الحياة مباراة كرة قدم

تخيل معي أنك جالس في ملعب لكرة القدم، تنتظر مباراة بين فريقين من أعرق الفرق في بلادك،

وبدأت المباراة وبدأت الهجمات من الفريقين وبدأ تسجيل الأهداف، وتحمس الجمهور وراح يغني ويشدو،

وكل يغني على ليلاه!! أعني كل يشجع فريقه

وفي وسط هذه الفوضى ، فجأة!! وإذ بمجموعتين من الشباب،

كل مجموعة اتجهت صوب مرمى حملته وهربت به لخارج الملعب!! صار الملعب من دون أهداف،

في تصورك هل سيكمل اللاعبين اللعب؟ وكيف سيلعبون؟ ولأي جهة يتجهون؟ بالتأكيد سيتوقفون.

لكن تصور لو أن الحكم أصر على إكمال المباراة، تخيل معي كيف سيقضي اللاعبين التسعين دقيقة من وقت المباراة،

ليس هناك أي هدف، واللعب عشوائي، والجمهور لن يبقى في الملعب لمشاهدة مباراة من دون أهداف

الحياة تتشابه مع المباراة تماماً، فاللاعب هو أنت، والمرمى يمثل أهدافك في الحياة، وحدود الملعب هي الأخلاقيات والعادات والشرائع التي يجب عليك أن لا تتجاوزها، والمدرب هو كل شخص مقرب إليك,

يرشدك ويوجهك ويحاول أن يفيدك في حياتك، والفريق الخصم يمثل العقبات التي تواجهك في الحياة،

واللاعبين الذين معك في الفريق هم أصدقائك وكل شخص يسير معك في مسيرة الحياة،

والحكم هو كل فرد حيادي يرشدك إلى أخطائك،

وإذا أدخلت الكرة في مرمى الخصم فقد حققت مبتغاك أي هدفك

وقبل دخولك المباراة يجب أن تخطط للوصول إلى المرمى, وتحقيق أعلى نسبة من الأهداف،

وكذلك عليك أن تتدرب وتتمرن حتى يساعدك التدريب على متابعة المباراة

إذا كانت المباراة وهي من أمور الدنيا تتطلب أهدافاً وتخطيطاً واستعداداً، فكيف بالحياة عند المسلم،

أليس هي الأولى بالتخطيط والتمرين وتحديد الأهداف ثم السعي لتحقيق الأهداف،

والتعاون مع الأصدقاء لتحقيق هذه الأهداف، والاستفادة من الأشخاص الذين يمتلكون الحكمة لتحقيق هذه الأهداف؟

دمتم سالمين