع الأسلمي] عندما زوجها والدها لبدوي يرحل
وينزل فأخذت تتوسل إليه بهذه الأبيات:


لا يا يبه يا بعد حيي مع الميـت إصبر علي لو كسوتي بالديونـي
يا بوي من كثر المراحيل مليـت البـرد والمجهـام زود جنونـي
يا بوي في عمري شقيت وتشقيت ابوي ما قوى للرحيل ارحموني

وفي قصيدة أخرى للشاعرة [منيرة بنت مرعيد الرمالي ]
من جبة عندما سافرت والدتها طلباً للعلاج قبل 35سنة
فأخذت تشم ملابسها وتقول:

يا بعد حيي وملي مـن دنيَّـه يا حرات العمر يا زهرة حياتي
يا بعد تركي والامعط والسميّةيا بعد كل اخوتي هم والخواتي
غيرك المخلوق ما يطري عليّه انتي أمي بالحيـاة وبالمماتـي

لهذا نجد بأن هذه العبارة لم تفارق أبناء حائل
في حلهم وترحالهم قديماً وحديثاً حتى أصبحت
سمة من سمات أهل حائل

التعليقات (3)

abubkir     

شكراً على المرور

سميحة     

مشكور أخي سلمت يداك

أبـو الليث     

شكرااا عمي ينقل للقسم الأدبي