اكبر مكتبه قصص اطفال
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اليوم جايبلكم اكبر مكتبه قصص اطفال <<<حق اخوانكم الصغار لووووووووول
تفضلوا
قطعة من حديد
كان أخوان اثنان ماضيين من الريف إلى المدينة، في الصباح الباكر، لبيع ما لديهما من خضر، يحملانها على ظهر حمار، وكانا قد اتفقا على أن يمتطي أحدهما الحمار في الذهاب، وأن يمتطيه الآخر في الإياب.
وفي الطريق، رأى الأخ الذي يركب الحمار قطعة حديدية صغيرة، فقال لأخيه الراجل: (التقط تلك القطعة، فقد نبيعها، ونستفيد بثمنها)، فأجابه أخوه: (أنا لا أكلف نفسي عناء الانحناء لالتقاط مثل تلك القطعة الصغيرة، فهي لا تساوي شيئاً، وما كان من الأخ الذي يمتطي الحمار إلا أن نزل، والتقط القطعة الحديدية، ومضى بها).
وفي المدينة، باع الأخوان ما لديهما من خضر، وهمّا بالرجوع إلى القرية، ولكن الأخ الذي التقط القطعة الحديدية ذكر القطعة، فعرضها للبيع، فباعها، بثمن معقول، اشترى به بعض الخوخ، ومضى الأخوان، الذي اشترى الخوخ يسير، والآخر يمتطي الحمار، كما اتفقا.
وكانت عودتهما في الظهيرة، وقد قوي الحر، وفي الطريق، أحس الذي يمتطي الحمار بشيء من العطش، فطلب من أخيه أن يعطيه خوخة واحدة، فرمى له الأخ بحبة على الأرض، فاضطر إلى النزول لالتقاطها، ثم عاد إلى ظهر الحمار، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش ثانية، فسأل أخاه أن يعطيه خوخة ثانية، فرمى له أخوه بحبة أخرى، فاضطر أيضاً إلى النزول لالتقاطها، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش ثالثة، ومرة أخرى رمى له أخوه بالخوخة إلى الأرض، فاضطر إلى النزول لالتقاطها.
ولما التقطها، ورجع إلى ظهر الحمار، سأل أخاه: (لماذا تعذبني، وترمي إليّ بحبة الخوخ إلى الأرض؟!)، فأجابه: (لو أنك كلفت نفسك مرة واحدة الانحناء لالتقاط تلك القطعة من الحديد في الذهاب، لما اضطررت إلى النزول إلى الأرض، ثلاث مرات، في الإياب، ولكان الخوخ كله معك).
قصة خالد وحبات التوت
كان خالد يزور جدته في العطلة الصيفية، وفي أحد الأيام، دعته ليذهب معها إلى السوق لشراء بعض الحوائج المنزلية، ففرح خالد بذلك فرحا عظيما، وفي وقت قصير كانا في طريقهما إلى السوق.
ودخلت الجدة إلى دكان البقالة فاستقبلها صاحبه بتحية حارة، فتقدمت منه الجدة وأخذت تطلب الحوائج التي تحتاج إليها، وكان خالد يجيل بصره هنا وهناك في الدكان، فيرى فيه كل ما لذ وطاب من الحلوى والفواكه، وكلها مرتبة ومعروضة بشكل جذاب، فهناك قناني الحليب، وصناديق الجبن والزبدة موضوعة في وعاء زجاجي كبير وعلى الرفوف كل أنواع العلب الملونة مرصوفة بطريقة رائعة.
وفي وسط الدكان كانت سلال الخضر كالجزر والفجل والقرنبيط، وإلى جانبها سلال الفواكه من كل ما تشتهيه النفس وتلذ له العين، لم يستطع خالد أن يدفع عنه كل هذا الإغراء لنفسه، فلم يشعر إلا ويده تمتد لتتناول حبة من التوت، وإذ به يسمع صوتاً من داخله يقول:
لا.. لا.. يا خالد إن عملك يعتبر سرقة، ليست الثمار لك، ولكن كان التوت شهياً، وكان خالد يحب التوت كثيرا، ولا يشبع حتى يأكل منه، وها هو الآن أمامه كميات كبيرة، فلماذا لا يأكل حبة واحدة منه ولهذا لم يسمع صوت ضميره، فمد يده وتناول حبة واحة وتذوقها، فكانت لذيذة جدا، فأخذ أخرى وكانت أيضا لذيذة.
وإذا كانت السلة ممتلئة، أخذ الحبة الثالثة والرابعة وأتبعها بالخامسة والسادسة، إلى أن أتى على كمية لا يستهان بها، وبينما هو مسرور بأكل التوت إذا به يسمع جدته تناديه بأن يستعد للذهاب، فقد اشترت كل ما أرادته.
فأسرع خالد يمسح يديه بثيابه، وينسل بين السلال إلى حين كانت جدته واقفة فسألته أن يحمل معها بعض الحوائج.
وفجأة نظرت الجدة إلى خالد وقالت له: (قف ياخالد وانظر إلي).
فتطلع إليها وحاول أن يظهر بمظهر البريء الذي لم يفعل شيئا خاطئا، فسألته:
(ما هذه العلامات السوداء التي أراها على وجهك يا خالد؟).
- أية علامات سوداء؟
- تلك التي أراها حول فمك، ليست سوداء تماما، بل هي سوداء تميل إلى الحمرة.
- لا أعلم.
- لقد أكلت توتا يا خالد.. أليس كذلك!
- نعم أكلت حبة أو حبتين.
- وأين وجدت التوت؟
- في الدكان.
- هل سمح لك صاحب الدكان بأكله؟
- كلا.
- إذن أخذته دون إذن؟
- نعم.
