كفاك سباً للظلام

كفاك سباً للظلام

لقد خلق الله الليل والنهار وجعلهما آيتين تدل على عظمته عز وجل وقد جعل الليل لباسا والنهار معاشا ... إذا فالظلام ليس صفة ذم لليل بل هو صفة مدح وإلا فقل لي بربك كيف سيكون حالنا لولا ظلمة الليل ,التي تهدأ فيها الأنفس وتسكن للراحة
وكما قال الله تعالى ( وجعلنا الليل لباسا ).

ومع هذا نرى الكثير من الناس وقد دأب على سب الظلام مدعيا أنه السبب وراء كل مصيبة تحل به وما ذاك إلا نتيجة لنظرته السوداوية التي يعيش بها ولو أن هذا الإنسان حاول الخروج من عالم الظلام إلى عالم النور لوجد عالما آخر لم يكن يخطر له ببال .

وهذا مثله كمثل ذلك الإنسان السلبي الذي لا يجيد إلا لغة التثبيط والتقليل من قدراته ومن قدرات الآخرين .... فلا تجده إلا ساخطا على كل من حوله يسقط دائما على الآخرين ويعتقد أنهم وراء كل مصيبة حلت به!! وكلما رأى ناجحا نظر إلى جوانب النقص فيه وحاول تضخيمها بشكل كبير ونسي جوانب التميز.

إذا ما الحل ؟

الحل من وجهة نظري أن تجلس مع نفسك جلست مصارحة وتعرف من أي الفريقين أنت فإن كنت من أصحاب النظرة السوداوية فعليك ان تقطع عهدا على نفسك أن تقلع عن هذا الأسلوب وأن لا تنظر إلا لجوانب الكمال البشري في الآخرين . وأن تمتدح تلك الصفات في كل مناسبة حتى يتحول هذا الأسلوب إلى صفة ملازمة لك وبالتالي يصبح سلوكا تنتهجه في حياتك.

وما الذي يضرك لونظرت للجانب المشرق في الحياة ونظرت لصفات التميز في الآخرين ؟

ألا تعلم أن هذا لو تم يدل على صحتك النفسية وسمو نفسك .

كن كالنحلة لا تقع إلا على طيب ولا تخرج إلا طيبا....

وخذ من موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه نموذجا تقتدي به حينما قال صلى الله عليه وسلم لعمر(( ياعمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال أفعلوا ماشئتم فإني قد غفرت لكم )) فقد نظر صلى الله عليه وسلم لسابقة حاطب في بدر ولم ينظر لزلته حينما أرسل لقريش يخبرهم عن عزم النبي صلى الله عليه وسلم غزو مكة .

وهكذا هم العظماء لا ينظروا إلا لجوانب الكمال في البشر......
فكن أنت منهم وبدل أن تسب الظلام قم وأوقد شمعة تبدد بها هذا الظلام.