الدراما السورية... تعرية للواقع أم ترويج للفحش والفجور
الدراما السورية وتناولها لقضايا اجتماعية حساسة كان موضوع باب مثير للجدل في الشهر الماضي، بين مؤيد لان تأخذ الدراما كامل الحرية في عرض ما يعكس صورة واقع مجتمعنا، بكل سلبياته وأخطائه، وبين معارض لها انطلاقاً من ضرورة وجود رادع أخلاقي عند صياغة أي مادة ستقدم للأسر السورية لاختلاف الفئات المشاهدة.
سيريانيوز رصدت جملة من تعليقات القراء، ولخصت آراء ضيوف باب مثير للجدل، واستضافت خطيب الجامع الأموي سابقاً الشيخ أحمد معاذ الخطيب الذي أكد على ضرورة معالجة الدراما لواقع الناس على أن تحتوي رسائل إيجابية فيما تقدمه .
ترويج للفحش دون مراعاة أحد
غالبية التعليقات على الموضوع رفضت التوجهات الحديثة في الدراما ووجد البعض أنها تروج للفحش والفجور بذريعة تعرية الواقع.
يقول أحمد ببيلي (معلق) أن " التلفزيون السوري والمسلسلات السورية باتت ضيفاً ثقيلاً وغليظاً يقتحم المنازل، وخاصة في شهر رمضان حيث تعرض الكثير من المشاهد المنافية للأخلاق كتقديم شباب مراهقين يشربون الخمر ويرقصون في ديسكو دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل"، ولفت إلى أنه لا داعي لعرض بعض الأمور الحساسة على الشاشة كون الأسر السورية تشاهدها كباراً وصغاراً.
ووجد بهاء(معلق) أن ما تقدمه الدراما ليس لخدمة المجتمع فيقول"نحن لسنا ضد عرض هذه الأشياء من لقطات الفحش والعربدة، ولكن المشكلة هي أن تصبح محور الدراما السورية حيث لا يخلو مسلسل تقريباً من هذه المواضيع، في حين تغيب مواضيع أهم منها كتخلف المناهج التعليمية،وأتساءل أليس من حق العائلة السورية اختيار طريقة توعية أبنائها فربما ليست هذه هي المواقف الملائمة دائماً، فضلاً عن أن طريقة المعالجة والطرح تكون غير مناسبة كمسلسل تقوم البطلة المحبوبة فيه بممارسة الفاحشة".
ودعت فاطمة(معلقة) إلى أن تكون الدراما مسؤولة فقالت"إن غالبية مشاهدي الدراما هم من الشباب والأطفال و قد لا يميزون الهدف من عرض مشاهد الإيحاءات الجنسية والتدخين والعنف والقتل، لذا على كتاب الدراما أن يكونوا مسؤولين فيما يقدموه خاصة بعد أن بتنا نسمع عن تأثر الأطفال والشباب بالأعمال التلفزيونية وتقليدهم للشخصيات،ويصل بالبعض إلى حد الموت".
تعرية للواقع
وقلة من القراء وجدوا أن الدراما السورية تتقدم باستمرار فيما تتناوله وتحقق معدلات مشاهدة عالية وذلك لنجاحها ولتصويرها الواقع الفاسد، فتقول المعلقة باسم وادي العيون"لماذا عندما يواجهنا أحد بالحقيقة نهرب ونقول، مفاسد ، أطفال، عيب، لماذا نقف بوجه أي مشروع يهدف للتوعية، فأنا أرى أنه من حق الجيل أن يتعلم، فلماذا الازدواجية، فإن تناول أي مسلسل مشهد لا أخلاقي نثار ونهتاج، فلاداع أن يكون وضع أبنائنا كذلك"
أما ابراهيم (معلق) فرأى أن الفن مرآة المجتمع فما نراه بالدراما السورية مأخوذ من واقعنا المعاصر أو الماضي، فلما الإصرار على إغماض العين عن الواقع و عدم الاعتراف به، فالمجتمع المثالي لم ولن يخلق.
وأيدت دانا ما أسمته بالأعمال الجريئة ووجدت أن "الدراما تتقدم وتتألق بشكل ملحوظ، وجرأها لا تعني أنها تفسد المجتمع بل تدعو إلى إعادة التفكير بواقعنا كمسلسل بقعه ضوء".
