maroon

0

3,984

فائدة التنويم الايحائي في علاج بعض المشكلات السلوكيه عند الاطفال..

بسم الله الرحمن الرحيم





"سُبحَان مَن عَلمَ الإنسَان مَالم يَعلمْ"





بدايات علم التنويم الإيحائي:


التنويم الإيحائي قديم جداَ وبدايته كما شهد له التاريخ كانت عند فقراء الهند حيث كانوا يتمتعون بالبراعة الفائقة في استخدام التنويم الإيحائي وذلك منذ آلاف السنيين ، ومازالت كتبهم القديمة أكبر الأدلة علي اكتشافهم ولكن بالرغم من هذه الشهرة عن الهنود لكن نجد أن البرديات المصرية القديمة أشارت إلي أن الفراعنة استخدموا التنويم في علاجهم ، وإذا كانت هذه الأخبار صحيحة ، فتعتبر مصر هي موطن التنويم الإيحائي عندما كانت هناك معابد النوم أو ما يسمي بالنوم العلاجي ويشاع خطأ اسم التنويم المغناطيسي ، وإذا أردنا التسمية الواضحة باللغة العربية فهو الإيحاء الذاتي ، وجميع حالات الإيحاء لا تتم إلا من الشخص نفسه ، ويختص دور المرشد علي إرشاد وتوجيه الشخص إلي الإيحاء وكيف يصل إليه ويمارسه ، ثم كيف يستفيد منه ، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاَ فإننا جميعاَ نمر بحالات اليقظة والنوم ، ويرسل المخ موجات كهربائية تحدد درجة اليقظة أو النوم التي نكون عليها وهي أربع حالات :



أولا: البيتا:


وهي حالة اليقظة ويرسل المخ موجات حوالي 14 موجة في الثانية.




ثانيا: الألفا:


وهي حالة ما قبل النوم أو نهاية النوم ، أو حالة أحلام اليقظة ، ويكون الشخص واعيا تماما ولكن في حالة استرخاء شديدة ويرسل المخ 8 موجات في الثانية.




ثالثا: الثيتا و الدلتا:


وهي حالات النوم الكامل ، وموضوعنا هنا يتركز علي الوصول إلي حالة الألفا بإرادتنا في الوقت الذي نرغبه وتتميز حالة الألفا بأنها أعلي مرحلة يتواصل فيها العقل الباطن والواعي.




من هو العقل الواعي واللاواعي؟


العقل الواعي هو الذي يقود أحاديثنا ورؤانا وافتراضاتنا وقناعاتنا ، أما العقل اللاواعي فهو الذي يصوغ حياتنا ومشاعرنا ونفسيتنا تبعا لتلك الرؤى والافتراضات والقناعات.
فمثلا العقل الواعي كالفلاح الذي يضع البذور في التربة ، والعقل اللاواعي كالتربة التي تحول البذور إلي ثمر طيب أكله.
العقل الواعي هو الموجه والمرشد الذي يقبل أو يرفض الفكرة ، أما العقل اللاواعي فهو المنفذ الذي يقوم بتحقيق الأهداف التي أقرها العقل الواعي ، أي أن العقل اللاواعي خاضع للعقل الواعي ومطيع له ، ومهمة العقل الواعي هنا هي حماية العقل اللاواعي من الانطباعات المغلوطة أو الخاطئة أو السيئة أي أنه يقوم بدور الحارس الذي يقبل بعض الأفكار ويرفض بعضها ، والعقل الواعي يعي ما يحدث الآن ، وتركيزه محدود (7+/- 2) معلومة في الثانية ، وهو يبرمج اللاواعي وهو منطقي ويعمل بطريقة متتابعة.




