فستذكرون ما أقول لكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة نصر بن سيار حدثت قبل ثلاثة عشر قرنا وما أشبه اليوم بالبارحة لمن كان له عقل أو القى السمع بوعي
نصر بن سيار كان والي خرسان في عهد الدولة الأموية ولما رأى بوادر حرب وانفجار وسقوط الدولة أرسل إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه الأمر بهذه الأبيات
ابلغ يزيد وخير القول أصدقه
وقد تبينت ألا خير في الكذب
إن خراسان أرض قد رأيت بها
بيضا لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب أيّما لهب
ولما يجبه بشئ لأنه كان مشغولا بقتال الخوارج , فأرسل إلى الخليفة في الشام بصيحة نذير وكتب إليه هذه الأبيات :
أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم تكن حرباً
مشمرة يشيب لها الغلام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً
فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام
ولما يجبه لأنه كان مشغولا بحروب داخلية .
فلما يئس أرسل هذه الأبيات ينذر وينصح ويشكوى ويصرخ لكل صاحب نخوة يغار على دينه عرضه وأرضه عسى أن يفيق :
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها
أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم
كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم
فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به
عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ
فياليت قومي يعقلون
وستذكرون ما أقول لكم
والله المستعان , وحسبنا الله ونعم الوكيل
مشكورة
تسلم الايادي
يعطيكي العافية
موضوع رائع
تحياتي لك
ودي وعبير وردي
موضوع مميز بارك الله فيكي اختنا