رمـضـان أوشَــكَ أن يَـلُـمّ دفـاتــره

ويُغيـبَ عـن عيْـن الليالـى سامـره

مـــا كـــاد أوّلُـــهُ يـهــلّ بسـاحـنـا

حـتــى تـعـجّـلَ مُسْـتَـحِـثّـاً آخــــره

شهـرٌ كريـمُ ينقـضـى فــى سـاعـةٍ

أمّـــا فـضـائِـلَـهُ فـتـبـقـى زاهــــره

طوبـى لـمـن أعـطـاه وافــى حـقّـهُ

واستشـعـر الـقـدر الجلـيـل فـقـدّرَه

يمحـو لـه الرحـمـن سـالـف ذنـبـه

ويطيـب نفسـاً فــى نعـيـم الآخــره

سبـحـانـك اللهمّ تـرحــم ضـعـفـنـا

وتعيذنـا بـك مــن رِهــانٍ خـاسـره

تهـدى لنـا شهـراً وتجعـلُ صـومـه

كـفّــارةً لـلـعـامِ يـغـســلُ اشــهــره

أذَوِى النُهـى أو ليـس ذلـك مغنـمـاً

أولَـى لكُـم أنْ تقطُـفـوا مــا أثـمـره

وتُبـادِروا بالصـومِ صـوم جــوارحٍ

لا قـطــع زادٍ والـجــوارح عـاثــره

صـوم العيـونٍ بغضّهـا عـن منكـرٍ

مهمـا تعشّـقـت النـفـوس منـاظـرَه

أمّـا اللسـان فصـومـه عــن قـولـةٍ

عـنـد الإلــه ولــو بـهــزلٍ مُـنـكـرة

والسمع يصلـح صومـه فـى صمّـه

عن الإستراق وعـن معـانٍ فاجـره

وصيـامُ كـفٍّ كفُّـهـا عــن بطشِـهـا

وببسطٍـهـا للخـيـرِ قــدر الـمـقـدِرَة

والرِّجْل فى الرّجُل المُثابِ بصومـهِ

فى الشرّ تحجُم فى الفضائلِ سائره

هـذا هـو الصـوْمُ الـذى هــو جُـنّـة

ســـرٌّ وانـــواع الـعـبـادةِ ظــاهــرة

يجـزى بـهِ الرحمـن خـيـر جـزائـه

فـعــنِ الـعـبـادةِ كـلّـهـا قـــد آثَـــرَه

عـوداً سريعـاً شهـر خيـرٍ خـالـصٍ

واضيعتـاه ..يقـول مَـنْ قـدْ أفطَـرَه