حرية ولا يوجد شئ مطلق
وفضل الكاتب نجيب نصير "تسمية العلاقات التي نعيشها وتصورها الدراما بالقانونية وليس الشرعية، لأننا في دولة والدولة تحكم بالقوانين مهما كان مصدرها ، والمواطنون جميعا تحت القانون، والخروج عن القانون مهما كان نوعه هو الجرم الذي يثير حفيظة الثقافة الاجتماعية التي تدعو المجتمع لأخذ موقف أخلاقي من هذا الخروج أو ذاك، حتى أن هذه الثقافة وحسب درجة وعيها تدين وتجرم الكثير من الممارسات القانونية وتعتبرها جرائم وتدعو إلى تغيير القوانين بسببها وهذه الدعوة تتناقض في أغلب الأحيان مع الحقوق الأولية والأساسية للمواطن الفرد الراشد لتبدو هذه الثقافة الاجتماعية متخلفة عن القوانين الناظمة للمجتمع، عبر الحكم على النوايا أو على النتائج قبل أن تحصل تجريما وتثريبا دون الالتفات إلى الحقوق الأساسية للإنسان والتي يراعيها القانون والدستور ، ولنأخذ مثالا هو ارتياد الكباريه بأشكاله المتعددة ، فالمجتمع يدين مرتادي الكباريهات أخلاقيا، ولكنه قانونيا هو حق من حقوق البشر لهم الحق الكامل في ارتياده طالما ليس هناك خروج عن القانون، وللمجتمع رأيه غير القانوني في ذلك وله أن يَصِم هذا بقلة الأدب أو ينعت ذاك بالمجون، وهناك الكثير من الحقوق المماثلة التي تتعرض للتوصيف المقذع ومع ذلك هي حقوق وليس لأحد حق إزالتها".
ورأى نصير أن الهدف من الدراما التوعية وليس الترويج فيقول"من الغريب الدفع بالترويج بدلا عن الدفع بالتوعية، وهنا يكمن التضليل !! من يجرؤ على الدعاية للمخدرات مثلا ؟ هل يعقل ؟ طبعا هناك أعمال درامية هابطة ولكن هؤلاء لا يجرؤون على نقدها نقدا معرفيا لذلك يتحولون من فورهم إلى النقد الأخلاقي بناء على الشبه أو تأثيم النوايا لا بل يصلون إلى فوبيا المؤامرة وكأننا شعب من الملائكة ، هذا افتراء والطريق هذه تقودنا إلى إدانة الفن وتعهيره للتخلص منه أو لقولبته على قياس أرجل التخلف الذي يجب أن نرفل به، كل أنواع المشاهد متوفرة في الدرامات الأجنبية ومتوافرة بكثرة على شاشات الفضائيات وعلى الانترنت وفي الأقراص المدمجة على الأرصفة ، هل علينا أن نتركها كلها ونلحق بالدراما التلفزيونية السورية ؟ والتي أراها شخصيا متخلفة ولا تقوم بالدور التوعوي المناسب لأنها تتجاهل هذه المسائل، هل علينا التحلي بالكبت ونتائجه وهل علينا أن نبقى عديمي المعرفة لأن هناك من يدعي أن المجتمع لا يقبل أو يقبل، السيارة عندما أتت للبلاد في أوائل القرن الماضي كان الأهالي يرتعبون منها وكانت غير مقبولة وماذا كانت النتيجة ؟ أصبحت مفخرة الأكابر؟".
معالجة غير مكتملة
بدورها وجدت الأستاذة ندى البني أنه لم يخل أي مجتمع عبر الأزمنة والأمكنة من مفاسد أخلاقية واجتماعية، ولكن المسألة تكمن في ضرورة كشفها ولفت النظر لها وهدفنا من هذا الكشف، فتقول"الوجه الثقافي الحضاري الذي رافق زمن عزتنا كانت تسوده قيم دينية تعلي قيمة الستر وعدم المجاهرة بالمفاسد سواء بما يتعلق بالجسد أو في غيرها، ولكن الملاحظ في موقف الإسلام من التحدث بالفاحشة يجد أن ردة الفعل تعظم ليس من مجرد فعل الفاحشة وإنما بتوفر شهود عليها والتحدث بها، فوجود الفاحشة بشكل مستور لا يعلم به أحد هو إبقاء لها في حدودها الدنيا، لسنا في مشكلة من مجرد وجود هذه المفاسد وإنما في جعلها محور الأعمال الدرامية، وطرحها بطريقة تسهل تقبلها وشيوعها، لأنه لا يخفى على أحد أن جعل هذه الأمور محور الأعمال الدرامية يجعل الأدوار الدرامية متركزة عليها لتعكس نسبة من المتجاوزين ليست هي النسبة الواقعية مهما حاول المُحصون كشف المستور، ثم ما هدفنا من عرض هذه الأمور.
وتابعت "عادة ما تعالج بعض المشاكل النفسية الناجمة عن كتمان مكنونات النفوس بالمساعدة في الجهر بها وذلك بهدف تجاوز الألم الداخلي الفردي ،لكن هذا سيقودنا بعيدا عن الترفع أو الإقلاع عنها إلى تقبلها والسماح بها، وإننا إذ نذكر هذا نضع كل أخلاق الفساد سوية من سرقة المال العام و الرشوة إلى المفاسد الجنسية والعلاقات المحرمة".
