ياسمين

63

2,204

أصغر حافظ للقرآن في قطاع غزة.. ولد بقلب مثقوب.. ويعيش يتيمااليتيم ذو القلب المعلق بالقرآن

االيتيم ذو القلب المعلق بالقرآن والطامح أن يكون إماما وجراحا



الطفل محمود سلامة أصغر حافظ للقرآن في غزة .. وُلد بقلب مثقوب




خان يونس (فلسطين) - خدمة قدس برس


كانت بداية الطفل الصغير محمود أحمد سلامة ابن الصف الخامس الابتدائي مع القرآن وهو في الرابعة من عمره، حيث كان يفتح المصحف ويقرأ من أي صفحة بشكل سليم يدهش من حوله دون مساعدة من أحد.


سلامة (11 عاما) بدأ يحفظ القرآن الكريم بتشجيع من والده، وبعد يومين فقط من التزامه بجلسة تحفيظ القرآن في مسجد الرحمة بحي الأمل غرب مدينة خان يونس، قبض الله روح والده، وبقي اليتيم يعاني مرارة فقدان الأب فترة طويلة، انقطع خلالها عن الحفظ، حتى عادت همته من جديد بمساندة من أحد أقرانه في الصف الثالث الابتدائي.


أقيم أمس الأحد (12/9) في قطاع غزة حفل تخريج 24 ألف حافظ لكتاب الله خلال هذا العام من مختلف محافظات قطاع غزة.




بداية مع القرآن


التزم محمود في مسجد أبي ذر الغفاري غرب مدينة خان يونس، وحفظ القرآن كاملا خلال 9 شهور، وذلك في الفترة من 1/12/2007 وحتى 31/8/2008، ليسجل في موسوعة الحفاظ في غزة كأصغر حافظ للقرآن الكريم، وكرمته وزارة الأوقاف والشئون الدينية حينها ورئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، وقبل أيام فقط من الآن حصل سلامة على إجازة رسمية في حفظ القرآن بعد أن اجتاز بنجاح اختبارا عقدته له لجنة تحكيم مختصة.


وتنحدر أصول الشبل الحافظ من قرية الخيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وعمل والده في سلك التعليم إلى حين وفاته أواخر العام 2005، أما والدته المعلمة "أم محمد" فهي الأخرى تعمل في سلك التعليم، ورعت المسيرة القرآنية لولدها محمود بعد وفاة والده بكل جدارة وأمانة.


ويقول محمود لـ"قدس برس": "كان جدي يدفعني للقرآن، ووالدي ووالدتي كانوا يشجعاني، وكنت أذهب مع والدي كل جمعة للصلاة في مسجد الرحمة وعشقت القرآن الكريم منذ كنت صغيرا والفضل لله".


وعن بداية الحفظ، قال: "بدأت أحفظ بالتدريج، بدأت بالسور القصار ثم تدرجت، في البداية كان الأمر سهلا، ثم وجدت عدة صعوبات عند السور الطوال، ثم تعودت على الحفظ وأصبح الأمر سهلا".


ويشير إلى أنه كان يقرأ الصفحة التي يريد أن يحفظها عدة مرات قبل أن يسمعها لنفسه ويتتبع مواطن الخطأ والخلل" أما في رمضان الذي انقضى قبل أيام.. فيلفت إلى أنه كان يراجع جزءا من القرآن بعد كل صلاة.
عالم آخر
وعندما يمسك المصحف يشعر محمود أنه دخل عالما آخر، عالم الإسلام وعالم الدين، والحياة الحقيقية، كما يتحدث عن نفسه، ويضيف "أنصح الجيل الحاضر بأن يهتم بحفظ القرآن فهو مصدر القوة وهو ما سيأتينا بالنصر الأكيد".

ومنذ اللحظات الأولى التي توجه فيها لحفظ القرآن، تعلق قلب محمود بمشرفه الشيخ بلال الغرابلي، والذي تقول "أم محمد" إنه كان له الدور الأكبر بعد الله عز وجل في حفظ محمود للقرآن الكريم.


ويقول الغرابلي: "في البداية، عجبت لسرعة حفظه وذكائه وهمته، اعتبرته ابني الصغير، وتمنيت أن يكون حافظا متقنا، فوجدت أهمية الاهتمام الخاص به، وفعلا في الشهور الست الأولى حفظ محمود سبعة أجزاء، مع التثبيت، وخلال شهري الصيف أتم حفظ 23 جزءا، ليكتمل حفظه للقرآن".


ونوه الشيخ الغرابلي خلال حديثه لـ"قدس برس" إلى أن محمود بات علما في المسجد يعرفه الجميع، ويناديه إمام المسجد بـ "مولانا" (مصطلح يطلق على العلماء والمشايخ والمقرئين) ويحبه الجميع ويقبلوا رأسه ويسمحوا له بالصلاة في الصف الأول.