- إذن كنت ولداً شريرا يا خالد فإنني أخجل منك ومما فعلت.
لنرجع الآن إلى البيت، وهناك نعمل على حل المشكلة.
وفي البيت أجلست الجدة خالدا في حجرها، وأخذت تشرح له الخطأ في أخذ ما هو للغير ثم قالت له: أمامك الآن أمران لإصلاح ما ارتكبه من الخطأ وللتكفير عما تناولته من حبات التوت الحرام، أولهما أن تسال الله أن يسامحك على ما اقترفته من خطيئة، والثاني أن تعود إلى البقال، وتدفع له ثمن التوت).
فأجاب خالد باكيا: يسهل علي أن أطلب الصفح من الله، ولكن من الصعب علي الذهاب إلى البقال.
- أعرف أنه صعب عليك ذلك، ولكن هذا ما يجب أن تفعل، فأذهب إلى صندوق توفيرك الآن، وأخرج منه ما معك من نقود.
- هل أدفع من مالي الخاص ثمن التوت؟
- بالتأكيد هذا ما يجب أن تفعل.
- ولكن لن تبقى معي نقود غيرها.
- ذلك لا يهم، مع أنني لا أعتقد أن ثمنها يذهب بكل ما معك من نقود، إلا أنك يجب أن تدفع، ربما الثمن خمسة قروش.
- مسح خالد دموعه بظاهر يده، وسار وهو يمسك النقود بيده يقدم رجلا ويؤخر أخرى حتى وصل إلى الدكان، فدخل وقلبه ينبض خجلا، سأله البقال: لماذا رجعت؟
- هل نسيت جدتك شيئاً؟
أجاب خالد، كلا، أنا الذي نسيت.
- ماذا نسيت؟
- يا عمي! أرجوك.. أرجوك.
- نسيت أن أدفع لك ثمن التوت الذي أكلته، وقالت جدتي إن ثمنه خمسة قروش ولهذا أحضرت لك الثمن، ثم وضع خالد الدراهم على الطاولة ورجع راكضا، ولكنه سمع صوت البقال وهو ينادينه، ارجع يا خالد، ارجع قليلاً.
- رجع خالد ببطء كأنه ينتظر توبيخاً من البقال الذي قال له قد نسيت شيئا يا خالد( وناوله كيسا من الورق في داخله شيء.
- هو لك على كل حال، تأكله مع عشائك.
- ظن خالد أنه رأى دموعاً في عيني البقال، ولكنه لم يعلم السبب، ثم أطلق ساقيه للريح حتى بلغ البيت، وهناك قال لجدته:
- انظري ما أعطاني البقال، فرأت في الكيس قطعا من الشوكولاتة، ثم قالت: (أرأيت كيف سر البقال من أمانتك؟).
- هذا يا حبيبي، أفضل ما يجب أن يفعله الإنسان في حالة كهذه.
حوار من نوع آخر
دخل الطفل غرفته لينام وبعد خمس دقائق دار هذا الحوار بينه وبين والده المتعب:
الولد: بابا، بابا، بابا
الأب: ماذا هناك؟
الولد: لو سمحت أنا عطشان يا أبي، هل تستطيع أن تقدم لي كوب ماء!
الأب: لا، لا نم الآن.
مرت خمس دقائق أخرى
الولد: بابا، بابا، أرجوك قليل من الماء
الأب: قلت لك، نم الآن يا ولدي.
ثم مرت خمس دقائق أخرى
الولد: بابا، بابا، بابا!
الأب: ماذا؟
الولد: أنا عطشان، اعطني كوب ماء
الأب: قلت لك لا، وإذا طلبتها مرة أخرى سأقوم وأضربك على خدك.
بعد خمس دقائق من الانتظار عاد الولد إلى طلبه.
الولد: بابا، بابا
الأب: ماذا؟
الولد: إذا قمت لتعطيني ضربة على خدي، فأجلب لي كوبا من الماء معك!
سؤال وجواب
في امتحانات المرحلة الابتدائية
- سؤال: في هذه الجملة «سرق السارق تفاحات» أين الموضوع؟
- الجواب: «في السجن»
- س: ماذا نعني بالمياه الملوثة؟
- ج: هي تلك التي نستطيع وضعها في إناء!
- س: لأي غرض يستخدم جلد البقر؟
- ج: يستخدم لحماية جسم البقر بكامله!
- س: لماذا يملك القط أربعة أرجل؟
- ج: لكي يستخدم الرجلين الأماميين في الركض والرجلين الخلفيين للفرملة»
- س: من أول من بنى الخيمة في أمريكا؟
- ج: «كريستوف»
- س: المعلمة: عندما أقول أنا جميلة، فأي زمن يعني هذا؟
- ج: أجاب جميع الطلاب بصوت واحد «الماضي، يا أستاذة»
- سؤال: إذا كنت في السيارة وكان أمامك دراكتور وخلفك حافلة وعلى يسارك سيارة شرطة وعلى يمينك شاحنة وفوقك طائرة هليكوبتر، فما تفعل؟
- الجواب: أنا، أه، سأمسك بالمقود!
حوار
أستاذ الفلسفة يلقي محاضرة ويؤكد فيها
الأستاذ: الرجال الأذكياء يعيشون دائماً حالة شك، فيشكون في كل الأشياء. لا يوجد في العالم كله سوى الأغبياء الذين يعيشون حالة تأكيد، إنهم يؤكدون على كل شيء.
الطالب: هل أنت متأكد مما تقوله يا أستاذ؟
الأستاذ: نعم بالتأكيد!
الحلم والمستقبل
عامر وماهر أخوان يحب أحدهما الآخر حباً كبيراً.. وهما مثل صديقين متفاهمين منسجمين.. لا يتشاجران.. ولا يتخاصمان.