وتابعت "أعتقد أن دور الدراما هي مساعدتنا في رؤية حياتنا اليومية من عدة زوايا و بطريقة متزنة وواعية بعيداً عن كوننا أطرافا فيها، أما افتعال ذكر وتذكير الناس بأشياء أو الترويج لمنتجات بهدف مناقشتها فهو دور برامج خاصة وليس دور الدراما التلفزيونية و المسلسلات، وأنا إذ أحتك بعدد كبير من الطلاب الذين يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع التي لا تشبه أبداً ما يعرض في الدراما, أفكر لماذا تخلت الدراما عن قضاياهم و أحلامهم ومشاكلهم، وأذكر هنا تعليق احد الدكاترة الذي قال (أرى أن أكثرية بنات هذه الدفعة أشبه ببنات باب الحارة!!!) كيف أصبحت أقرب صورة تأتي في ذهن هذا الدكتور من الدراما لطالبات الهندسة هي بنات باب الحارة. هل أصبحنا وبفضل الدراما وتنوع طرحها المجتمعي لا نجد فرقا بين طالبة هندسة وبين زوجة عصام أو ضرتها؟؟".
الأمر نسبي
مدير قناة سورية دراما المخرج علي سفر وجد أن هناك مبالغة في الحديث عن مضامين هابطة تضمها الدراما السورية والتعميم غير صحيح فقال" لكل عمل له سويته الخاصة، ولو كانت الدراما السورية كلها ذات مضامين هابطة لما نجحت في الوصول إلى الجمهور، والحديث عن ترويج للفساد الحياتي والأخلاقي ( بغض النظر عما نعنيه بهذا الفساد وعن رأينا فيه) هو شيء يمكن أن نحيله إلى من يرفضون الفن كله، إذ كيف يمكن للبشر أن يصنعوا فناً معلباً ومحدد المواصفات بطريقة سبقية؟؟ وكيف يمكن أن نفرض على الكتاب والمخرجين أن يصنعوا الفن الذي يريده أولئك الذين يرفضون ظهور هذه الثيمات الحياتية والتي تنتمي للسياق الحياتي الذي تعاني منه كل المجتمعات بسبب أزماتها، ألا تشكل مطالب هؤلاء أجندة رقابية تحد من الحريات الإبداعية..؟ لكل مبدع الحق بتناول ما يريد وللمتلقي أن يرى ما يريد أيضاً،( لاتنسوا أن على القنوات التي تعرض الدراما التقيد بتوضيح سن المتابعة والذي تعمل وفقه بعض القنوات التخصصية المشفرة فهذا يحل كثير من المشاكل التي تتحدث عن تأثير الدراما و السينما على العائلة)".
وأضاف "لما لا نفك القيود من حولنا بتوجيه الرسالة القائلة بأن الانغلاق يولد الفساد، وليعذرني أصحاب وجهة النظر المنغلقة، وليقارنوا بين مجتمعاتنا المنغلقة كيف تزداد تخلفاً وبين المجتمعات غير المنغلقة التي تجاوزت كثيراً من مشاكلها وحلتها عبر الابتعاد عن التفكير المنغلق!"
وتابع "أرجو ألا يرد علي هؤلاء بالحديث عن الفساد الأخلاقي في الغرب فهذا الحديث المكرور لا يلغي حقيقة أن هناك الكثير من عناصر التخلف التي نرعاها بأيدينا عبر التفكير الذي يشبه تغطية الشمس بغربال،وأعود لأذكر بأن كل عمل درامي له طريقته الخاصة في طرح المشكلة وكل عمل يمكن نقد تصوراته لوحدها دون اتهام فن الدراما بشكل كامل ولهذا فإن وجود مشاكل ببعض الطروحات يجب أن يدفعنا لمناقشة ما يتحدث عنه العمل، وهذا جزء من آليات وصول رسالته إلى الجمهور".