أهمية التواصل بين العقل الواعي واللاواعي :


إذا عرفنا أن العقل الباطن يمثل نسبة 90% فإن أي خلاف بينهما يكون غالبا لصالح العقل الباطن .
والعقل الباطن يمثل بنك المعلومات والذكريات والرغبات والعادات ، وهو قادر علي تسجيل 50 لقطة في المرة الواحدة ، علي سبيل المثال فإنك عندما تتحدث إلي شخص آخر فإنك تركز (العقل الواعي ) في كلامك أو كلامه وقد تكون وقد تكون اللقطة الثانية هي رؤيتك لعيناه.
أما العقل الباطن فيسجل في اللقطة الواحدة إضاءة الغرفة ودرجة حرارتها ولون ملابسه ، وأي ضوضاء خارج الغرفة وغير ذلك.
ومشكلة العقل الباطن هي ترتيب الأشياء بأي شكل أو دون منطق.
هناك فوائد عده لهذا العلم من أهمها أننا نستطيع أن ننمي مهارات الأفراد التعليمية والسلوكية ومساعدتهم علي التغير حيث أن هذه المهارات يتم تعديلها عن طريق اللاواعي لذلك نجد أن له أهمية لتعديل بعض السلوكيات التربوية عند الأطفال.
فمثلا عندما نريد تغيير بعض السلوكيات السلبية التي تؤدي إلي بعض العقد النفسية إلي سلوكيات إيجابية مما يؤدي إلي زيادة الثقة بالنفس مرة أخري ، وأيضا غرس بعض القيم الهامة وذلك عن طريق بعض الفرضيات الهامة بالنسبة للطفل مثل الثقة بالنفس – التركيز – الهدوء – السعادة – الأمان عن طريق إدخال الطفل في حالة استرخاء قبل نومه ، وذلك عن طريق سرد بعض القصص التي تحتوي علي هذه الفرضيات ، والتي تتناسب مع عُمر هذا الطفل وبذلك يمكن غرس أو تغيير أي سلوك أو قيمة عن طريق مخاطبة اللاواعي.
ولدينا هنا مثل قد تم بالفعل علاجه عن طريق الاسترخاء وهو طفل كان يقضم أظافره حيث يمكن أن تظهر هذه العادة لدي الطفل في أي لحظة اعتبارا من سن الثالثة ، ويمكن أن يحدث قضم الأظافر للمرة الأولي في حالة من القلق الشديد ثم تصبح عادة يصعب التخلص منها ، وبالرغم من كونها عادة شائعة وغير خطيرة بالنسبة لطفل ينمو جيدا ، إلا أنها تدل علي وجود توتر عصبي يحسن بنا التساؤل عنه كي نستطيع مساعدة الطفل علي التخلص من هذه العادة قبل تمكنها واستفحالها.




البحث عن الأسباب:


إن أول ما يجب أن نفعله هو البحث عن مصدر التوتر ، حيث يمكن أن يكون قلق ، ولكن مما ينجم هذا القلق؟
هل يتعرض كثيرا للتأنيب ، والمضايقة والنقد ؟ هل يشعر بأنه غير قادر علي تلبية رغبات أهله ؟ هل الأهل أنفسهم متطلبون ومتوترون؟ هل صادف هذا الطفل في حياته أو علي شاشة التلفزيون مشاهدا أو صورا من شأنها أن تقلقه فعلا؟إن إزالة أسباب التوتر هي الوسيلة الفضلى لمساعدة الطفل علي التوقف عن قضم أظافره وهي أول ما ينبغي الاهتمام بها قبل اعتماد أي وسيلة أخري للعلاج.
إن وعي الآثار السلبية للمشكلة وتدريب الطفل بموافقته علي الاسترخاء يتيحان الفرصة لوضع خطة للإقلاع عن هذه العادة .
والآن سوف نتعرف علي الخطة وأدوات الاسترخاء المستخدمة للتخلص من هذه العادة السيئة.




أدوات الاسترخاء المستخدمة هي:


الأداة التي نستخدمها هنا والملائمة للطفل هي النص الإيحائي وهو عبارة عن سرد قصة قبل النوم وأثناء وضعه في حالة الألفا وهذه القصة تحتوي علي غرس قيمة جيدة بدلا من هذه العادة السيئة عن طريق حكاية لطيفة بها شخصيات يحبها الطفل وهنا نستطيع أن نستعير بعض شخصيات الكرتون أو الأبطال ونحاول أن نوحي إلي الطفل أنه هو هذا البطل ، وأنه يتمتع بعادات حسنة يرضي عنها الجميع والأهل جميعا وهكذا حتى يستطيع الطفل التخلص من هذه العادة ومع سرد هذه القصص نبدأ أن نعلمه طريقة عملية تساعده علي الإقلاع عن هذه العادة السيئة وهي كالتالي:




التدريب علي إرخاء اليدين :


يُطبق الطفل قبضته ويشد بقوة فيما يعد ببطء حتى العشرة ، ثم يفتح يده فجأة ، يعيد التمرين ثلاث مرات حتى يشعر بالدفء والثقل في يديه.




