سمك تلفظه أمواج البحر
استيقظ ذلك الصياد قبل صلاة الفجر ليذهب إلى عمله المعتاد
توجه مباشرة إلى الشاطئ وركب قاربه الصغير
وجهز شباكه وبدأ في تجديف القارب ليتوجه إلى منطقة تتكاثر فيها الأسماك
وقبل أن
يظهر نور الصباح إذ به يتوقف ثم رمى بالشبكة على سطح الماء لينتظر برهة من الزمن
بحثا عن سمكات يكتبها له الله
وهناك ذلك الغواص الذي ارتدى بزته السوداء
اللامعة واتجه مسرعا إلى قاربه ليشغل المحرك وقد لبس جميع عدة الغوص متجها إلى
منتصف البحر ليرمي بجسده في أعماق البحار
هاهو ينظر من خلال نظارته على مختلف
أشكال وألوان الأسماك الذي معها كان يسبح الله ويهلل ويكبر حينما يرى ويلحظ التمايز
و الاختلاف بين كل سمكة وأخرى
إنه مازال يبحث ويبحث
بين الصخور وخلف الأعشاب
الكثيفة
لأنه يبحث عن سمكة معينه يتباهى حينما يريها لأقرانه من الغواصين
حيث أنه لا يريد سمكاً تقليدياً
هاهو يزداد غوصا في المحيط
لم يجد سمكته بعد
وفجأة
...................
لفتت نظره تلك السمكة
ذات الألوان الممتزجة مع بعضها تتلألأ حراشفها كأنها الماس يكسوها
وبريق عينيها
الصغيرتين كأنهما لؤلؤتان ركبتا تركيباً
ألوانها كألوان الطيف زاهية
وحركتها
الانسيابية أغرته بها أكثر فأكثر فهي تسبح بهدوء ودلال ، ويليق لها ذلك
جعل يسبح خلفها وهي تتجه يمنة ويسرة غير عابئة به فقد أخذ الحيطة
بأن لا يقلق سيرها كما أنه كان يخطط لأخذها فما أراد أن تهرب
وإذ بها تسكن إلى
جانب إحدى الصخور وحاول الاقتراب منها شيئا فشيئا إلى أن أمسك بها
قاومت قليلا
لكنها ما لبثت أن هدأت لأنها دخلت قفصه وصعد على السطح متباهيا بالنصر
نعم
إنها ملكه الآن
وعلى الجانب الآخر من الشاطئ كان هناك العديد من الأسماك التي
رفضت قانون ربها لتتمرد على سكنات البحر ومائه فاختلط جسدها بحبات الرمل
مهملة
وقد تناثرت في كل مكان
لقد حاولت تلك السمكيات المسكينة الخروج عن وضعيتها
التي خلقها الله عليها فإذ بها تجد نفسها وقد اختنقت من قلة الأوكسجين وما زاد
الطين بله حرارة الشمس القاتلة التي لا تحتملها أجساد تلك الأسماك الضعيفة فقد جفت
حراشفها وبدأت تتصاعد منها رائحة الموت
مسكينة تلك الأسماك البلهاء
مرّ على الشاطئ صبية
يلعبون وإذ بهم وقد بدؤوا يتقاذفونها حبة بعد حبه وجاءت أمهم تقول لهم
:
ابتعدوا
إنها تالفة قد تصيبكم بالأمراض
ثم مرت فتيات في عمر الزهور وإذ بهم قد انتبهوا
لألوانها وأشكالها ولكن ما لبثوا أن ابتعدوا عن تلك الرائحة التي خنقتهم
وأخيرا مر مجموعة شباب وقد لفت نظرهم ذلك التجمع والحشد عليها فوصلوا إليها
ولكنهم بدؤوا بالضحك على بعض
قائلا أحدهم : ما رأيك أن نأخذها لك لتطبخها وهي
فاسدة ..ألا ترى كيف سيكون طعمها رائعا
ويرد عليه الآخر :لم كل هذا العناء
خذها أنت وكلها نيئة وهو يتكلم بتقزز واضح ما رأيك برائحة الكساد مع الدم الفاسد - يا له من طعم
-
هذا هو حال تلك السميكات
فهل تقبلين أن تكوني سمكة
محفوظة في أعماق البحر يأتيكِ الآتي ليبحث عنك
!!
أم تريدين أن تكوني سمكة
تجذبين القادم حتى ما إن يصل إليك لينفر منك
!!
ذلك هو
حجابنا
أخيتي
ذلك هو الغطاء الذي يزيد مقدارنا ويرفع
شأننا
ذلك هو ديننا وفطرتنا التي فطرنا الله عليها
فلا تحاولي أن
تخرجي متمردة منه ليؤذيك الغير
تذكري أخيتي يوماً سنحتاج فيه إلى مايستر
أجسادنا وما نجد ذلك
تذكري أخيتي
أن الله لم
يلبسني لباساً إلا لأنه الخيرة لي و لك
تذكري أن أولئك الذين حاولوا إخراجنا
من قرار البيت ماهم إلا أذيال اليهود
فكوني كسمكة ذلك
الغواص بعيدة عن نظر الناظرين وعبث العابثين
دمتم الرحمــــــــــ بحفظ
ـــــــــــــــــــــــــــن
مميزة دائماً سلمت يداك
تسلم ايديك يا غالية
موضوع ممتاز
بارك الله بك
مشكورة موضوع جميل اهديه لكل بنت ملتزمة بديناها