شعورك حين تعجز عن وصف شعورك

ما شعورك عندما تعجز عن وصف شعورك

فتتمرد عليك الكلمات والحروف، وتعلن الإضراب ...والعصيان المدني...

عندما تحس أنك تجسد مزيجاً بين الفشل الذريع والنجاح الباهر....

فأنت فاشل من ناحية التعبير ...وناجح من ناحية الإحساس ....

عندما تحس أن حصيلتك اللغوية ...مهما بلغ ثرائها....

تقف عاجزة عن وصف الحدث...كما هو...والواقع كما تراه وتحسه...

عندما لا تستطيع مشاعرك امتطاء الكلمات ...وركوب العبارات.....

في تلك اللحظة... التي حينها لا تدري من أين تبدأ وأين تنتهي...!!

إنها لحظة قاسية....

تمتزج فيها مشاعر
الفرح...مع الحزن...
الرضا..مع السخط...

إنها لحظة ترتفع فيها راية الصمت...

الصمت الذي يشكل دائماًً اللا نهاية ..لمعنى الكلمة.....

كما هي اللا نهاية في علم الجبر والأعداد التخيلية ....

إنها اللا نهاية...بمعناها الوجودي..الغير موجود..كما في فلسفة الوجود ...

فكما أن عدم وجود الكلمات = الصمت

فوجود جميع الكلمات معاً = الصمت

في محاكاة واضحة لفلسفة الوجود...

فالوجود المطلق = العدم المطلق

لأن إذا لم يوجد عدم فلا داعي لوجود الوجود...!!

كما أنه بمثال أبسط ...

لو لم يوجد صدق لما وجد الكذب أصلاً...

ولو لم يوجد الخير...لما كان هناك ثمة شر...

ماذا تعني اللا نهاية ...في عالم الكلمة...

فمهما كانت قيمة الكلام ...هناك قيمة أعلى منها...

بمجرد زيادة "كلمة"...على الكلمة السابقة..

تماماً كما أن أعلى عدد يمكن أن نحصل عليه ...

بمجرد زيادة "واحد عليه" ...يعطي عدداً جديداً...

فهي دالة أُسية متصاعدة ...من الدرجة الثانية ...

على إحداثي التعبير...تشكل قطع مكافئ فتحته إلى أعلى ..!!!

إن الإنسان وفي حياته ...يمر بأحداث...يحس فيها بالعجز..فعلاً..

فيضطر إلى البحث عن وسائل أخرى للتقليل من الفجوة الحاصلة

بين قيمة الحدث...وقيمة الكلمة...

فيحتاج ...لسكب الدمعات الحارة...وإلقاء النظرات الحائرة...

يتغير صوته...يود لو أنه يستطيع أن يحوّل دنياه .. كل..دنياه...

لشيء يمكنه أن يعبر به عن مشاعره...

يود أن ينصهر في الشخص المعني بالمشاعر...ويخاطبه بلغة غير محدودة...

يخاطبه بلغة عجيبة ...

لا تُحَد بأبجدية معينة...ولا قواميس معروفة ....

عندها..سوف تكون تلك اللغة العجيبة ...

هي المخولة أن تترجم شعوره ...

سواء كان
عتباً...
حزناً...
حباً...
رضا....
أو سخط...