ماهر الأول في صفه دائماً.. وكذلك عامر. وهما لايفترقان إلا قليلاً عندما ينصرف أحدهما إلى هوايته الخاصة.
هواية عامر أن يتطلع إلى السماء ويتعرف إلى النجوم وأسمائها، ومواقعها، وأبراجها..
ويحلم أن يكون في المستقبل رائد فضاء.. بينما يبحث ماهر في الأرض وينقب عن حجر فضي مشع سمع عنه، وقالوا إن فيه معدنا نادراً، وهو يأمل في المستقبل أن يصبح من العلماء.
وبما أن الطفلين يعيشان منذ ولادتهما في منطقة اكتشاف وتنقيب عن البترول، وضمن مدينة عملية صناعية حيث يتوفر لها المناخ الطبيعي والعلمي فقد تعلق كل منهما بهوايته بتشجيع من الأبوين، وأصدقاء الأسرة من العلماء والخبراء.
وفي ليلة ربيعية، والسماء مشحونة بغيوم سوداء، والعاصفة توشك أن تهب رجع الطفلان من المدرسة متعبين، قال ماهر لعامر:
- أنت لا تنظر نحو السماء يا عامر.. طبعاً لن ترى نجومك وأبراجك من وراء الغيوم.
قال عامر:
- وأنت أيضاً تتعجل في مشيتك كأنك لا تهتم بما يصادفك من أحجار.
وضحك الاثنان معاً لأنهما يعرفان جيداً أن هذا ليس وقت الهوايات فالامتحان قريب، وعليهما أن ينصرفا للدراسة، ثم إن جو اليوم لا يساعدهما على ذلك.
وبعد أن انتهيا من دراستهما وذهبا إلى النوم كانت العاصفة قد انفجرت، فهطلت الأمطار بغزارة، وقصف الرعد، ولمع البرق، وحملت الريح الشديدة ذرات التراب الذي يهبط أحياناً على مثل هذه المناطق في الصحراء فيغطيها بطبقة كثيفة كأنها رداء من (الطمى) الأحمر. قفز ماهر وهو الأصغر إلى فراش عامر الذي كان يتابع ظهور البرق واختفائه، فضحك منه قائلاً:
- هل تخاف يا عامر من العاصفة؟.. أنا لاأعرفك جباناً.
ارتبك عامر وأجاب:
- لا.. ولكنني أشعر بالبرد.
فقال ماهر:
- لماذا لانتحدث قليلاً قبل أن ننام؟
قال عامر:
- حسناً.. أحدثك عن نجمي الذي رأيته مرة واحدة في الصيف الماضي ثم اختفى عني.
هل تتذكر تلك الليلة التي ذهبنا فيها مع بعض العلماء إلى الصحراء؟
أجاب ماهر:
- نعم أتذكر.. وهل نسيت أنت ذلك الحجر المشع الذي لمحته في أعماق تلك البئر البترولية المهجورة؟
وظل الإثنان يتحدثان.. حتى وجد عامر نفسه رغم العاصفة في قلب الصحراء.
المطر يبلله.. والهواء يقذفه كالكرة من جانب إلى آخر، والرعد يدوي بينما البرق يضيء له مكان نجمه الضائع فيصفق فرحاً وسروراً.
وكذلك وجد ماهر نفسه وقد تدلى بحبل متين إلى أعماق البئر، وقبض بيديه الاثنتين على الحجر الفضي، وهو يهتف: وجدته.. وجدته.. انه لي.
ورغم التراب الذي كان يتساقط فوقه وقلة الهواء فقد كان يحاول الخروج بعد أن حصل على حجره الثمين وهو مصرّ على ألا يفقده من بين يديه.
وهكذا ناما طوال الليل.. وعندما استيقظا وأخذ كل منهما يحكي للآخر ماذا رأى في الحلم، كان الأب يدخل غرفة طفليه ليطمئن عليهما. وعندما وجدهما صامتين حزينين تعجب مما بهما.
سأل عامر:
- هل تتحقق الأحلام يا أبي؟
وسأل ماهر:
- ألا يمكن العثور على أحجار فضية ثمينة ومشعة؟
ولأن الأب كان يعرف هواية طفليه فقد أجاب:
- إذا سعى أحدنا وراء أحلامه فلابد أن تتحقق.. ثم أن الطبيعة غنية جداً بعناصرها، ومعادنها، والإنسان يكتشف كنوزها كل يوم.
وهنا دخلت (سلمى) الصغيرة وراء أمها وهي تعانق دميتها وتقول:
- أنا لم أفهم شيئاً يابابا مما قلت.. ماذا قلت؟
أجاب الأب وهو يضحك:
- ستفهمين يوماً ما كل شيء.. كل شيء.
فراس والنّاَقة وولديها
فراس صبي صغير يرعى جمال القبيلة. كلَّ يوم يأخذ الجمال والنَّاقة إلى المراعي، وهناك يتركها ترعى من العشب والحشائش الخضراء، وتشرب من ماء العيون والآبار التي في الوادي، ثمَّ يعود بها في المساء.
وكانت أمُّ فراس تأخذ النَّاقة وراء الخيام، وترجع بعد لحظات تحمل إناءً كبيراً من الحليب، وتقول لإبنها: (شكراً لك يا فراس.. اخترت اليوم مرعيً جيِّدا، وأكلت الجمال والنَّاقة من العشب الأخضر حتَّى شبعت.. كنت بحقِّ راعياً طيِّباً يا فراس).
