الجنان عبر رمضان
قبل الإنطلاق
أخي الحبيب ..
قبل أن ننطلق في سباق الخير لهذا الشهر لا بد أولاً أن نستعد لهذا الشهر العظيم ، أي :
ما هي نفسية المسلم في الفترة القادمة
قبل رمضان؟
و بمعنى آخر
كيف سيستقبل قلبك رمضان؟
و هل قلبك مستعد لإستقبال هذا الخير الكثير؟ و أريد أن يسأل كل منا نفسه ..
كم من السنين مرت و نحن نصوم رمضان؟
منا من صام رمضان 30 سنة أو أقل أو أكثر، و لكن ما الذي تغير في أحوالنا؟
قد يكون السبب عدم إستعدادنا لإستقبال رمضان ..
و لذلك في هذه الدقائق نطوف حول الأسباب التي تعينك على الفوز بفضائل هذا الشهر..
حتى يكون أفضل من سابقيه إن شاء الله..
التوبة…. بداية الطريق
و إذا جعلنا الكلام السابق نصب أعيننا ، و إستشعرنا الحاجة الشديدة للفوز بشهر رمضان، فإن أول شيء يجب أن يفعله كل منا هو التوبة….
فالتوبة هي بداية الطريق الصحيح..
أنا أتعجب عندما تُذكر كلمة توبة و لا تهتز لها قلوبنا،
أنا أخشى عندما نسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لو بلغت ذنوبكم عنان السماء…."أن يكون هناك أناس قد بلغت ذنوبهم عنان السماء في هذا العصر من كثرتها و فُحشها و الإستهانة بها.
و لكن هناك أشياء أسوأ من المعاصي…
إنها الغفلة…يوجد رجال و نساء شغلتهم الموضة و المال و مشاكل الحياة عن الله تبارك و تعالى ..
أليست هذه الغفلة تحتاج إلى توبة؟
أليس القلب الساهي عن الله في حاجة إلى التوبة ؟
أليست العين التي لم تدمع منذ أشهر من حب الله و من جلال الله في حاجة إلى توبة؟
محتاجين نتوب من المعاصي ومن غفلتنا..
أحيانا يكون
صاحب الكبيرة النادم أحب إلى الله من
صاحب الصغيرة المصر عليها…
محتاجين نتوب
عن نعم ربنا التى تنزل علينا ليل نهار
و لم نؤدي شكرها..
محتاجين نتوب
عن عبادات قصرنا في تجميلها
و تزينها لله عز و جل
محتاجين نتوب
عن صلوات تأخرت عن مواعيدها ،
و سنن لم نؤدها…
كيف نستقبل رمضان و نحن لم نحدث هذه التوبة
و لم نحدِّث بها أنفسنا ؟
ليكن شعارك و أنت تستقبل تلك الأيام شعار سيدنا
موسى عليه السلام
و عجلت إليك ربي لترضى
أين العجلة إلى الله عز وجل…علينا أن نتبرأ من المعاصي و الذنوب لكي نبدأ رمضان و نحن عباد تائبين لله عز وجل..توبة يفرح بها الله عز وجل و يباهي بها ملائكته
…و إحذروا الغفلة..
فإن الغفلة أشد من المعصية
لأن العاصي يشعر بذنبه و يتألم من معصيته , و لكن الغافل مشكلته أنه لا يشعر أنه في مشكلة .
تعلم …كيف تحصي ذنوبك؟
يحدثنا القرآن عن التوبة ، فيقول الله عز وجل :"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة ، الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائماً يتهم نفسه بالتقصير ..
و في الأثر أن المؤمن يرى ذنوبه على قلتها كالجبل
يوشك أن يقع عليه…
و أن الكافر يرى ذنوبه على كثرتها كذبابة
يهشها بيده فتطير
كان سفيان الثوري أحد التابعين يحكي عن نفسه فيقول :
جلست يوماً أعدد ذنوبي فإذا بها 21 ألف ذنب، فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان
ب21 ألف ذنب، تقف بين يدي الله يسألك عن 21 ألف ذنب ذنباً ذنباً..ماذا تقول؟
والله ليسقطن لحم وجهك خجلا و أنت تُعرض قبائحك على الله .. ثم قال لنفسه يا سفيان هذا ما تذكرته من الذنوب، فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنت؟
ناس كثير تنام عن معصية و تصحى تنساها…
لكن يا ترى أتنسى عند الله أم لا؟
يقول ربنا سبحانه و تعالى :"أحصاه الله و نسوه"
ويقول عز وجل :
ووِضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون ياويلتنا ما لِهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً و لا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً.