واضاف "وفيما يخص الرد على من ينتقدون الأعمال التي تطرح (علاقة غير شرعية ) أقول لهؤلاء إن طرح الفكرة لا يعني تبنيها، بل هي دعوة فنية لرفضها، وإذا أردتم ألا تشهدونها في الدراما فإن عليكم ألا تشاهدوها في مجتمعكم وبالتالي فإنكم ستعيشون بقمقمكم دون أن تحاولوا إصلاحها،الدراما تدعوكم لأن تكونوا فاعلين وليس سلبيين تجاه مشاكل المجتمع..وهذا هو دوركم فلا تستنكفوا"
ضرورة المعالجة هادفة
الشيخ أحمد معاذ الخطيب خطيب الجامع الأموي سابقاً لم يقم بتحديد القضايا التي يجب على الدراما تناولها بل وجد أن الدراما خطة لإصلاح مجتمع بكامله فيقول"الموضوع ليس تحديد للقضايا الواجب طرحها بمقدار ما هو من المفروض أن تكون الدراما جزء من خطة لإصلاح المجتمع، وقد ينفر الناس من بعض الكلمات كالأخلاق والإصلاح ويرون فيه نوع من الوعظ، ولكن المسألة تكمن بأن الدراما يجب أن تلاصق واقع الناس و بنفس الوقت يجب أن يرافقها بعد أخلاقي وهنا المفترق الحساس، فبعض الناس يرون أن الدراما يجب أن تقدم بشكل مفتوح ومطلق بدعوى أن هناك مشكلة نقدمها للناس كونها واقع والكل يعرفها فلم النفاق، وبرأيي هذا الكلام جزء منه صحيح، ولكن هناك مسؤولية ليست دينية حرفياً بل أخلاقية عامة".
وتابع "أكثر المجتمعات تدينا أو بعداً عن الدين يبقى فيها حد أخلاقي لا يمكن تجاوزه، فلا يعرض مثلاً مسلسل يتحدث عن زنا محارم والأطفال يشاهدون التلفاز، وخاصة إن لم يحتو العمل ليس أخلاقاً بل رسالة ايجابية، عندها سيكون هناك نوع من تكريس الفساد في المجتمع، وأنا ارفضه بشكل أخلاقي قبل أن ارفضه من منطلق ديني".
وفيا يتعلق بوجود مشاهد اعتبرها البعض تخدش الحياء قال الخطيب"من يزعم أنه يعالج مشكلة من خلال عرض مشاهد كشباب يشربون الخمر أو يرقصون بملاهي، فأنا لست ضده إن كان يحمل بعد أخلاقي فلا بد من عرض هذه المشاهد لنتعامل مع جزء من حياة الناس، ولكن عندما يكون لدي بعد أخلاقي لا أعرض المشاهد لتكريسها، فلا أقدم أربع أو خمس دقائق يظهر فيها شباب يسكرون، فلقطة واحدة تكفي لإيصال الرسالة، فبدلاً من أن أكون ناشراً للفكر أكون قد نقلت صورة أكثر دقة لحياة الناس دون تكريس".
وتابع"هناك الكثير من السلبيات في مجتمعنا، التي تتعلق بإنسانية البشر كزنا المحارم على سبيل المثال فلا أعتقد أن هناك أي شخص مهما اختلف دينه يؤيد ذلك، ولكن المشكلة تكمن بضرورة معالجته على أن يحتوي رسائل إيجابية ودون ذلك عبارة عن تخريب للمجتمع، فعلى سبيل المثال جاء في القرآن الكريم الحديث عن قوم لوط فعندما نقرأ ما ورد فيه نجد أنه لا يكرس لذلك، إنما يحذر من هذا الأمر وضرورة تجنبه كونه شيء سلبي" .
وعن العلاقة قبل الزواج أوضح الخطيب" شخصياً أرفض تلك العلاقة ولكن هناك مجتمعات تجدها أمر عادي ولكن إن نظرنا موضوعياَ، فالناس لديها حاجات والمجتمع بحالة ضعف، فلا تلبى حاجات أبناؤه اجتماعيا واقتصاديا، وهناك أعراف غارقة بالفساد وأشخاص لديهم مقاييس فاسدة وتجاوزات على إنسانية البشر ونوع من النفاق الاجتماعي، فكل ذلك يشكل صادات اجتماعية بوجه العلاقة الحلال، فلا يستطيع جميع الناس تجاوزها، فتلجأ شريحة معينة لعلاقات غير شرعية، ولكن عندما أعالج هذه العلاقات درامياً لا أكرسها، فأنا لا أريد أن أنقل تجربة مجتمع معين، بل أعالج الأمر وأركز على تدمير الصادات الفاسدة كالمغالاة في المهور والزواج بقصد المباهاة الاجتماعية والاقتصادية ، ولا يكون هدفي تقويض مؤسسة الزواج ونسفه، فبذلك أحقق الحد الأدنى من الدراما السليمة" .
نور عكة ــ سيريانيوز
الله يهدينا احسن شيء
لك من فترة عم قلب بالتلفزيون طلعلي مسلسل القعقاع حطو الخلفاء الراشدين عم يحكو وحاطين زلمي عم يمثل الدور بس بدون اظهار الوجه
القعقاع ما شفتو غير بمشهد مع انو المسلسل لالو
مسلسل خبيصة ما فهمت منو شيء
مشكور معلم جد هاد واقع الدراما السورية الله يهديون أحسن شي