وردالشام

45

1,721

الرد على أسئلة الوسواس الخناس في منشوراته لإغواء الناس (6)

















أَسْئِلَةُ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسْ



ضِمْنَ مَنْشُوْرَاتِهِ لإِغْوَاءِ النَّاسْ




(6)








الْمَنْشُوْرَةُ السَّادِسَةُ




أَنَا فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِيْ ، وَارْتِبَاكٍ فِيْ فِكْرِيْ ، حِيْنَمَا أَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } ( الفرقان/59) وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (

يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِيْنَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُوْلُ : مَنْ يَدْعُوْنِيْ فَأَسْتَجِيْبُ لَهُ )

الْحَدِيْثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَغَيْرَهَا مِنْ آيَاتِ وَأَحَادِيْثِ الصِّفَاتِ .


وَسَبَبُ حِيْرَتِيْ مَا يَكْتُبُهُ الْمُفَسِّرُوْنَ فِيْ هَذِهِ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثِ فَبَعْضُهُمْ أَوَّلَ هَذِهِ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثَ بِتَأْوِيْلاتٍ لا صِلَةَ لَهَا بِالصِّفَاتِ ، وَآخَرُوْنَ أَثْبَتُوْهَا كَمَا هِيَ وَنِعْمَ بِالإثْبَاتْ .


فَلِمَ الاخْتِلافُ مَادَامَ اللهُ وَاجِبُ الْوُجُوْدْ ، وَصِفَاتُهُ ظَاهِرَةٌ جَلِيَّةٌ تَدُلُّ عَلَى الْخَالِقِ الْمَعْبُوْدْ وَهِيَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاضِحَةُ الْمَعْنَى ، يَعْرِفُهَا الْعُلَمَاءُ الْقَاصِيْ مِنْهُمْ وَالأَدْنَى ؟! فَأَنَا فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِيْ ، حَتَّى تَوَقَّفَ عَنِ التَّفْكِيْرِ فِكْرِيْ ، بِسَبَبِ الْخِلافِ فِيْ مَعَانٍ وَاضِحَةْ ، وَنُصُوْصٍ مَعَانِيْهَا فِي اللُّغَةِ كَالشَّرَارَةِ قَادِحَةْ ، فَصِفَةُ الاسْتِوَاءِ مَعْلُوْمَةْ ، وَصِفَةُ النُّزُوْلِ مَعْلُوْمَةْ فَلِمُ الْهُرُوْبُ مِنَ الْحَقِيْقَةْ ؟ وَلِمَ يُنْكِرُ الْمُؤَوِّلُ عَلَى الْمُثْبِتِ وَإِنْ كَانَ شَقِيْقَهْ ؟ أَلَيْسَ هَذَا يَبْعَثُ عَلَى الْحِيْرَةْ ؟! فِيْ صِفَةِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ وَهُوَ الْمَعْبُوْدُ بِحَقٍّ لا غَيْرَهْ .




الرَّدُّ عَلَى الْمَنْشُوْرَةِ السَّادِسَةِ




إِعْلَمْ أَيُّهَا الْحَيْرَانُ فِيْ أَمْرِهِ فِيْ مَسْأَلَةِ مَا وَرَدَ فِيْ الْقُرْآنْ ، مِنْ صِفَاتِ الْمَلِكِ الدَّيَّانْ وَمَا وَرَدَ مِنْهَا فِيْ أَحَادِيْثِ الرَّسُوْلِ بِأَفْصَحِ عِبَارَةٍ وَأَوْضَحِ بَيَانْ .


أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ هُوَ إِثْبَاتُ مَا أَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الأَسْمَاءِوَالصِّفَاتِ عَلَى مَا يَلِيْقُ بِجَلالِهِ وَعَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ غَيْرِ تَحْرِيْفٍ ، وَلا تَعْطِيْلٍ ، وَلا تَكْيِيْف وَلا تَمْثِيْلٍ ، وَهَذَا أَمْرٌ لا يَحْتَاجُ إِلَى إِيْضَاحٍ ، فَإِنَّ الصِّفَاتِ كَالذَّاتِ ، فَكَمَا أَنَّ ذَاتَ اللهِ ثَابِتَةٌ حَقِيْقَةً مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُوْنَ مِنْ جِنْسِ الْمَخْلُوْقَاتِ ، فَصِفَاتُهُ ثَابِتَةٌ حَقِيْقِيَّةً ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُوْنَ مِنْ جِنْسِ صِفَاتِ الْمَخْلُوْقَاتِ ، وَمِنَ الْمَعْلُوْمِ أَنَّ صِفَاتِ كُلِّ مَوْصُوْفٍ تُنَاسِبُ ذَاتَهُ وَتُلائِمُ حَقِيْقَتَهُ ؛ فَنَسْأَلُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ أَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى عَقِيْدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ .


وَاعْلَمْ أَيُّهَا الْمُحْتَارُ أَنَّ مَا جَرَى مِنَ الْخِلافِ سَبَبُهُ الْخَوْفُ مِنْ تَشْبِيْهِ اللهِ بِخَلْقِهِ وَهُوَ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ( الشورى/11) .


وَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ أَيُّهَا الْمُحْتَارُ فَتًقُوْلُ : كَيْفَ الاسْتِوَاءُ وَكَيْفَ النُّزُوْلُ ؟ فَدَعْ عَنْكَ هَذَا الْوَسْوَاسْ ، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الْخَنَّاسْ ، وَخِتَامًا أَقُوْلُ لَكَ اقْرَإِ الْمُفِيْدْ ، مِنْ قَصِيْدَةِ الإِمَامِ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ فَلَعَلَّكَ مِنْهَا تَسْتَفِيْدْ :



قُلْ لِمَنْ يَفْهَمُ عَنِّيْ مَـا أَقُـوْلْ ** قَصِّرِ الْقَـوْلَ فَـذَا شَرْحٌ يَطُـوْلْ






ثَـمَّ سِرٌّ غَـامِضٌ مِنْ دُوْنِـهِ ** قَصُـرَتْ وَاللهِ أَعْنَـاقُ الْفُحُـوْل





أَنْـتَ لا تَعْـرِفُ إِيَّـاكَ وَلَـمْ ** تَدْرِ مَنْ أَنْتَ وَلا كَيْـفَ الْوُصُوْلْ






وَلا تَـدْرِيْ صِفَـاتٍ رُكِّبَتْ ** فِيْكَ حَـارَتْ فِيْ خَفَايَاهَا الْعُقُـوْلْ






أَيْنَ مِنْكَ الرُّوْحُ فِيْ جَـوْهَـرِهَا ** هَـلْ تَرَاهَـا فَتَرَى كَيْفَ تَجُـوْلْ






وَكَـذَا الأَنْفَـاسُ هَـلْ تَحْصُرُهَا ** لا وَلا تَدْرِيْ مَتَـى عَنْكَ تَـزُوْلْ







أَيْنَ مِنْـكَ الْعَقْـلُ وَالْفَـهْمُ إِذَا ** غَلَبَ النَّـوْمُ فَقُـلْ لِيْ يَاجَهُـوْلْ






أَنْتَ أَكْـلَ الْخُبْـزِ لا تَعْـرِفُـهُ ** كَيْفَ يَجْـرِيْ مِنْكَ أَمْ كَيْفَ تَبُوْلْ





فَـإِذَا كَانَتْ طَـوَايَـاكَ الَّتِـيْ ** بَيْنَ جَنْبَيْكَ كَـذَا فَيْـهَا ضَـلُوْلْ






كَيْفَ تَدْرِيْ مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى** لا تَقُلْ كَيْفَ اسْتَـوَى كَيْفَ


النُّزُوْلْ







جَلَّ ذَاتًـا وَصِفَـاتًـا وَعُــلا ** وَتَعَـالَـى رَبُّنَـا عَمَّـا تَـقُـوْلْ






********************




وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ





*************************************




*****************************




*******************




التعليقات (4)

وردالشام     

شكرا لكم وبارك الله بكم

المستغفر     

جزاك

الله

كل الخير أخي في

الله


الجود     


بارك الله بك
وجزاك الله خيراً
وجعله الله في ميزان حسناتك

كتاكيتو     

جزاكي الله كل خير