و يقول الله عز وجل :
يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها و بينه أمداًٍ بعيداً
فقال سفيان :
والله لأستغفرن عنها ذنبا ذنبا
فقال: فجلست أتذكر سنةسنةمن عمري . حاول أن
تقعد مع نفسك و تتذكر ذنوب
السنوات الماضية، لأن من
المصائب أن نظن أن الذنوب التي تركناها قد غفرت..
ولكن الذنب لا يغفر إلا بتوبة…
لكن الذنوب التي تركتها لم تغفر بعد
لأنك لم تتب منها
جزاك الله خير اخي في الله
جزاك الله كل الخير أخي في الله
يا شباب
أنتم الأمل..أنتم النور القادم لهذه الأمة..كلنا نعقد الآمال عليكم..إحذروا أن تضيعوا رمضان فيضيعكم
ليلة القدر
أعظم ليلة في العالم كله...العبادة فيها خير من ألف شهر...أي أن الطاعة فيها =3000 في يوم عادي فهل من خائب يريد أن يخسرها ؟
مطلوب
أولاً :
أن تستشعر أهمية الفوز بهذه الليلة
ثانياً:
تفرغ نفسك من كل المشاكل و أن تتوجه بجسدك و قلبك و كل جوارحك إلى الله طالباً العتق من النيران
ثالثاً :
لا تدع للشيطان سبيل في أن يحرمك لحظة
واحدة من هذه الليلة في غير طاعة
متى هي؟
في العشر الأواخر .. في الليالي الوتر منها أي ليالي
21،23،25،27،29
الدعاء المأثور فيها
اللهم إنك عفو تحب العفو فإعف عني
أعظم صفقة
قال صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه
كيف تختم رمضان؟
في اللحظات الأخيرة و الأيام الخاتمة لهذا الشهر
نستشعر خطورة الدقائق و أهمية الثواني… و لذلك أنصحكم ببعض الأشياء في هذه الساعات…
أكثر من التوبة و إجعلها كل ساعة.. و ألح على ربك بالدعاء ..اللهم أعتق رقبتي من النار
لا تضيع وقتك في أحاديث جانبية أو زيارات أو خروجات أو فسح،إجعلها كلها للذكر و تلاوة القرآن و التهجد .
إحذر من الخروج لشراء لبس العيد في هذه الأيام، فهي أثمن من أن تضيع هكذا، و إشتري لبس العيد أول رمضان .
قلل من ساعات العمل بقدر المستطاع .. ولا تجهد نفسك أثناء النهار لتتقوى على العبادة بالليل .
رد المظالم لأهلها .. و إن كنت أذنبت في حق أحد فرد الحق له و إعتذر له، ولا تنهي هذا الشهر بأي مظلمة بينك و بين أحد .
حاول و إجتهد
أتم ختمة القرآن الخاصة بك مهما تكن الظروف و لا تترك منها شيء لبعد رمضان .
إصنع لنفسك برنامج ذكر في الساعات الأخيرة و ليكن
1000إستغفار،1000تسبيح،1000صلاة على النبي
إصنع لنفسك خلوة مع الله كل ليلة عشر دقائق
تناجيه و تتوب إليه و تسأله في هذه الساعات أن يمنحك عفوه و مغفرته و أن يمن عليك بالتوبة النصوح.
قف وقفة
مع نفسك و قلبك..ماذا حدث..
هل فزت أم خسرت..؟
لا يزال باق لحظات.. قد تكون بها رحمة من الرحمات إياك أن تيأس.. لو بقت دقيقة ففز بها..ربك يناديك
إن تابوا إلي فأنا حبيبهم
و إن أعرضوا عنى فأنا طبيبهم
الوداع
و الآن…جاء الوداع..وداع الكلام و الحديث
ووداع رمضان
الآن يوجد ثلاث أنواع من القلوب
قلب نائم :
وهو من فاته رمضان و لم يكتنز من خيراته و نفحاته، وهو أيضا لا يدري انه قد خسر
فهذا فلنبكي عليه
و قلب متألم حزين :
وهو من إجتهد خلال الشهر فأصاب أيام و تكاسل أيام، و عند ختام الشهر إستشعر بالخسارة على ما فاته و الندم على ما أضاع
فهذا فليبكي على نفسه
و قلب تأثر و تغير:
وهو من داوم على العبادة و أحسن إستغلال وقته و لم تلهه المشاغل عن حسن العبادة .. فهو في الختام من الفائزين و يوم القيامة إن شاء الله من الناجين
و هذا فلنبارك له
نسأل الله العظيم أن يختم لنا الشهر برضوانه
و العتق من نيرانه
فكان رسول الله في رمضان أجود من الريح المرسلة
فكرة
أول الشهر حدد بكم ستتصدق لا تتردد في الإنفاق .