وفي بعض الأحيان كان فراس يكسل عن المشي الطَّويل، ولا يأخذ الجمال والنَّاقة إلى الوادي البعيد الذي به العشب والماء، ويربطها إلى نخلة قريبة، ثمَّ يجري ويلعب مع أصحابه، وعندما يعود في المساء تأخذ أمُّه النَّاقة كالعادة خلف الخيام ثمَّ ترجع ومعها إناء اللَّبن وتصيح في إبنها غاضبةً: (فراس.. لقد كنت اليوم تلعب، ولم ترعى الجمال والنَّاقة كما يجب.. أنت مهمل - يا فراس - وتستحقُّ العقاب).
كان فراس يحزن لغضب أمِّه، وكان يفكِّر كثيرا ويقول لنفسه: (كيف تعرف أمِّي الحقيقة دائماً؟ كلّ يوم تأخذ النّاقة خلف الخيام، وتبقى معها قليلاً، ثم تعود لتشكرني أو لتلومني أو تعاتبني.. لا بدّ أنّ في الأمر سرّا.. ليس هناك غير النّاقة.. فهي التي تحكي لأمّي كلّ شيء، وتخبرها كلّ يوم بما فعلت.. لكن!.. هل تعرف أمّي لغة النّاقة حقا؟ إنّ هذا أمر عجيب)!
ولم يكن فراس يسكت.. بل كان ينتقم من النّاقة، فهو يعرف جيدا ما يضايقها.. كان فراس يخفي عن النّاقة ولدها الجمل الصغير.. فتحزن النّاقة وتبكي، وتمتنع عن الطعام.. إلى أن يعيد لها ابنها.
ذات يوم.. جاء ضيوف من قبيلة أخرى، وأراد أبو فراس أن يكرمهم. نادى الأب فراسا، وطلب منه أن يحضر الجمل الصغير ابن النّاقة ليذبحوه ويطعموا الضّيوف. حزن فراس وبكى بشدّة، وقال لأبيه: (لا - يا أبي - أترك الجمل الصغير، فأنا أحبه ولا يمكنني أن أستغني عنه. اذبح أمّه النّاقة بدلا منه.. فهي تستحق الذبح، لأنها تخبر أمي كل يوم بما أعمل لتعاقبني).
سمعت الأم كلام ابنها، وقالت له وهي تضمه إلى صدرها: (لا يا بني.. النّاقة لا تقول لي شيئا، ولكني أعرف الحقيقة من لبنها، فإن أنت رعيتها جيدا، وسرت بها إلى الوادي حيث العشب الأخضر الطري والحشائش الخضراء امتلأ ضرعها وأعطتنا حليبا كثيرا، أما إذا أهملتها وكسلت، وفضلت اللعب مع أصحابك وتركت النّاقة بلا مرعى، عادت إلي بحليب قليل.. هل فهمت الآن - يا بني - كيف أعرف ما تفعله كل يوم؟)!
ابتسم فراس وقال: (ما أظلمني! لقد كنت أسيء معاملة النّاقة طوال هذه المدة واتهمها بالباطل)! فقال الأب (والآن.. أسرع يا بني، وأحضر الجمل الصغير حتى نذبحه ونطعم ضيوفنا، وإن شاء الله، فسوف تلد لك النّاقة جملا صغيرا أجمل منه).
كان فراس يتألم وهو يسوق الجمل الصغير إلى أبيه، لكنه كان يدرك كذلك أنّ إكرام الضّيف واجب، وأن قبيلته يجب أن تظل رافعة الرّأس بين جاراتها القبائل .
الهر زعفران
نعم، إنه القط زعفران، إنه هر صغير لكن عنده مشكلة..
ميو.. ميو.. ما هذا؟ أنا في حالة لا تطاق. الجميع يزعجونني ويثيرونني. أقترب من رفاقي الهررة فيبتعدون عني ولا يريدون أن يشتركوا معي في ألعابهم.
قالت أمه: هل تعرف يا زعفران لماذا لا يريدك رفاقك أن تلعب معهم؟
لا. لا أعرف ولا أريد أن أعرف.
على العكس، يجب أن تعرف يا زعفران. لعلّك تحسّن من تصرفاتك.
حسنا، لماذا لا يريدون أن ألعب معهم؟
لأنك سريع الغضب، لا تقبل المزاح، ولا تتغاضى عن الأخطاء التي يعتذر لك رفاقك من أجلها إذا ما بدرت منهم.
لا أدري.لا أدري. أنا هكذا دائما. هذه هي طباعي.
عليك أن تغيّر هذه الطباع.
لا أقدر،لا أقدر، حبّذا لو أقدر!
جرّب يا زعفران. حاول يا صغيري.
ازداد سلوك القط الصغير زعفران سوءا، وازدادت شراسته، وصار يضرب إخوته من دون سبب مقنع، ويرفض نصيحة أمه وأبيه.
- مواء مواء مواء مواء مواء
لماذا؟ لماذا؟ لماذا يا زعفران تضرب إخوتك القطط الصغيرة؟
لا أطيقها ، لا أحبها.
إنك بتصرفك هذا يا بني جعلت الجميع يبتعدون عنك.
لمست ذلك يا أبي، حتى أمي ذاتها لم تعد تحكي لي حكايات المساء المسلية. وإخوتي صاروا يتحاشون الاحتكاك بي حتى لا أثور.
إذن يجب أن تفعل شيئا.
ماذا أفعل يا أبي؟ إنني أشعر وكأنني أعيش في عزلة، وأشعر وكأني أنكفئ على نفسي..
اسمع يا زعفران، يا صغيري العزيز.. يجب أن تجد حلاً لمشكلتك.
ساعدوني. ماذا أفعل؟
فكّر. فكّر في الأمر يا بني. فكّر، فكّر. ماذا عليك أن تفعل يا زعفران؟ ماذا عليك أن تفعل؟
قالت الأم: إنه يجهد نفسه ويفكر.
وقال الأب: يحكّ رأسه لعله يجد الحل .