وأمنية الشيخ بلال أن يكتب الله القبول في الأرض لمحمود وأن يخدم الدين بجهده وعلمه وحفظه للقرآن الكريم.
إمام العائلة

وفي رمضان الماضي وقبل الماضي، كان محمود يصلي التراويح في بيته، يؤم بجده وإخوته وأمه وأخواته في صلاة القيام، حسب والدته التي أشارت إلى أنه يجتهد أن يرد على أي موقف من المواقف في البيت أو المدرسة بالآيات القرآنية التي يحفظها.

وبالكاد استطاعت "قدس برس" أن تقتنص فرصة الحديث مع محمود، حيث إنه يرفض المقابلات الصحفية، ويرى فيها ظهورا لا داعي له كما قال، وتقول والدته ومشرفه: "أقنعناه في الفترة الأخيرة أنه سيكون من خلال هذه المقابلات قدوة لغيره من الناس".


"أم محمد" تشير إلى أن نجلها محمود يتميز بسرعة الحفظ، وتحدثت أنه كان يستيقظ في الإجازة الصيفية باكرا بينما يكون كل الأطفال نائمين، فيتناول الفطور ويشرب الحليب ويصلي ثم يبدأ الحفظ لوحده في البيت ثم يذهب للمسجد.


ويرغب محمود في وقتي الفجر والمغرب من أجل الحفظ والمرجعة، وتقول والدته: "أول ما يصحى من النوم يستيقظ على قراءة القرآن مباشرة قبل أي شيء آخر".
قلب مفتوح
وترجع "أم محمد" بالذاكرة إلى الأيام التي أنجبته فيها، وتقول: "ولدت محمود في 25/2/1999فكان وزنه عند الولادة 3 كيلوات، وبعد أسبوعين اكتشفنا أن عنده ثقب في القلب، أصبحنا نجري به على الأطباء ، لكن رغم ذلك كان متميزا، فالنور يشع من وجهه وعيونه عيون رجل، واسعتين هكذا، بالرغم من أنه وجهه صغير جدا".

وتابعت "بعد أسبوعين أخذت إجازة من العمل وذهبت به إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وأجرينا له عملية قلب مفتوح، وبعد العملية أتينا له بحاضنة استمرت معه لمدة 4 شهور لا يخرج من باب الغرفة، بدأ يسمن، لكن وجهه لازال صغيرا، لكن تعلوه نضارة رغم مرضه، فوجهه ليس وجه مريض، كنت أشعر وكأنه رجل وهو في السرير".


وتضيف "عندما أصبح عمره سنتين ونصف أذهبناه للروضة، وعندما أصبح 3 سنوات ونصف بدأ يحفظ من سورة الإسراء، وأذكر أن الروضة عملت احتفالا كان محمود عريفا له، وقرأ يومها القرآن أمام الحضور وهو في هذه السن الصغيرة".


وتشير والدته إلى أن طفلها كان يتميز حين بلغ 4 سنوات، أنه كان يفتح المصحف على أي صفحة في المصحف ويقرؤها بشكل كامل وسليم، وكان يقرأ باستمرار، وتقول: "جده كان يخبرنا أن الناس أصبحت تخاف عليه من العين والحسد، الناس كانت تستغرب منه وهو يفتح القرآن في المسجد ويقرأ لوحده".
متفوق في الدراسة
محمود، متفوقا في مدرسته كذلك، فقد حصل خلال العام المنصرم على الترتيب الأول على مدرسته، وتصفه والدته بـ "هادئ الطباع، يلعب، يضحك، يحب القراءة والمطالعة، ولا يحب الضوضاء والتجمعات الكبيرة".

وتتمنى أن ترى ولدها في المستقبل إماما ويلقي المواعظ في المساجد، وعلى الصعيد التعليمي تريده طبيبا جراح قلب، كما يطمح هو نفسه كذلك، يعالج المرض الذي عانى منه وهو صغيرا، والذي توفي به والده فأرداه يتيما.




التعليقات (8)

كتاكيتو     

ما شاء الله


اللهم انبت أولادنا على طاعتك وسنة نبيك

أبـو الليث     

يا هيك التربية يا أما بلاااا
أسأل الله العظيم ان يحفظه لاهله ويجعله من الصالحين


الدمشقي     
بسم الله ما شاء الله

الله يحفظه
endless love     
موضوع ممتاز
اسأل الله عز وجل ان يتربى كل الاجيال الصغيره على حفظ القرأن بدل الاغاني
باحث عن الحق     

سبحان الله



اللهم كتر من امثاله


ياسمين     


الجود     

سبحان الله



بارك الله به وبك

THE MASTER     

شكرا مقال رائع