شنطة رمضان
يمكن لك أن تقوم بعمل 30 شنطة رمضان و تخرج لكل يوم شنطة بها بعض المأكولات التي تحتاج إليها عائلة..
أنا و التراويح
إحذر من التهاون في التراويح ..فمحافظتك على هذه
الصلاة تضمن لك إن شاء الله أن يعتق الله رقبتك خلال
هذا الشهر
بشرى
من قام رمضان إيماناً و إحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه
إيماناً :
أي قرباً لله و إخلاصاً له. و إحتساباً :
أي رغبة في الثواب و طمعاً في الأجر.
ختمه جديدة
حافظ على الصلاة في مسجد يصلي بجزء يوميا…
و في النهاية تكون قد ختمت ختمة أخرى و لكن وأنت
قائم تصلي بين يدي الله.
يا مسلمة
إذهبي لصلاة التراويح في المسجد ولا تجلسي في البيت..فهذا الخير لك مثل ما هو للرجال.ولكن إحذري من التبرج
أنا و صلة الرحم
الرحم معلقة بعرش الرحمن تصرخ و تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني
فنحن أمة أساسها الرحمة ،فإجتهد أن تصل كل
رحمك خلال هذا الشهر .
تحذير
قال الرسول عليه الصلاة و السلام " لا يدخل الجنة قاطع رحم" .
قال الرسول عليه الصلاة و السلام " إن الرحمة لا تتنزل على قوم بهم قاطع رحم" .
كن سابقاً
ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها
هدف
في أول ليلة من ليالي رمضان..اكتب أسماء كل عائلتك.. وصنفهم حسب أولوياتك..
من ستصله بالزيارة ومن ستصله بالتلفون و من ستعزمه.
الكل لابد أن يجد منك تغير هذا الشهر ..لا تفرق بين أحد .
أنا و التلفزيون
في هذا الشهر أغلق التلفزيون أو على الأقل شفر القنوات غير المفيدة..هذا الشهر للعبادة و ليس للترويح عن النفس .
فكرة
إما أن تغطي التلفزيون تماماً و لا يفتح نهائياً ابتغاء مرضاة الله..
و إما أن تكتب ورقة و تضعها على التلفزيون و تكتب عليها
معطل لله عز وجل
و إما أن تحذف القنوات التي لا تنفع المسلم ..على الأقل هذا الشه .
تحذير
بنظرة واحدة..بدقيقة واحدة..
بمعصية واحدة..
قد يضيع منك هذا الشهر.. قد تضيع منك تلك المغفرة و العتق..لا تتردد.
أنا و الدعاء
أكثر من الدعاء في هذا الشهر..هناك أوقات مستجابة
للدعاء و هي
عند الإفطار، بين الآذان و الإقامة، بعد الصلاة،
في الثلث الأخير من الليل.
بشرى
قال رسول الله " للصائم عند فطره دعوة لا ترد "
أنصحك
رتب دعواتك من الآن .. حدد أولوياتك
إدعوا أولاً لنفسك، ثم لأسرتك، ثم لإخوانك، ثم
لسائر المسلمين
و لا تنسى الدعاء لأهلنا و إخواننا في فلسطين
و العراق و الشيشان وفي كل مكان .
كنز لا يفوتك
قال صلى الله عليه وسلم
ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله
إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم
أنا و الإعتكاف
كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف في رمضان العشر الأواخر ، إلا العام الذي توفي فيه اعتكف عشرين يوما..و هو سنة من سنن النبي صلى الله عليه و سلم
و له فضائل عظيمة ، و تأثير على قلب المؤمن لا يحدثه غير الاعتكاف.
آداب في الاعتكاف
الأصل هو الخلوة مع النفس و ليس الكلام مع الآخرين.. فقلل من كلامك في الإعتكاف
لا يصح أن يقوم الناس للتهجد و أنت نائم في خيمتك .
