أبـو الليث

39

2,366

قصيدة ابن بهيج الأندلسي ، في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها

الســــــــــــــــلام عليكم ورحمة اللـــــــــه وبركاتــــه

قصيدة ابن بهيج الأندلسي ، في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنها وعن أبيها ، وعن الصحابة كلهم أجمعين ،
نص القصيدة


ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي = هُدِيَ المُحِبُّ لهـا وضَـلَّ الشَّانِـي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِهـا = ومُتَرْجِمـاً عَـنْ قَوْلِهـا بِلِسَانِـي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ = فالبَيْتُ بَيْتِـي والمَكـانُ مَكانِـي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ = بِصِفـاتِ بِـرٍّ تَحْتَهُـنَّ مَعانِـي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها = فالسَّبْـقُ سَبْقِـي والعِنَـانُ عِنَانِـي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي = فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمـانُ زَمانِـي

زَوْجِي رَسـولُ اللهِ لَـمْ أَرَ غَيْـرَهُ = اللهُ زَوَّجَنِـي بِـهِ وحَبَانِـي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي = فَأَحَبَّنِـي المُخْتَـارُ حِيـنَ رَآنِـي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ * * * وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِـي قَمَـرانِ

وتَكَلَّـمَ اللهُ العَظيـمُ بِحُجَّتِـي = وَبَرَاءَتِـي فـي مُحْكَـمِ القُـرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِـي = وعلـى لِسَـانِ نَبِيِّـهِ بَرَّانِـي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي = بَعْـدَ البَـرَاءَةِ بِالقَبِيـحِ رَمَانِـي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي = إفْكاً وسَبَّـحَ نَفْسَـهُ فـي شَانِـي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ = ودَلِيلُ حُسْـنِ طَهَارَتِـي إحْصَانِـي

واللهُ أَحْصَنَنِـي بخاتَـمِ رُسْلِـهِ = وأَذَلَّ أَهْـلَ الإفْـكِ والبُهتَـانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ = مِـن جِبْرَئِيـلَ ونُـورُهُ يَغْشانِـي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْـتَ ثِيابِـهِ = فَحَنـا علـيَّ بِثَوْبِـهِ خَبَّانـي

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي = ومُحَمَّـدٌ فـي حِجْـرِهِ رَبَّانـي؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ = وَهُما علـى الإسْـلامِ مُصْطَحِبـانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ = فالنَّصْلُ نَصْلِـي والسِّنـانُ سِنانِـي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي = حَسْبِي بِهَـذا مَفْخَـراً وكَفانِـي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ = وحَبِيبِهِ فـي السِّـرِّ والإعـلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِـهِ وفَعالِـهِ = وخُرُوجِـهِ مَعَـهُ مِـن الأَوْطـانِ

ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى = بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِـهِ مِـنْ ثـانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَـا = زُهـداً وأَذْعَـنَ أيَّمَـا إذْعـانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَـةُ السَّمَـا = وأَتَتْـهُ بُشـرَى اللهِ بالرِّضْـوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ = في قَتْلِ أَهْـلِ البَغْـيِ والعُـدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ = وأَذَلَّ أَهْـلَ الكُفْـرِ والطُّغيـانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى = هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ = مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيـلِ يَـومَ رِهَـانِ

إلاَّ وطَـارَ أَبـي إلـى عَلْيَائِهـا = فَمَكَانُـهُ مِنهـا أَجَـلُّ مَكَـانِ

وَيْـلٌ لِعَبْـدٍ خـانَ آلَ مُحَمَّـدٍ * * * بِعَـدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَـانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ * * * وَيَكُونُ مِـن أَحْبَابِـهِ الحَسَنَـانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَـةِ أُلْفَـةٌ * * * لا تَسْتَحِيـلُ بِنَزْغَـةِ الشَّيْطـانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً

* * *

هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنـانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي

* * *

وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ

* * *

مِـن مِلَّـةِ الإسْـلامِ فيـهِ اثْنَـانِ

أَكْرِمْ بِأَرْبَعَـةٍ أَئِمَّـةِ شَرْعِنَـا

* * *

فَهُـمُ لِبَيْـتِ الدِّيـنِ كَالأرْكَـانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَـةٍ

* * *

فَبِنَاؤُهـا مِـن أَثْبَـتِ البُنْيَـانِ

اللهُ أَلَّـفَ بَيْـنَ وُدِّ قُلُوبِهِـمْ

* * *

لِيَغِيـظَ كُـلَّ مُنَـافِـقٍ طَـعَّـانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُـمْ

* * *

وَخَلَـتْ قُلُوبُهُـمُ مِـنَ الشَّنَـآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّـةِ كُلْفَـةٌ

* * *

وسِبَابُهُـمْ سَبَـبٌ إلـى الحِرْمَـانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي

* * *

واسْتُبْدِلُـوا مِـنْ خَوْفِهِـمْ بِأَمَـانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ

* * *

مَنْ ذا يُطِيـقُ لَـهُ علـى خِـذْلانِ؟!
مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي

* * *

إنْ كَانَ صَـانَ مَحَبَّتِـي وَرَعَانِـي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي

* * *

فَكِلاهُمَا في البُغْـضِ مُسْتَوِيَـانِ

إنِّي لَطَيِّبَـةٌ خُلِقْـتُ لِطَيِّـبٍ

* * *

ونِسَـاءُ أَحْمَـدَ أَطْيَـبُ النِّسْـوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَـى

* * *

حُبِّـي فَسَـوْفَ يَبُـوءُ بالخُسْـرَانِ

اللهُ حَبَّبَنِـي لِقَلْـبِ نَبِيِّـهِ

* * *

وإلـى الصِّـرَاطِ المُسْتَقِيـمِ هَدَانِـي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي

* * *

ويُهِيـنُ رَبِّـي مَـنْ أَرَادَ هَوَانِـي

واللهَ أَسْأَلُـهُ زِيَـادَةَ فَضْلِـهِ

* * *

وحَمِدْتُـهُ شُكْـراً لِمَـا أَوْلاَنِــي

يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ

* * *

يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَـةَ الرَّحْمـانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِـدْ

* * *

عَنَّـا فَتُسْلَـبَ حُلَّـةَ الإيمـانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَـالِ كَرِيمَـةٌ

* * *

إي والـذي ذَلَّـتْ لَـهُ الثَّقَـلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هـيَ رَوْضَـةٌ

* * *

مَحْفُوفَـةٌ بالـرَّوْحِ والرَّيْحَـانِ

صَلَّى الإلهُ على النَّبـيِّ وآلِـهِ

* * *

فَبِهِـمْ تُشَـمُّ أَزَاهِـرُ البُسْتَـانِ




التعليقات (3)

الجود     


بارك الله بك أبو سمرة


حياك الله


وجزاك الجنان

وردالشام     

شكرا لغيرتك على الإسلام والمسلمين
قصيدة رائعة
جزاك الله الجنة

كتاكيتو     

مشكور ياغالي سلمت يداك يا معلم