الاقتصادي زيد

22

1,390

خمس سنوات على إندحار الاحتلال وما زال القسام رائد الجهاد

خمس سنوات على إندحار الاحتلال وما زال القسام رائد الجهاد


القسام ـ خاص:
خمس سنوات مضت على الاندحار الصهيوني من قطاع غزة، وذلك بعد احتلال غاشم دام 38 عاما، قام فيها الاحتلال الصهيوني بأبشع الجرائم ضد أبناء شعبنا، وأقام خلالها المغتصبات والحواجز وذلك لإذلال أبناء شعبنا الفلسطيني.
ففي 18/ 8/2005م، ونتيجة لضربات المقاومة الموجعة ضد الجيش الصهيوني، والعمليات الاستشهادية داخل المغتصبات، وقذائف الهاون والصواريخ التي كانت تمطر المغتصبات ليلا ونهارا، أنهى الصهاينة اندحارهم وهروبهم من قطاع غزة بعدما ذاقوا الويلات وشتى صنوف العذاب من المقاومة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
لقد عودتنا كتائب العز القسامية على تنفيذ العديد من العمليات النوعية ضد الثكنات العسكرية الصهيونية وخاصة التي كانت تضرب الصهاينة من تحت الأرض بالأنفاق، فكانت أنفاق الجحيم جحيما على الصهاينة الجبناء المهزومين، مما دفعهم إلى الرحيل جارين أذيال الخيبة والهزيمة، وكانت أبرز عمليات القسام: محفوظة وثقب في القلب وبراكين الغضب والسهم الثاقب.
وقامت وحدة مكافحة الإرهاب في كتائب القسام في يوم الأحد السابع والعشرين من يونيو 2004 بنسف و تفجير الموقع العسكري الصهيوني الإستراتيجي الذي يقع على مفترق المطاحن "حاجز أبو هولي"، و الملقب بموقع "محفوظة" شمالي منطقة القرارة، و الذي يعتبر ثكنة عسكرية حصينة تشرف على حماية مرور المغتصبين والدوريات العسكرية في المنطقة.
وقالت الكتائب في بيان لها استطاع أبطالنا البواسل الوصول لعمق هذا الهدف وقاموا بتفجيره بكمية ضخمة من المتفجرات ذات القوة التدميرية الهائلة، وقالت إن هذه العملية أحد ردودنا على جريمتي اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين و القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ورداً على مجازر العدو الصهيوني المتواصلة بحق أبناء شعبنا.
وأكد البيان، على أن خيار الجهاد والمقاومة هو طريقنا لنيل كامل حقوقنا الفلسطينية الثابتة، وقال نقول لقادة العدو المجرم :"ستصل سواعد مجاهدينا لرقاب جنودكم وقطعان مستوطنيكم ولو كانوا في بروج مشيدة، وليس أمامكم إلا الرحيل عن كامل ترابنا المقدس أو تدفن ما تتبقى من أشلائكم فيه".

عملية حاجز المطاحن


ولم تكن عملية حاجز المطاحن هذه الأخيرة فعند ما كان يعرف بموقع "أورحان" العسكري عند مفترق "غوش قطيف" في قطاع غزة ، نفذ الاستشهادي عمر طبش ذاك الشاب الذي باع نفسه رخيصة في سبيل الله من أجل جنة عرضها السماوات والأرض، فهذه العملية النوعية كانت خاتمة لآخر يوم يغلق فيه حاجر المطاحن أبو هولي في القطاع ولتكون بداية الفرج للمواطنين الذين عبروا عن فرحتهم لمثل هذه العمليات التي تدك الصهاينة في حصونهم.
حيث قام الاستشهادي طبش في ساعات مساء ليلة الوقوف بعرفة يوم الثلاثاء 8 ذو الحجة 1425 هـ الموافق 18/1/2005م ، بتفجير حزام ناسف وسط مجموعة من ضباط الشين بيت مما أدى إلى مقتل ضابطٍين صهيونيّين وإصابة سبعة آخرين
وفي حينها ذكرت مصادر صهيونية أن أحد الضابطين قتل عند تنفيذ العملية وهو يعد أول قتيلٍ يخسره جهاز الاستخبارات الصهيونيّ منذ بدء الانتفاضة خلال عملية فدائية فلسطينية، وهو رابع قتيلٍ يخسره جهاز الاستخبارات خلال تأدية وظيفته، منذ عام 1980، كما أصيب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الصهيوني في قطاع غزة بجروح بالغة جداً جراء هذه العملية وأعلن عن وفاته سريرياً مساء الأحد الموافق 21/1/2005 بعد ثلاثة أيام من تنفيذ العملية.
وأكدت كتائب القسام في بيان لها أن العملية التي وصفتها ( بالأمنية الذكية ) في إطار ( صراع الأدمغة ) مع أجهزة المخابرات الصهيونية، حيث حققت كتائب القسام في هذا الإطار عدة نجاحات شهد لها العدو قبل الصديق، إضافة إلى أنه اختراق أعلى مستوى أمني في المؤسسة الأمنية الصهيونية ( الشين يبيت ) طعنة قوية في قلب الاستخبارات العسكرية الصهيونية ، وسجَل نقطة انتصار قسامي على الصعيد الأمني إلى جانب الانتصارات العسكرية في حرب الأنفاق .