آه.. يا أمي؟ هه! وجدت الحل يا أمي. وجدته.
صاح الأب: ما هو؟ ما هو الحل الذي وصلت إليه؟
أجاب زعفران: أعاهد نفسي أن أظل يوما كاملا من دون غضب. لا أثور على أحد مهما كانت الأسباب .
مواء مواء..
الأب: هذا قرار عظيم.
الأم: حاول من الآن.
وفي اليوم التالي نهض القط الصغير زعفران من فراشه وأطلّ من النافذة.
ميو.. ميو.. أوه السماء ملبّدة بالغيوم الداكنة. ولكن مهلا، مهلا يا زعفران. ليس هناك ما يثير غضبك. فقد عاهدت نفسك على ألا تثور، ولذا إنني لن أثور أبدا بل سأضحك. ميو. ميو.
وتوجّه القط زعفران إلى مائدة الطعام ليتناول الفطور. فمدّ يده ليتناول إبريق الشاي ليصبّ منه في الفنجان.
أوه. الشاي بارد. ما لك؟ ما لك يا زعفران؟ لا تفقد أعصابك. لقد عاهدت نفسك على ألا تثور. أفضل شيء هو أن أذهب إلى المطبخ وأسخّن الإبريق من جديد. اضحك. اضحك يا زعفران. ابتسم. هيء هيء. ميو ميو.
وحين استعد زعفران لمغادرة المنزل إلى المدرسة وجد حقيبته مفتوحة وكتاباً منها قد تمزّق غلافه.
قال زعفران: هذا شقيقي الصغير! يا له من هر خبيث. ولكني لن أثور. سأكبت غضبي، وسأعيد تغليف الكتاب اليوم عندما أعود من المدرسة. وسيكون الغلاف زاهيا جميلا.هيء. هيء. ابتسم يا زعفران، لا تغضب.. ميو. ميو.
قالت الأم: هل تسمعني يا زوجي العزيز؟
ماذا تريدين أن تقولي يا زوجتي المحترمة؟
ابنك زعفران كان اليوم على غير عادته.
كيف؟ يضحك، كيف؟ صحيح كيف؟
تصور! تصور أنه مضى إلى المدرسة. سار في الطريق وهو يتأمل التلاميذ والناس وهم مسرعون إلى مدارسهم وأشغالهم. كنت أراقبه من بعيد. كان يبتسم فرحا وقد امتلأ قلبه بشعور ممتع، وهو يقول: يا له من صباح جميل! ويغني.
قال الأب: صحيح؟ صحيح؟هذه أخبار جميلة، أخبار جميلة عن زعفران.
وقالت الأم: وأكثر. عند مدخل المدرسة اصطدم زعفران بتلميذ يركض وآلمته الصدمة، ولكنه ضغط على نفسه ولم يغضب، بل قال: عفوا يا صديقي. أنا آسف.
ولكن . كيف عرفت كل ذلك؟ لحقت به ورحت أراقبه من بعد. تصوّر أنه أمضى كل الصباح مبتسما ولم يتذمر أو يغضب رغم أن الأستاذ وبخه لأنه لم يكتب الوظيفة. فاقترب من الأستاذ وقال: عفوا يا أستاذ! أرجو أن تسامحني! وبقي زعفران سعيدا.
الأب والأم يضحكان: ميو. ميو. ميو.
هذا هو زعفران مقبل. إنه مسرور جدا وقد شعر الأصدقاء بتغير سلوك صديقهم، فأقبلوا عليه يداعبونه ويمازحونه. وكان راضيا يبادلهم المداعبة والمزاح بروح مرحة. وعاد إلى البيت فيما كانت أمه في المطبخ تعدّ الطعام.
أهذا أنت يا زعفران؟ قالت الأم.
نعم يا أمي! طاب نهارك.
شكرا يا صغيري.
أمي، هل تريدين أية مساعدة؟
تريد أن تساعدني يا زعفران؟
نعم يا أمي، اطلبي وتمني.
هذا تصرف رائع. تصرف ممتاز يا صغيري تستحق عليه كل تهنئة.
أمي.
نعم يا صغيري.
هل تعلمين يا أمي أن الحياة تكون ممتعة جدا حين أكون مبتسماً ومزعجة جدا حينما أكون غاضبا.
تعجب الأب وقال: هاه! ماذا تقول يا زعفران؟
أقول لأمي أني أجد الحياة ممتعة جدا حين أكون مبتسما ومزعجة جدا حين أكون غاضبا.
نعم.. نعم.. هذه هي الحقيقة. هذه هي الحقيقة يا ولدي. ها.. وماذا قررت أن تفعل الآن؟
لن أغضب بعد الآن. بل سأبقى مبتسما وأواجه كل شؤون الحياة برفق وروية وابتسامة.
بارك الله فيك من ولد عرف طريق الحياة .
من نوادر جحا
- راح جحا يبيع حماره.. رجع الحمار ومعه ۱۰دينار
ما بحت بسري.
- سألوه يوماً: هل تعرف أحداً يحفظ الأسرار في البلدة؟ فأجابهم: حيث أني علمت بأن صدور الخلق ليست بمستودع فلم أبح بسري لأحد حتى الآن.
- كان يوماً راكباً جملاً فأخذ يسف سويقاً (وهو الدقيق الممزوج بالسكر) وكان الهواء شديداً، فكلما وضع شيئاً في فمه يتطاير ولا يدخل جوفه شيء منه، فسأله رفيق له: ماذا تأكل؟ فأجابه: ما دامت الحال على ما ترى فلا شيء.
