رسالة العيد من أطفال غزة

قتلتم العيد في قلوبنا

...

أي عيد ينتظركم .. ؟ يا أطفال غزة ..!!

أي عيد ينتظر أطفال غزة والعيد على الأبواب والخوف والدموع لا تكاد تفارق الأهالي
في قطاع غزة والهم يحاصر الأهالي ، إلى أي عيد ينتظركم يا أطفالي الأعزاء وماذا
يخبئ لكم الزمن ، الأمس كانت الآلام والحسرات على جرحى وشهداء حرب غزة واليوم
نبكي الفراق على من شردوا بسبب أحداث الانقسام في فلسطين والذي لم يفصل الوطن
فحسب وإنما فصل الأسر والعائلات وشتت الآباء عن أولادهم ، أي فرحة للعيد .. !! ؟؟

لماذا هذا الطفل والده يعيش معه ؟ ولماذا ذاك الطفل أباه معتقل ولماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟

أسئلة كثيرة لا إجابة لها ولن يجيب عليها أحد لأنه لا ولن يستطيع أو يجرؤ أحد للإجابة
على هذه الأسئلة ، أطفالنا اليوم معاناتهم أكبر من أي وقت لأنهم يروون شتى أنواع
الضغط النفسي والكبت العصبي ، تسرب من المدارس ، تدني المستوى التعليمي ، قلة
الموارد المالية لرب الأسرة والكثير من العقبات تحول بين الطفل والعيد من يقف إلى
جانب أطفالنا ؟

.

رسالة من أطفال غزة

...

.. إلى متى سأبقى بعيدا عن أبي ؟؟؟ متى سيأتي العيد الذي أستيقظ فيه وأجد أبي
يجلس بيننا وأطلب منه العيدية ويعطيني إياها متى ؟

.

أيها الساسا .. سحقا لأطفالكم إذا فرحوا بالعيد ووالدي بعيد عني .. في سجن أو منفى أو
معتقل .. أيها الساسا الم تكونوا أطفالا ذات يوم ؟؟ هل حرمناكم فرحة العيد ؟؟ هل سجنا
آبائكم ؟؟

سحقا لكم .. فأنتم فرقتموني عن أبي وشتتم شمل أسرتي .. أي عيد تتحدثون عنه
وتهنئون بعضكم البعض ؟؟

تتبادلون التهاني بالعيد وتتزاورون وتصلون الأرحام وأنتم قتلتم فرحتي بالعيد لم يحضر
لي أبي كسوة العيد وحذائي الجديد الذي اصحوا من نومي أجده بجانبي لم يبقى من العيد
سوى أذكار وذكريات فقط .. أبي لا يستطيع شراء كسوة العيد والسبب الحصار أبي
يهرب من البيت قبل أن نصحوا من نومنا صباحا خجلا منا لكي لا نطلب العيدية أو
مصروفنا إلى المدرسة

..

وأنتم أيها الساسا تصرفون على أطفالكم من مال أبي وعلى حساب أبي فمن دموع أمي
تحيكون كسوة أطفالكم ومن دم أبي تملئون جيوبكم وعلى حساب فرحتي بالعيد تملئون
بطونكم .. وتدمعون من أجلنا على وسائل الأعلام وكأنكم تفكرون بنا وأنتم لا تعرفوننا
ولم ترونا ولا تعرفون شيئا عنا

..

سيديا العربي.. هل زرتني يوما في بيتي وتفقدتني ؟ .. هل دخلت يوما بيتي ورأيتني آكل
الخبز المحمص دون حساء ؟.. هل نظرت إلى يوما وأنا العب في الشوارع بلباس ممزق
؟.. ماذا أقول لك سيدي المسلم ؟.. وأنت بعيد عني آلاف الأميال ويفصلك عني سرعة
سياراتك ومرافقيك وأسوارك العالية .. سيدي العربي إنني ادعوك لتناول العشاء عندي
يوما أو لقضاء يوما في بيتي لترى كيف أعيش .. لا تكذب علي وتقول لي الحصار ..!!
أنا أدرك جيدا أننا نحن من فرض الحصار وأن الحصار يطال البعض والبعض الآخر
يعيش في ترف ورفاهية ..

سيدي العربي .. هل بات ابنك بلا عشاء ؟؟!! أطلب من أبي فيقول لي :

يا بني أنا لا أملك كرت مؤن ولا أتبع تنظيم ولست مستعدا لأن أطلب كوبونه

أو أستجدي عطف أحد ولكن يا بني أنا أرفع يدي إلى السماء قائلا

..

اللهم اقتص لي ممن ظلم أطفالي وحرمهم فرحة العيد ..