يفضل دراسة سورة من السور خلال فترة الإعتكاف، ويا حبذا لو حفظتها أيضا.
إياك و اللغو و النميمة والغيبة..إحذر أن تقع فيهم فيذهب إعتكافك هباءاً منثوراً..
لماذا الاعتكاف ؟
خلوة بينك و بين ربك.. تستغفره.. تسترحمه.. ترجوه و تسأله.. تحبه و تناجيه
زيادة في الإيمان من خلال المكث في المسجد و كثرة العبادة و الذكر و تلاوة القرآن
التخفيف من هموم الدنيا و مشاغلها.. لأن المعتكف يترك الدنيا كلها و يذهب لمناجاة ربه
لتقف مع نفسك وقفة .. تسألها كيف تسير و كيف تعيش؟ ما هي همومها و ما هي أهدافها ؟
فتصحح الفاسد منها و تنمو بالصالح من الأماني .
قالوا عن الإعتكاف
عجبا للمسلمين!! تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه و سلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز و جل
الإمام الزهري
أيها المشغول بالدنيا
إن لم تستطع أن تعتكف العشر ليالي فإعتكف سبع أو خمس، ولكن مهما تكن مشاغلك..إعتكف على الأقل آخر ثلاث ليالي.. و إترك شيئ لله.
نصيحة للنساء
أنتن مثل الرجال .. و عليكن مثل الذي على الرجال
فلا يفوتكن ثواب رمضان لأي سبب من الأسباب
إحذري المطبخ
ضياع رمضان قد يكون بسبب إعداد الطعام .. فإحذري من طول المكث في المطبخ .. جهزي الطعام بأي طريقة لا تأخذ وقت
صنف واحد يكفي في اليوم و ممكن صنفين ليومين
ممكن تتعاوني مع صديقة أو جارة ..هي تعمل الطعام يوم و أنت يوم .
لا تنسي نيتك و هي أن تفطِّري مَن في المنزل حتى تأخذي مثل ثواب صيامه.
إحذري التلفزيون
وقتك قد يكون أفضل من وقت الرجال .. فإستفيدي به في العبادة و الذكر و قراءة القرآن .. حاولي أن تنسي التلفزيون خلال هذا الشهر و إحذري أن تفوتك مغفرة ربك بسببه.
نصيحة للطلاب
اعلم أن وقتك ضيق.. و الإمتحانات على الأبواب…و اليوم قصير، و لكن سددوا و قاربوا.. إستعينوا بالله ليسهل لكم و اعلموا أن الأجر على قدر المشقة…
فبقدر مجاهدتك لنفسك
و محاولة التوازن بين المذاكرة و العبادة
يكون أجرك عظيم بإذن الله.
طبعاً هذا الكلام إذا صادف شهر رمضان أوقات الدراسة والإمتحانات
تذكر
أن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه كانوا يجاهدون في رمضان و كانت معارك بدر و فتح مكة و عين جالوت في نهار رمضان، ومع ذلك كانوا يتلون القرآن و يقيمون الليل و يتعبدون الله.
و الحل
ألا تفوت لحظة..ألا تتكاسل دقيقة
ألا ينشغل بالك بشيء.
توبة مالك بن دينار
مالك بن دينار من كبار التابعين يحكي توبته فيقول :
بدأت حياتي فاسقاً فاجراً ظالماً و كنت أعمل شرطياً أضرب الناس و أخذ منهم الحقوق و أشرب الخمر.
حتى جاءت ليلة فقلت لنفسي ليتني أتزوج ، فتزوجت فأنجبت طفلة سميتها فاطمة و كلما كبرت فاطمة كلما قل الشر في قلبي و كثر الخير في قلبي .
فلما بلغت ثلاث سنوات ماتت فانقلبت أسوأ مما كنت و لم يكن عندي من صبر المؤمنين ما يصبرني ، فعدت كأسوأ ما يكون، فقلت لنفسي لأشربن اليوم شربا أسكر منه سكرة ما سكرت مثلها قط .
فشربت وشربت حتى سقطت و أغمي علي ، فرأيتني يوم القيامة و قد جمعت الخلائق و أظلمت الشمس و سجِّرت البحار و إنشقت الأرض فخرج منها الناس كالفراش المبثوث و صارت الشمس تدنو من رؤوسنا فرأيتني أغرق في عرقي من شدة ذنوبي ثم سمعت المنادي ينادي
فلان بن فلان ، هلم للعرض على الجبار
فأرى فلان هذا اعرفه من شدة رعبه فتأتي الملائكة فتأخذه حتى جاء الدور علي، فسمعت إسمي ..