- كان يوماً ضيفاً عند أحدهم، فتأخر قليلاً، فتعشى صاحب الدار ظاناً أن جحا تعشى أيضاً، وجاء جحا فسامره ولاطفه وأمضى معه هزيعاً من الليل، ثم دخل أصحاب الدار للمنام بعد أن قالوا للشيح (تصبح عل؟ خير خذ راحتك) وكان الخادم قد أعد له فراشاً نظيفاً جيداً وذهب. ولما خلا الشيخ بنفسه جاع وأراد النوم فلم يقدر، فأخذ يجول في الغرفة فلم يفده ذلك واشتد عليه الجوع، فتقدم من الباب الداخلي وقرعه، فرد عليه من الداخل: ما هذا؟ ما هذا؟ فأجابهم مسترحماً: أني عصامي وفراشكم الواطئ حرمني النوم فهل لكم بشلتة اجعلها فراشاً وأخرى لحافاً ووسادة حتى أنام بهناء وراحة ولكم الفضل؟
- سلمه يوماً أحدهم علبة مغلقة وقال له أرجو أن تحفظها إلى أن أعود. ومضت بضعة أيام ولم يحضر الرجل، فقال جحا: عجباً! ماذا تحتوي هذه العلبة؟ ثم فتح الغطاء فوجد فيها عسلاً مصف؟ من أجود ما يكون فسال لعابه وغمس إصبعه ولحس.. فأعجبه، فصار كلما دخل وخرج لعق لعقة وينتحل أسباباً ليدخل إلى المكان الموجودة فيه العلبة إلى أن لم يبق فيها شيء، فأخذ حفنة ذرة ورشها في أسفل العلبة. وبعد مدة حضر صاحب العلبة وطلبها فناوله إياها بكل فتور فوجدها خفيفة ففتحها فلم يجد فيها شيئاً من العسل فقال له: أين العسل؟ فأجابه الشيخ: لا أنت تسألني ولا أنا أتكلم.
- غافل بعضهم الشيخ يوماً وأخذوه شاهد زور للمحكمة. فأدعى المدعي على خصمه بحنطة. فأحضروا الشيخ وسألوه فشهد بشعير، فقالوا له: غلطت فكان يجب أن تقول حنطة. فأجابهم: أيها الجهلاء طالما الشهادة كاذبة فالحنطة والشعير سيان.
- ضاعت دجاجة الشيخ فأتى بخرق سوداء وربطها في أعناق الفراريج وتركها، فقالوا له، ما هذا؟ فقال: حزنوا على موت أمهم!
العصفورة وفراخها
تعوّدت اليمامة الرّمادية على زيارة حافّة الشّباك في صفّ طارق لأنّها شعرت بالأمان وبمحبّة الصّغار لها واهتمامهم بها. فهُم يحملون إليها الطّعام يوميا.
وفي هذا اليوم، عندما عاد الصغار إلى صفّهم بعد انتهاء فسحة السّاعة العاشرة، فوجئوا باليمامة داخل الصّف. لقد رأت بعض الخبز على الأرض، فتشّجعت وقفزت إلى الدّاخل لإلتقاطها، فأسرع طارق وأمسك بها مُحقّقا بذلك أمنيته بأن يتحسّس ريشها النّاعم. وتحلّق الرّفاق حول طارق وكلّ منهم يحاول أن يأخذ اليمامة منه، وهي تضرب بجناحيها محاولةً التّخلص من يد طارق.
قالت المُعلّمة بحزمٍ: دعها يا طارق.
تَرَك طارق اليمامة، فطارت مُبتعدةً عبر النافذة.
تابعت المُدَرّسة قائلةً: أنتَ فتى طيب يا طارق، وكذلك كلكّم طيبون، والإنسان الطّيب لا يؤذي، بل يجب أن يكون رحيما مُحبا يشفق على الضّعيف ويساعد المُحتاج، ولا يغدر بمن يطمأنّ إليه. والحيوانات والطّيور مخلوقات ضعيفة. وهذه اليمامة قد لجأت إلينينا واطمأنّت فلا يصحّ إخافتها.
قال طارق: أنا لم أقصد إخافتها أو إيذائها.
فأجابته المُعلّمة: لا بأس عليك يا طارق. اسمعوا يا صغاري هذه القصة التي جرت مع رجلٍ حكيمٍ.
كان الحكيم جالسًا بين أصحابه فجاءه رجل يلبس عباءةً وفي يده شيء يخبّئه في طرف عباءته، وقال: يا حكيم، كنت أمرّ بقرب مجموعةٍ من الأشجار فسمعتُ أصوات فراخ طير، فأخذتها من عشّها ووضعتها في عبائتي، فجاءت أمّ الفراخ وحامت فوق رأسي، فكشفت عباءتي عن فراخها الصّغار فحامت الأم فوق الفراخ ثم جلست فوقها فلففتها في عباءتي وها هي معي.
فقال الحكيم: ضعها هنا على الأرض.
فلمّا وضعها الرجل، كشف الحكيم الغطاء عنها، فرفضت الأم فراق صغارها، فقال الحكيم: أتعجبون لرحمة أمٍ بفراخها؟
قال أصحابه: نعم.
قال الحكيم: إنّ الله أرحم بعباده من أمّ الفراخ بفراخها. ثم أمرَ الرجل أن يرجع الفراخ وأمّها إلى حيث كانت.
قال طارق: أنا آسف فعلاً، ولكن هل ستسامحنا اليمامة؟ هل ستعود إلى حافّة صفّنا كعادتها؟
اتّفق الصغار مع المعلمة على إعادة الطّمأنينة إلى اليمامة الرّمادية، وقنِعوا بصداقتها لهم من بُعدٍ. فتابعوا وضع الحَبّ والخبز لها ووضعوا لها وعاء ماء لتشرب.