مواقف ينبغي تجنبها:


لا يستطيع الطفل الذي يقضم أظافره التوقف بين ليلة وضحاها حتى لو أراد ذلك استجابة لشخص يحبه ، لذلك ليس من المفيد علي الإطلاق تأنيبه ، أو السخرية منه أو ملاحقته بالطلب أو معاقبته أو مخاصمته ، بل بالعكس فإن هذه الأمور من شانها تقوية قناعته بأنه غير قادر علي إرضاء أهله ، كذلك ستزيد هذه المواقف من توتره الذي هو أساس تلك العادة وبذلك تتفاقم المشكلة ، بعض الأطفال عندما يكونون في الحمام أو السرير يقضمون أظافر.....القدمين!!!
والآن بعد أن تمت علاج هذه العادة السيئة فعلي كل من يرغب في اتخاذ تلك الوسيلة لتهذيب وإصلاح وتعديل السلوكيات التربوية عند الأطفال لابد وأن يراعي وبدقة هذه التوصيات العامة.




توصيات عامة:


يجب علي الشخص الذي يستخدم التنويم أن يراعي هذه الأشياء لما لها من أهمية كبي في نجاح عملية التنويم:
1) القدرة علي المعايرة أي مراقبة المستفيد والتأكد أنه دخل في مرحلة الاسترخاء.
2) الانسجام والتطابق بين نبرة الصوت وسرعة الكلام.
3) الصوت والسرعة يلاءمان درجة تنفس المستفيد.
4) يتصف كلامه عن التجربة الداخلية ببراعة التعميم وعدم الوضوح.
5) يمكن التحقق من وصفة للسلوك الخارجي بحيث يكون مطابقا للواقع.
6) المُنَوِم يكون في حالة استرخاء وراحة بينما يتفاعل مع المستفيد.
7) لديه القدرة علي الانتقال السهل واستعمال أدوات الرابط مثل (..و..بينما..يجعلك ترغب..يمكنك...تقدر عي).
فالتنويم هو إدخال المستفيد في مرحلة الغشية حيث يكون أكثر استعداداَ لاستقبال الرسائل المقترحة وحرفية الفهم وإدارة تطبيق المقترحات الإيجابية والتواصل مع اللاواعي .
 حذف الفاعل والإكثار من الضمائر وأسماء الإشارة
 طرح الخيارات المفتوحة.
 الاحترام الكامل لكرامة وسلامة المستفيد لفظا وسلوكا.
 مراعاة أسرار وخصوصيات الناس.
 احترام خيارات الناس وقراراتهم.
 تأكد من أن ما تقوم به في مصلحة المستفيد وليست له عواقب سيئة.




ملحوظة هامة:


كونك ممارس مؤهل لا يعطيك الحق بأن تسمي نفسك طبيبا أو معالجا نفسيا.
أحذر تشجيع الآخرين علي التوقف عن تناول الأدوية التي وصفت لهم من طبيب مختص.




من مهارات الممارس:


القدرة العالية علي تحقيق الألفة ، وكذلك علي جمع المعلومات وتحليلها .
والمرونة العالية والقدرة علي حساب الآثار والعواقب والقدرة علي الإتحاد والانفصال.
تحديد الأهداف بمهارة والقدرة العالية علي المعايرة وعلي إدخال المستفيد في الحالة وعلي تثبيت التغير وأيضا علي اكتشاف القناعات من خلال لغة المستفيد ، وأيضا إعطاء التوجيهات والمقترحات .




وأخيرا بأتباعك لهذه التوصيات سوف تستطيع الوصول إلي درجة عالية جدا من التواصل والمرونة مع المستفيد وإفاداته.



منقول للفائدة




التعليقات (0)