مالك بن دينار هلم للعرض على الجبار ..
فوجدت الخلائق تختفي فليس في الأرض غيري، ثم رأيت ثعباناً عظيماً سميكاً يفتح فمه يجري خلفي يريد أن يلتهمني ، فجريت والثعبان خلفي فرأيت رجل عجوز أمامي فقلت له أنقذني من هذا الثعبان، فقال لي أنا ضعيف ولكنإ جري في هذا الإاتجاه فجريت و الثعبان خلفي، فرأيت النار أمامي فقلت
أأنجو من الثعبان فأسقط في النار
فعدت مسرعاً و الثعبان خلفي يريد أن يلتهمني فعدت إلى الرجل العجوز و قلت له أدركني ،فبكى رأفة بحالي ، وقال لي أنا ضعيف لا أستطيع أن أنقذك و لكن إجرى في إتجاه هذا الجبل فجريت و الثعبان يكاد أن يقتلني ، فرأيت الأطفال يصيحون
يا فاطمة أدركي أباكِ..
فجاءت فاطمة فعرفتها و الثعبان سيأكلني ، فأخذتني بيمينها و دفعت الثعبان بشمالها فمضى، ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا و أنا أرتعد و قالت لي يا أبتِ
ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق
فقلت يا فاطمة ما هذا الثعبان؟ فقالت
هذا عملك السيء أنت أسمنته حتى كاد أن يقتلك
والشيخ العجوز
هذا عملك الصالح أضعفته فما عاد يستطيع أن ينقذك حتى بكى رأفة بحالك
يا أبتِ
ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فاستيقظت أصرخ من نومي أقول
قد آن يا رب.. قد آن يا رب..
فاغتسلت و خرجت إلى المسجد أبغي صلاة الصبح
فأدركت الإمام في صلاه الصبح يقرأ نفس الآية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ثم يقول
أيها العبد العاصي .. عد إلى مولاك ..
أيها العبد الهارب .. عد إلى مولاك..
أيها العبد الغافل.. عد إلى مولاك..
مولاك يناديك كل يوم بالليل و النهار يقول لك من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً
ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً
و من أتاني يمشي أتيته هرولا
من أنوار النبوة
قبل الكلام
الإنسان مكون من شيئين..روح و جسد، ولا بد لكي يعيش الإنسان أن يغذي الإثنين..يغذي الجسد.. بالطعام
و يغذي الروح.. بالعبادة
و التقوى في رمضان لا تأتي إلا بزيادة غذاء الروح
و تقليل جرعة غذاء الجسد.. و لذلك قال الله تعالى
(….لعلكم تتقون)
و الصيام يزيد مجاهدة النفس
ويقلل الشهوة
و كلما زاد غذاء الجسد قل غذاء الروح ..
فتقل التقوى
النور الأول
عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (أيها الناس قد أظلكم شهر كريم عظيم مبارك , شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر, جعل الله صيام نهاره فريضة و قيام ليله تطوعا ،من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه و من أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه
شهر الصبر و الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة و شهر يزداد فيه رزق المؤمن.. من فطر فيه صائما كان
مغفرة لذنوبه و عتق لرقبته من النار و كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ..
قالوا يا رسول الله : ليس كلنا يجد ما يفطر عليه صائم ؟! فقال صلى الله عليه و سلم : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو على مسقاة لبن وهو شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار)
لمحات من هذا النور
النافلة= فريضة، والفريضة =70 فريضة أي أن صلاة خمس صلوات في اليوم تساوى 350 صلاة في الأيام العادية.
بإفطارك لمسكين أو محتاج يوم واحد يمكن أن تعتَق رقبتك من النار.
أوله رحمة و الرحمة لا تأتي إلا بعد المعاصى و الذنوب، أي أن ذنوبك تمحى برحمة الله في أول عشرة أيام
..و إذا رحمك الله غفر لك في أيام المغفرة
..و إذا غفر لك أعتقك في أيام العتق .
النور الثاني
(إن في الجنة باب يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة فلا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال أين الصائمون
فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلا يدخل منه أحد)
لمحات من هذا النور
قوله (في الجنة) و ليس (للجنة) دليل على أن هذا الباب داخل الجنة ، و لا يدخل منه إلا من يريد الله.. فقد دخل أصحاب الجنة إلى الجنة و لكن هذه نعمة جديدة لهم .