ويومًا بعد يومٍ عادت اليمامة تحطّ قليلاً، تنقر من الحَبّ ثم تطير. ولم يحاول أحد من الصغار أن يقترب منها حتى لا يخيفها، فأَلِفَت اليمامة هذا المكان واطّمأنّت إلى أصدقائها. ومع اقتراب موعد عطلة الفصل الأوّل شغل فكر طارق ورفاقه سؤال هام: مَن سيهتّم باليمامة أثناء غيابهم؟ وإذا افتقدت اليمامة الطعام الذي كانت تجده على حافة شبّاك صفهم فهل تعود إليه؟
اقترحت المعلمة على الصّغار أن يحضروا كميةً من الذّرة تكون مؤونةً لليمامة طيلة غيابهم، على أن يتولّى العَم محمود، حارس المَدرَسَة، رشّ الحَب يوميا لها على شباك صفّهم. وهكذا، وقبل مغادرة الأولاد المدرسة، توجّهوا مع المعلمة إلى العم محمود ليشرحوا له الأمر. استمع العم محمود إلى طلب الأولاد ثم قال، وقد ترقرقت الدّموع في عينيه: يا الله كم أنتم من الطّيبين أيّها الصغار، وأطمئنكم بأنّني لن أنسى أبدًا أن أرشّ الحَب لليمامة، وسأرشّه لها مرّتين في اليوم، صباحًا وبعد الظهر.
وشكرت المُعلّمة والأولاد العَم محمود، وودّعوه.
(ما رأيكم بصنع بيتٍ لليمامة؟)
اقتراح تقدّم به طارق ولاقى التّرحيب من الرّفاق والمعلمة، فأقبلوا على تنفيذه بنشاطٍ في ساعات الرّسم والأشغال اليدويّة. أسبوع مرّ وأصبح البيت جاهزًا. إنّه مصنوع من علبة بسكويت كرتونيّة، ومُلوّن بألوانٍ زاهيةٍ حمراء وصفراء، وقد جعل له الصّغار بابا مفتوحا. ووضعوا البيت على حافّة الشباك وبداخله قشّ وذرة وقمح.
أخذت اليمامة تتردّد على البيت الصغير، تنقر من الحب وتطير. وشيئًا فشيئًا أَلِفَت اليمامة بيتها الجديد، بل أصبح زوج حمام يتردّد على حافة الشباك، وبدأت اليمامة تبني لنفسها عشا في البيت الجديد. فسعد الصغار بالبيت الذي صنعوه لليمامة، وبتردّد زوج اليمام معًا على شبّاك صفّهم.
ويوما اكتشف الصغار ريشا رماديا متناثرا على حافّة الشّباك، والذّرة لا تكاد تنقص شيئا. قلق الصغار على صديقتهم اليمامة، وبخاصةٍ عندما لاحظوا ضمور جسمها وميله إلى الهزال بعد أن كان ممتلئًا. تساءل طارق قائلاً: أهي مريضة؟ أجاب مالك: أظنّها صائمة. سلحفاتي تصوم كلّ سنة.
المُعلمة: لا. اليمامة ليست صائمة، إنّها فقط تبدّل ريشها كطبيعة الطّيور في مثل هذا الوقت من كلّ عامٍ. وهي مثل كلّ الطيور، يقلّ أكلها في هذه المرحلة..
الصّغار واليمامة
لم يدم انتظار الأولاد طويلاً، فبعد ستّة عشر يومًا من احتضان اليمامة للبَيض، فوجئوا برؤية فرخين صغيرين في العشّ يغطّي جسميهما زغب رمادي. راقب الصغار اليمامة وهي تحتضن الفرخين تحت جناحيها، أو تطعمهما الحَب بمنقارها. وأعجبوا بها وهي تهمّ بالدفاع عنهما كلّما خَطَر للصّغار الإقتراب من العش، وقد شارك الوالد الأم في العناية بالصّغيرين، بإطعامهما أو بالدّفاع عنهما أو بتدريبهما على الطّيران عندما قوّيت أجنحتهما. لم يملّ الأولاد تأمّل زوج اليمام والفرخين الصغيرين، وأصبح الفرخان الصّغيران شغل الأولاد الشّاغل. وقد دفعتهم الرّحمة بهما إلى زيادة كميّة الحَب التي يحضّرونها يوميًا، وإلى تنافسهم في ملء وعاء الماء وتنظيف العش. لكن مشكلةً كبيرةً بدأت تواجههم: فعطلة الصيف التي اقتربت حَمَلت طارقًا على التّساؤل: تُرى هل أستطيع أن آخذ الفرخين معي إلى البيت فأضعهما في قفصٍ وأعتني بهما؟
إعترضت المعلمة قائلة: لا يا طارق. الصّغيران بحاجةٍ إلى أمّهما وأبيهما لتعليمهما كيف يأكلان، ولتدريبهما على الطيران. كما إن اليمام يحبّ الحريّة ولا يعيش في قفصٍ طوال الوقت.
ولكن مَن سيهتم بهما؟ مَن يضع لهما الماء والحَب كلّ يومٍ؟
سنطلب ذلك من العَم محمود، كما فعلنا سابقًا، أتذكرون؟
أخاف أن ينسى العم محمود ذلك، فتترك اليمامة حافّة شبّاكنا ولا تعود إليه أبدا.
لتكن مشيئة الله يا أولادي.
وغادر الأولاد المدرسة لقضاء عطلة الصّيف وفي أذهانهم سؤال: أتراهم سيعودون ليجدوا اليمامة وفرخيها الصّغيرين على حافّة شباك الصف، أم تراها ستغادر المدرسة لتبحث عن الرّزق في مكانٍ آخرٍ يسوده الأمن والسلام؟!
