الرد على أسئلة الوسواس الخناس في منشوراته لإغواء الناس (6)
أَسْئِلَةُ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسْ
ضِمْنَ مَنْشُوْرَاتِهِ لإِغْوَاءِ النَّاسْ
(6)
الْمَنْشُوْرَةُ السَّادِسَةُ
أَنَا فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِيْ ، وَارْتِبَاكٍ فِيْ فِكْرِيْ ، حِيْنَمَا أَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } ( الفرقان/59) وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِيْنَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُوْلُ : مَنْ يَدْعُوْنِيْ فَأَسْتَجِيْبُ لَهُ )
الْحَدِيْثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَغَيْرَهَا مِنْ آيَاتِ وَأَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ .
وَسَبَبُ حِيْرَتِيْ مَا يَكْتُبُهُ الْمُفَسِّرُوْنَ فِيْ هَذِهِ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثِ فَبَعْضُهُمْ أَوَّلَ هَذِهِ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثَ بِتَأْوِيْلاتٍ لا صِلَةَ لَهَا بِالصِّفَاتِ ، وَآخَرُوْنَ أَثْبَتُوْهَا كَمَا هِيَ وَنِعْمَ بِالإثْبَاتْ .
فَلِمَ الاخْتِلافُ مَادَامَ اللهُ وَاجِبُ الْوُجُوْدْ ، وَصِفَاتُهُ ظَاهِرَةٌ جَلِيَّةٌ تَدُلُّ عَلَى الْخَالِقِ الْمَعْبُوْدْ وَهِيَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاضِحَةُ الْمَعْنَى ، يَعْرِفُهَا الْعُلَمَاءُ الْقَاصِيْ مِنْهُمْ وَالأَدْنَى ؟! فَأَنَا فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِيْ ، حَتَّى تَوَقَّفَ عَنِ التَّفْكِيْرِ فِكْرِيْ ، بِسَبَبِ الْخِلافِ فِيْ مَعَانٍ وَاضِحَةْ ، وَنُصُوْصٍ مَعَانِيْهَا فِي اللُّغَةِ كَالشَّرَارَةِ قَادِحَةْ ، فَصِفَةُ الاسْتِوَاءِ مَعْلُوْمَةْ ، وَصِفَةُ النُّزُوْلِ مَعْلُوْمَةْ فَلِمُ الْهُرُوْبُ مِنَ الْحَقِيْقَةْ ؟ وَلِمَ يُنْكِرُ الْمُؤَوِّلُ عَلَى الْمُثْبِتِ وَإِنْ كَانَ شَقِيْقَهْ ؟ أَلَيْسَ هَذَا يَبْعَثُ عَلَى الْحِيْرَةْ ؟! فِيْ صِفَةِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ وَهُوَ الْمَعْبُوْدُ بِحَقٍّ لا غَيْرَهْ .
الرَّدُّ عَلَى الْمَنْشُوْرَةِ السَّادِسَةِ
إِعْلَمْ أَيُّهَا الْحَيْرَانُ فِيْ أَمْرِهِ فِيْ مَسْأَلَةِ مَا وَرَدَ فِيْ الْقُرْآنْ ، مِنْ صِفَاتِ الْمَلِكِ الدَّيَّانْ وَمَا وَرَدَ مِنْهَا فِيْ أَحَادِيْثِ الرَّسُوْلِ بِأَفْصَحِ عِبَارَةٍ وَأَوْضَحِ بَيَانْ .
أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ هُوَ إِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الأَسْمَاءِوَالصِّفَاتِ عَلَى مَا يَلِيْقُ بِجَلالِهِ وَعَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ غَيْرِ تَحْرِيْفٍ ، وَلا تَعْطِيْلٍ ، وَلا تَكْيِيْف وَلا تَمْثِيْلٍ ، وَهَذَا أَمْرٌ لا يَحْتَاجُ إِلَى إِيْضَاحٍ ، فَإِنَّ الصِّفَاتِ كَالذَّاتِ ، فَكَمَا أَنَّ ذَاتَ اللهِ ثَابِتَةٌ حَقِيْقَةً مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُوْنَ مِنْ جِنْسِ الْمَخْلُوْقَاتِ ، فَصِفَاتُهُ ثَابِتَةٌ حَقِيْقِيَّةً ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُوْنَ مِنْ جِنْسِ صِفَاتِ الْمَخْلُوْقَاتِ ، وَمِنَ الْمَعْلُوْمِ أَنَّ صِفَاتِ كُلِّ مَوْصُوْفٍ تُنَاسِبُ ذَاتَهُ وَتُلائِمُ حَقِيْقَتَهُ ؛ فَنَسْأَلُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ أَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى عَقِيْدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ .
وَاعْلَمْ أَيُّهَا الْمُحْتَارُ أَنَّ مَا جَرَى مِنَ الْخِلافِ سَبَبُهُ الْخَوْفُ مِنْ تَشْبِيْهِ اللهِ بِخَلْقِهِ وَهُوَ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ( الشورى/11) .
وَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ أَيُّهَا الْمُحْتَارُ فَتًقُوْلُ : كَيْفَ الاسْتِوَاءُ وَكَيْفَ النُّزُوْلُ ؟ فَدَعْ عَنْكَ هَذَا الْوَسْوَاسْ ، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الْخَنَّاسْ ، وَخِتَامًا أَقُوْلُ لَكَ اقْرَإِ الْمُفِيْدْ ، مِنْ قَصِيْدَةِ الإِمَامِ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ فَلَعَلَّكَ مِنْهَا تَسْتَفِيْدْ :
قُلْ لِمَنْ يَفْهَمُ عَنِّيْ مَـا أَقُـوْلْ ** قَصِّرِ الْقَـوْلَ فَـذَا شَرْحٌ يَطُـوْلْ
ثَـمَّ سِرٌّ غَـامِضٌ مِنْ دُوْنِـهِ ** قَصُـرَتْ وَاللهِ أَعْنَـاقُ الْفُحُـوْل
أَنْـتَ لا تَعْـرِفُ إِيَّـاكَ وَلَـمْ ** تَدْرِ مَنْ أَنْتَ وَلا كَيْـفَ الْوُصُوْلْ
وَلا تَـدْرِيْ صِفَـاتٍ رُكِّبَتْ ** فِيْكَ حَـارَتْ فِيْ خَفَايَاهَا الْعُقُـوْلْ
أَيْنَ مِنْكَ الرُّوْحُ فِيْ جَـوْهَـرِهَا ** هَـلْ تَرَاهَـا فَتَرَى كَيْفَ تَجُـوْلْ
وَكَـذَا الأَنْفَـاسُ هَـلْ تَحْصُرُهَا ** لا وَلا تَدْرِيْ مَتَـى عَنْكَ تَـزُوْلْ
أَيْنَ مِنْـكَ الْعَقْـلُ وَالْفَـهْمُ إِذَا ** غَلَبَ النَّـوْمُ فَقُـلْ لِيْ يَاجَهُـوْلْ
أَنْتَ أَكْـلَ الْخُبْـزِ لا تَعْـرِفُـهُ ** كَيْفَ يَجْـرِيْ مِنْكَ أَمْ كَيْفَ تَبُوْلْ
فَـإِذَا كَانَتْ طَـوَايَـاكَ الَّتِـيْ ** بَيْنَ جَنْبَيْكَ كَـذَا فَيْـهَا ضَـلُوْلْ
كَيْفَ تَدْرِيْ مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى** لا تَقُلْ كَيْفَ اسْتَـوَى كَيْفَ
النُّزُوْلْ
جَلَّ ذَاتًـا وَصِفَـاتًـا وَعُــلا ** وَتَعَـالَـى رَبُّنَـا عَمَّـا تَـقُـوْلْ
********************
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
*************************************
*****************************
*******************
شكرا لكم وبارك الله بكم
جزاك
الله
كل الخير أخي في
الله
بارك الله بك
وجزاك الله خيراً
وجعله الله في ميزان حسناتك
جزاكي الله كل خير