قوله( فيدخل منه الصائمون) و هم فئة قليلة من أصحاب الجنة رغم أن كل أهل الجنة كانوا صائمين في الدنيا..و لكن المقصود هنا الصائمون بحق .
هذا الباب سمي باب الريان..أي للروي.. رغم أن كل أهل الجنة شربوا من يد النبي صلى الله عليه وسلم و لكن هناك فرق ..
الفرق أن بداخل هذا الباب تروى من كل شيء من كل ما حرمت نفسك منه في الدنيا..
النور الثالث
(إن الجنة لتتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان فإذا دخل رمضان قالت الجنة
اللهم إجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكاناً
فمن صان نفسه في رمضان فلم يشرب فيه مسكراً و لم يرمِ فيه مؤمنا ببهتان، و لم يعمل فيه خطيئة.. زوجه الله كل ليلة حورية من الحور العين ..
و بني له قصراً في الجنة من ذهب و فضة وياقوت، لو أن الدنيا جمعت في هذا القصر ما كانت فيه إلا كمربط عنز في الدنيا)
لمحات من هذا النور
الجنة تنادى: اللهم إجعل لي في هذا الشهر من عبادك سكاناً
و الحور العين تنادى: اللهم إجعل لي في هذا الشهر من عبادك أزواجاً
فكن ممن يفوز بالحور العين هذا الشهر .
أنت …ماذا ستفعل؟
ماذا ستفعل مع الصلاة في رمضان؟
ماذا ستفعل مع القرآن في رمضان؟
ماذا ستفعل مع التراويح في رمضان؟
ماذا ستفعل مع صله الرحم في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الدعوة في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الدعاء في رمضان؟
ماذا ستفعل مع الصدقة في رمضان؟
كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل شعبان قال
(اللهم بارك لنا في شعبان و بلغنا رمضان)
إنظر: النبي يطلب البقاء في الدنيا لماذا؟ حتى يبلغ رمضان و ذلك لعظمة رمضان
كيف تصوم؟ هل تحب أن تصوم صوم العوام أم صوم الخواص أم صوم خواص الخواص؟
إجعل هدفك أن تصوم على الأقل صوم الخواص….
و هذا لن يأتي إلا بأن تضع برنامج عمل للعبادة أو بمعنى آخر خطة…
خطة رمضان
لابد لكل من يريد الفوز برمضان أن يضع قبل أن يبدأ رمضان خطة بها أهداف وسائل لكل جزء من حياته، وألا يحيد مهما تكن الظروف عن هذه الأهداف
لابد أن تضع لنفسك أولويات..إحذر أن يفوتك قطار رمضان و أنت ما زلت في لهوك
و حرمانك ..
بهذا و بهذا فقط يمكن أن نفوز برمضان
تعالوا بنا نجول في الترتيب لهذا الشهر .. نحاول أن نفوز بحسناته و نقطف من ثماره..
و نحدد لكل منا ماذا سيفعل؟
أنا و الصلاة
قلنا من قبل أن الصلاة في رمضان لها وزن مختلف و أجر مختلف فالنافلة بفريضة و الفريضة بسبعين فريضة
مع النوافل
قال صلى الله عليه و سلم من صابر على اثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة
و قال صلى الله عليه و سلم من صلى في يوم و ليلة اثنى عشرة ركعة من غير الفريضة بني له قصر في الجنة.
و السنن المؤكدة هي2:
قبل الصبح،4 قبل الظهر و2 بعده، 2 بعد المغرب2
بعد العشاء.
مع الفرائض
الصلاة في المسجد=27 حسنة زيادة عن المنزل تصو ر كم من الحسنات يمكن أن تأخذه إذا صليت الصلوات في المسجد .
صلوات 5 *10 حسنات*70ثواب رمضان*27 بسبب الصلاة في المسجد*30 يوم=3 مليون حسنة
بسبب الصلاة في المسجد
تصور 3 مليون حسنة زيادة بسبب الصلاة في المسجد
هدف
المحافظة على الصلاة جماعة في الصف الأول و حضور تكبيرة الإحرام في الخمس صلوات.