براكين الغضب


عملية براكين الغضب التي نفذتها كتائب القسام وصقور فتح في يوم الأحد 12/12/2004، والتي لقنت العدو الصهيوني دروساً لم ولن ينسها في حياته وحياة الأجيال الأخرى، حيث كانت العملية البطولية المشتركة بين وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لكتائب القسام وصقور فتح، والتي تمكن فيها الأبطال من حفر نفق طويل وصولاً لأسفل موقع معبر رفح العسكري و تفجيره بطن ونصف من المتفجرات شديدة التدمير.
حيث اعتبرت الصحافة العبرية هذه العملية بالكارثة والمصيبة التي حطمت هيبة الجيش الصهيوني وأعتبرها الإرهابي أرئيل شارون بالضربة القاسية جداً، هي ليست الأولى من نوعها في تاريخ حرب الأنفاق التي تعتبر كتائب القسام رائدتها إلا أنها الأولى من حيث اشتراك القسام مع فصيل فلسطيني أكسب العملية وحدة القرار الوطني على أن ما دام المحتل يحتل شبراً من وطننا فليس له إلا الرحيل أو يدفن في تراب أرضنا.
وأدت هذه العملية حسب مصادر صهيونية رسمية إلى مقتل خمسة جنود صهاينة، بينهم ضباط، وإصابة ستة آخرين على الأقل، بجروح، إصابة أربعة منهم بالغة الخطورة، واعترف الكيان الصهيوني بعد العملية بالفشل الذريع لاستخباراته العسكرية بعد عملية رفح البطولية.
كما أدت هذه العملية النوعية إلى ارتقاء الشهيد المجاهد المؤيد بحكم الله خليل الأغا ابن صقور فتح من مدينة خانيونس إلى العلا، فيما عاد المجاهد القسامي إلى قواعده بسلام وقد اغتم سلاحاً صهيونياً ثقيلاً.
وفي مساء يوم الخميس 3 ذي الحجة 1425هـ الموافق13/01/2005، وفي إطار العمليات المشتركة نفذت كتائب القسام والفصائل الأخرى عملية أثرت بشكل كبير على الأمن الصهيوني وأجبرته بالتفكير ملياً بالانسحاب من قطاع غزة، فكانت العملية المشتركة بين كتائب القسام، وألوية الناصر صلاح الدين وشهداء الأقصى داخل معبر المنطار "كارني"، حيث قام ثلاثة من الاستشهاديين وهم محمود مجدي محمد المصري ابن كتائب القسام من بلدة بيت حانون، ومهند محمد عبد الرحيم المنسي ابن كتائب شهداء الأقصى من مخيم جباليا، وسمير محمد فارس جحا ابن ألوية الناصر صلاح الدين من حي الزيتون بالهجوم على ثكنة عسكرية في منطقة المنطار وأدى ذلك إلى مقتل ستة صهاينة وإصابة خمسة آخرين وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة.
وخلال العملية قام المجاهدون بتفجير عبوة تزن 40 كيلو غرام بالجدار الفاصل مع الصهاينة، ومن ثم تقدموا صوب الموقع ليلقوا عدداً من القنابل اليدوية ويشتبكوا مع قوات الاحتلال داخل غرف مبنى الإدارة المدنية الصهيونية لمدة ساعتين ليرتقوا بعدها إلى العلا بعد أن دكوا حصون العدو وقد كان ثلاثتهم صائمون .
وشددت الفصائل المنفذة للعملية في بيان مشترك لها، على أن العمليات المشتركة التي تنفذها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تعتبر مؤشراً على قناعة راسخة عند تلك الفصائل بأن الاحتلال الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة، وأن مشاريع التسوية كما أثبتت التجربة لن تسترجع أي حق من الحقوق الوطنية، بل إنها على العكس تعطي المحتلين شرعية اغتصاب الحقوق.

السهم الثاقب


أما عملية " السهم الثاقب" التي نفذت يوم الثلاثاء 25 شوال 1425هـ الموافق7/12/2004، لم تكن أقل خطورة على الأمن الصهيوني وعلى الكيان المغتصب حيث قامت مجموعة من مجاهدي كتائب القسام باستدراج مجموعة من القوات الخاصة ومخابرات العدو إلى النفق المتفجر شرق مدينة غزة في المنطقة الواقعة ما بين معبر "كارني" ومغتصبة "ناحل عوز" على بعد مئات الأمتار من الجدار الإلكتروني قرب المعبر .
واعترف العدو في حينها بمقتل جندي صهيوني وإصابة أربعة جنود آخرين، وصفت حالة اثنين منهم بأنها خطرة، فيما ذكرت كتائب القسام أن الخسائر البشرية في صفوف جنود الاحتلال أكثر مما اعترف به العدو بكثير، فيما زفت إلى الحور العين كل من المجاهد القسّامي مؤمن رجب محمد رجب، و الاستشهاد/ أدهم أحمد عايش حجيلة وكلاهما من حيِّ الشجاعية.
وأكدت كتائب القسام أنها حققت بهذه العملية انجازات عسكرية وأمنية, من خلال تحقيق اختراقات في صفوف جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية "الشاباك" وهذا يعد ضربة موجعة لهذا الجهاز ، ويسجل نقطة نجاح لكتائب القسام في إطار صراع الأدمغة .
وسيبقى قطاع غزة ورجاله الأبطال رمزا للعزة والكرامة، وبإذن الله ستكون غزة مقبرة لكل الغزاة المعتدين، وستبقى المقاومة عنوان النصر والتحدي، وحامية الديار والعباد.

التعليقات (1)

كتاكيتو     

مشكور أخي جزاك الله كل خبر