باحث عن الحق

50

1,687

بيان الصفات المشروطة فيمن تختار صحبته

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان الصفات المشروطة فيمن تختار صحبته

روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .
واعلم : أنه لا يصلح للصحبة كل أحد ، ولابد أن يتميز المصحوب بصفات وخصال يرغب بسببها في صحبته ، وتشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة ، وهي إما دنيوية كالإنتفاع بالمال والجاه ، أو بمجرد الإستئناس بالمشاهدة والمحاورة ، وليس ذلك غرضنا ، وإما دينية ، وتجتمع فيها أغراض مختلفة ، منها الإستفادة بالعلم والعمل ، ومنها الإستفادة من الجاه تحصينا عن إيذاء من يكدر القلب ويصد عن العبادة ، ومنها الإستعانة في المهمات ، فتكون عدة في المصائب قوة في الأحوال ، ومنها انتظار الشفاعة في الآخرة ، كما قال بعض السلف : استكثروا من الإخوان ، فإن لكل مؤمن شفاعة . فهذه فوائد تستدعي كل فائدة شروطا لا تحصل إلا بها .
وفي الجملة ، فينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال :
1 ـ أن يكون عاقلا
2 ـ حسن الخلق
3 ـ غير فاسق
4 ـ ولا مبتدع
5 ـ ولا حريص على الدنيا .
أما العقل ، فهو رأس المال ، ولا خير في صحبة الأحمق ، لأنه يريد أن ينفعك فيضرك ، ونعني بالعاقل الذي يفهم الأمور على ماهي عليه ، إما بنفسه ، وإما أن يكون بحيث إذا أفهم فهم .
وأما حسن الخلق ، فلابد منه ، إذ ربّ عاقل يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه فلا خير في صحبته .
وأما الفاسق ، فإنه لا يخاف الله ، ومن لا يخاف الله تعالى لا تؤمن غائلته ولا يوثق به .
وأما المبتدع فيخاف من صحبته بسراية بدعته .
ـ قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى .
قال يحي بن معاذ: بئس الصديق تحتاج أن تقول له : اذكرني في دعائك ، وأن تعيش معه بالمداراة ، أو تحتاج أن تعتذر إليه .
ودخل جماعة على الحسن وهو نائم ، فجعل بعضهم يأكل من فاكهة في البيت ، فقال : رحمك الله ، هذا والله فعل الإخوان .
وقال أبو جعفر لأصحابه : أيدخل أحدكم يده في كم أخيه فيأخذ منه ما يريد ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم بإخوان كما تزعمون .
ويروى أن فتحا الموصلي جاء إلى صديق له يقال له : عيسى التمار، فلم يجده في المنزل ، فقال للخادمة : أخرجي لي كيس أخي ، فأخرجته ، فأخذ منه درهمين ، وجاء عيسى إلى منزله فأخبرته الجارية بذلك ، فقال : إن كنت صادقة ، فأنت حرة ، فنظر فإذا هي قد صدقت ، فعتقت .

المصدر :
مختصر منهاج القاصدين للإمام بن قدامة المقدسي رحمه الله ( ص 111) .

التعليقات (5)

باحث عن الحق     

جزاكم الله كل خير على هذه الكلامات النيرة
والمرور النير المبارك
دمتم بحفظ الله ورعايته

أبـو الليث     

بارك الله فيك اخي
هذه محاضرة مميزة للشيخ زياد الجزائري
ايضاً عن الصحبة ويتحدث ايضاً عن الموت

درس للشيخ زياد الجزائري . . 14-02-2006 ..

كتاكيتو     

مشكور سلمت يداك
وجزاك الله كل خير

صمت العواصف     

بارك الله فيك اخي باحث عن الحق


فقط يجب علينا مصادقة مثل هؤلاء


اما البقية


فيجب علينا ان نبتعد عن صحبتهم ولكن لا ننسى ان نحاول


ان نصلح ولو شيئاً صغيراً في حالهم واحوالهم


تحياتي لك


ودي وعبير وردي

بنت قبلان     


جزاك الله خيرا...اخي الكريم...


على هالطرح المنمق...والاختيار الموفق...


اللهم... اجعلنا ممن يتبعون... القول فيتبعون احسنه...


دمت بحفظه... جلا وعلا...}...