أنا و القرآن
قبل البداية
لا بد أن تسال نفسك كم مرة سأختم القرآن هذا الشهر؟
قال رسول الله من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشرة أمثالها, لا أقول ألم حرف ، و لكن أ حرف و ل حرف و م حرف صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثواب تلاوة جزء
الجزء به تقريبا 7000 حرف 10 حسنات70 ثواب رمضان*30 يوم=147 مليون حسنةعند تلاوة جزء واحد لا يأخذ تلاوته
اكثر من 45 دقيقة في اليوم
أنا و الإنفاق في سبيل الله
عن عبد الله بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جواداً و كان أجود الناس في رمضان حيث يأتيه جبريل يدارسه القرآن …فكان الرسول صلى الله عليه و سلم
إحذر التراخي
يقول الله تبارك وتعالى
"إنما التوبة على الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب،فأولئك يتوب الله عليهم"
و المقصود بالجهالة هو الجهل بمقام الله و ليس الجهل بكون المعصية حلال أم حرام..
أي توبوا قبل أن تموتوا..توبوا قبل أن
تنسوا ذنوبكم
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
فسارع لتمحي
ذوبك فلا تتذكرها يوم القيامة.
يصف الله عباده المؤمنين فيقول"و الذين لا يدعون مع الله الهًاآخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما،يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا،إلا من تاب و آمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".
تخيل فاسق فعل كبيرة من الكبائر تتحول إلى حسنات!!!
تخيل مدى رحمه الله بعباده!!!فيحسد المؤمنون منذ نعومه أظافرهم الفاسق التائب..
يقول العلماء
إن اشد صراخ أهل النار ليس على ألم النار و ليس على ألم التعذيب،ولكن على ذنوب فعلوها و لم يتوبوا عنها
أتدرى إن لم تسرع بالتوبة ما هو البديل؟
البديل هو صراخ أهل النار..
بالله عليك..فلتسارع بالتوبة و أنت تقرا هذه الكلمات!! لماذا لا نعاهد الله عز وجل على أن نتبرأ من جميع ذنوبنا ؟؟الله يحثنا على الإسراع إلى التوبة فيقول"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين،الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله"
فهل لنا أن نسارع بالتوبة قبل
فوات الأوان؟
أين الإرادة؟
أين إرادتنا للتوبة قبل رمضان؟
والآن كيف سنستقبل رمضان ونحن على معاصينا و ذنوبنا و غفلتنا.. يقول الله عز وجل أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له من قبل أن يأتكم العذاب و أنتم لا تشعرون
تب يا أخي في الدنيا قبل أن تندم في الآخرة
أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و أن كنت لمن الساخرين،أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حيث ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و إستكبرت و كنت من الكافرين
إقرأ هذه الآية و تدبر معناها…قال تعالى والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما
يخاطبنا الله تبارك و تعالى بخطاب رقيق فيقول ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده
فأين إرادتنا للتوبة؟
قصص من التائبين
عابد بنى إسرائيل
جاء في الأثر أن رجلا من بنى إسرائيل عبد الله 20 سنة ، ثم عصى الله 20 سنة، فنظر يوما إلى وجهه في المرآة و قد رأى الشيب في رأسه فقال
يا رب أطعتك 20 سنة..ثم عصيتك 20 سنة..
أتراك تقبلني لو عدت؟
فوجد أن جرمه شديد، فنام على تلك الحالة فرأى
في المنام من يناديه…
عبدي أطعتنا فقربناك ، ثم عصيتنا فأمهلناك ..
و إن عدت إلينا قبلناك..
ولتعلم أخي الحبيب أن للتوبة ثلاثة شروط
الندم
الإقلاع عن الذنب
العزم على عدم العودة
والعجيب أن الثلاثة شروط متعلقة بالقلب، و لذلك
فكل إضطراب للقلب توبة، يقول عبد الله بن عمر من ألم بذنب
فاهتز قلبه و اضطرب
محي عنه ذنبه
انظر كم هو الأمر سهل و هين.
قاتل المائة نفس
كما جاء في الأثر أن رجلا قتل 99 نفسا، فذهب لراهب – أي رجل عابد ليس بعالم-
فقال له:هل لي من توبة؟ فقال له: ليس لك من توبة، فقتله فأكمل المائة…
ولكن نفسه ما زالت تحدثه بالتوبة..
فذهب فسأل عن أعلم أهل الأرض، فأخذوه إليه فقال هل لي من توبة و قد قتلت مائة نفس؟ فقال
ومن يمنع توبة الله عن عباده..
ولكن إخرج من الأرض التي أنت فيها فإنها بلد سوء و إذهب إلى الأرض الصالحة فان فيها أناس صالحون ، فقبض الله روحه في الطريق، فاختلفت فيه الملائكة ،
فقالت ملائكة العذاب إنه قتل مائة نفس..
و قالت ملائكة الرحمة إنه عاد إلى الله…
فاختلفوا فيه، فأرسل الله مَلكا يحكم بينهم فقال قيسوا بين الأرضيين فإلى أي الأرضين أقرب أخذه أهلها ، فقاسوا بين الأرضين فقربه الله إلى أرض الصلاح بشبر فقبضته.
وهكذا المبادرة إلى التوبة تنجي العبد مهما كانت معاصيه
حدث في الإسكندرية
حادثة حدثت في الإسكندرية في زماننا هذا…
كانت هناك سيدة صالحة طائعة لله عز وجل، وكانت تسكن أمامها سيدة متبرجة بعيدة جدا عن الله، ولكن المرأة الصالحة لم تقطع علاقتها بها.
ففي أحد المرات طلبت المرأة المتبرجة من السيدة الصالحة أن تذهب معها لشراء بدلة جينز فوافقت السيدة ولكن بشرط أن تأتي معها إلى درس دين ثم تذهب معها لشراء البدلة الجينز، فوافقت فذهبت إلى الدرس و كان يتحدث عن التوبة، فانتهى الدرس و إذا بالفتاة تبكي بكاءا شديدا ، وتقول
تبت يا رب..ارحمني يا رب…
أترى التوبة التى ترقرق القلب..
فقالوا كفاك بكاء هيا، فقالت لهم كيف أنزل و أنا بهذه الملابس؟ كيف أخرج إليه كيف سأقابله ؟
فآتوا إليها بعباءة و عندما خرجت من المسجد صدمتها سيارة فماتت إنظر إلى رحمة الله عندما يختار عبده
إنظر إلى التوبة كيف تورث حسن الخاتمة؟
أماته فأحياني
ويحكي شاب قصته فيقول
كنت شابا ضائعا مسرفا في المعاصي و كنت مسافرا من القاهرة إلى الإسكندرية و كعادتي كنت أشرب السجائر، أتناول الخمر، و فجأة حدثت حادثة أمامي ، سيارة اصطدمت بشجرة. فنزلتُ من السيارة مسرعا و ذهبت إلى السيارة الأخرى فوجدت رجل عجوز على مشارف الموت ،وكان صوت القرآن يخرج من السيارة ،فعرفت أنه رجل صالح.
فبدأت أجذبه من السيارة فقال أطفىء السيجارة،
إنظر إلى هذا الرجل
حريص على أن ينصح حتى وهو يموت
فيقول: ثم جذبته للخارج فشم رائحة الخمر مني
فقال لي :يا بني إني سأموت ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا صنع لكم ..أحدا معروفا فليكافئه، أو كما قال عليه الصلاة والسلام . وإني أريد أن أكافئك قبل أن أموت وإني لا أملك إلا النصيحة..
اتق الله.. وتب إليه
يقول الشاب: فسبحان الذي أماته ليحيني ..
وهكذا الكلمات الصادقة تحي قلب كاد أن يموت
توبة الغامدية
انظروا إلى الغامدية و إلى إرادتها للتوبة ..
كانت الغامدية صحابية جليلة و كانت متزوجة من صحابي و تعيش في المدينة المنورة، وتتربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد كل هذا تزني .
فذهبت إلى النبي فقالت: يا رسول الله زنيت و إني حبلى من الزنى، فأقم علي الحد، طهرني يا رسول الله فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إذهبي حتى تلدي .
فذهبت إليه بعد 9 شهور و قالت يا رسول الله طهرني ، فقال النبي الرحيم إذهبي حتى تفطميه، ثم تأتي للنبي بعد سنتين و معها الطفل وفى يده قطعة من الخبز يأكلها، ثم يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ويحمله و يقف في المسجد يقول: من يكفل هذا و يكون رفيقي في الجنة..؟
وتساق الغامدية إلى حيث ترجم، فترجم حتى تموت و يقف النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليها ، فقال عمر يا رسول الله أتصلي عليها وهي زانية؟ فيقول النبي :
ويحك يا عمر.. لقد تابت توبة لو قسمت على 70 من أهل المدينة لوسعتهم ..ألا يكفيك أنها جادت بنفسها لله ..
من
لديه هذه الإرادة في التوبة؟
من
ما زال مستعد أن يتوب عن ذنبٍ فعله منذ سنتين أوأكثر؟