جحا والحمار
ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل ومشى وسحبه وراءه، فتبعه لصّان، وحلّ واحد منهما الحبل ووضعه حول عنقه وهرب الآخر بالحمار وجحا لا يدري، ثم التفت خلفه فوجد إنساناً مربوطاً في الحبل فتعجب وقال له: أين الحمار؟ فقال: أنا هو، فقال جحا: وكيف حصل هذا؟ قال اللص: كنت عاقاً لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً. فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي ممسوخاً حماراً فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي اشتريتني منه، والآن أحمد الله لأن أمي رضيت علي، فعدت آدميا. فقال جحا: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكيف كنت سأستخدمك وأنت آدمي اذهب إلى حال سبيلك.
وحلّ الحبل من حول عنقه وهو يقول له:
- إياك أن تغضب أمك مرّة أخرى، والله يعوضني خيراً.
وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري حماراً فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم إليه وجعل فمه في أذنه وقال له: يا شؤم عدت إلى عقوق أمك. ألم أقل لك لا تغضبها؟ إنك تستحق ما حلّ بك.
قصة في الاتحاد قوة
يحكى ان مجموعة من الفراخ كانت تعيش في مزرعة وكان لها بيت جميل تعتني بتنظيفه والمحافظة عليه وتحرص الا يدخل المزرعة اي غريب. ولكن احد الخراف عرف طريق المزرعة فكان كل يوم يركب جرارا ويتجه به الى المزرعة كانت الفراخ تخاف جدا من صوت الجرار، وكان الخروف سعيدا بذلك، فقد كانت الفراخ تهرب من امامه فيتجه هو الى بيتها ويأخذ البيض ويرجع فرحا بهذه الغنيمة السهلة.
احست الفراخ بالغضب من هذا الخروف وعقدت اجتماعا طارئا، وقررت ان تواجه الخروف بكل قوة وحزم. واول شيء فعلته انها قامت ببناء بيت مرتفع كي تراقب منه الطريق الذي يأتي منه الخروف. ولم تنتظر الفراخ طويلا فقد جاء الخروف كالعادة وهو يركب الجرار وتقدم نحو المزرعة بكل ثقة، وهنا صاح الفرخ الذي في بيت المراقبة وطلب من اصحابه الاستعداد للهجوم، وفعلا استعدت الفراخ.
فما كاد الخروف يوقف الجرار وينزل منه لأخذ البيض حتى انقضت عليه الفراخ مجتمعة بكل قوة وشجاعة، واخذت تنقره في وجهه وعينيه واذنيه ورجليه. خاف الخروف كثيرا من هذا الهجوم المباغت وقرر الا يعود الى المزرعة مرة ثانية. اما الفراخ فقد فرحت بهذا الانجاز الذي حققته، وعرفت ان في الاتحاد قوة، وانها مهما كانت صغيرة وضعيفة الا انها قادرة على الدفاع عن حقها اذا اتحدت معا .
قصة جعيدان
كان هناك رجل عجوز في القرية وله بنت، وادعى يوم من الايام بأن ابنته تستطيع تحويل القش الى ذهب فأمر الملك باحضار الفتاة ومن ثم امرها بأن تحول كومة من القش الى ذهب والا قطع رأسها. ولكن الفتاة خافت كثيرا من الملك وبدأت بالبكاء الكثير حتى ظهر لها قزم صغير حول لها كومة القش الى ذهب واخذ منها عقد من الذهب.
وطلبت منه في المرة الثانية ان يحول كومة القش الى ذهب! ففعل واخذ منها هذه المرة الخاتم وفي المرة الثالثة قال لها انه سيأخذ مولودها الاول من الملك بعد زواجهما! فوافقت على هذا الشرط لأنها تريد ان تتزوج الملك.
فتزوجت الفتاة الملك.. فلما انجبت مولودها الاول جاء القزم لأخذه منها ولكنها رفضت ان تعطيه المولود وقالت سأعطيك بدلا عنه اموال كثيرة. لكن القزم رفض ذلك واراد اخذ الطفل حسب الشرط والوعد الذي وعدته. ولكنه في النهاية سألها سؤال واعطاها فرصة لمدة ثلاثة ايام للاجابة على سؤاله.. واذا لم تستطع الاجابة سيأخذ الطفل عنها والا تركه لها.
وبعد مرور ثلاثة ايام استطاعت الفتاة الاجابة على سؤال القزم واحتفظت الفتاة في الطفل وذهب القزم غضبان منها ولم يأتي مرة اخرى لمساعدتها في تحويل القش الى ذهب .
جحا العادل
وقف رجل فقير وهو يحمل رغيفاً من الخبز أمام مطعم تنبعث منه رائحة اللحم المشوي، وصار يأكل من الرغيف ويشمّ رائحة اللحم، وحينما رآه صاحب المطعم قال له:
- ماذا تفعل أيها الرجل؟
قال الرجل: - أستمتع برائحة شوائك اللذيذ. قال صاحب المطعم:
- إذا كنت تستمتع برائحة الشواء، فيجب أن تدفع لي ثمنها.
واستغرب الفقير تصرف صاحب المطعم، وقام كل منها إلى الآخر يخاصمه، حتى اتفقا أن يذهبا إلى القاضي جحا ليحكم بينهما، وحين وصلا إليه سألهما عن سبب خصامهما فقال صاحب المطعم:
- إن هذا الرجل جاء إلى دكاني وهو يحمل رغيفاً، وصار يشم رائحة شوائي، ويأكل من رغيفه، وأنا أريد الآن ثمن رائحة الشواء التي شمّها. قال له جحا:
- وكم تريد ثمنها؟ فأنا سأدفعه لك. قال صاحب المطعم:
- أريد عشرة قروش فضية. فأخرج جحا من جيبه عشرة قروش فضية، ورمى بها على الأرض فأصدرت صوتاً ثم قال:
- لقد استمتع هذا برائحة اللحم المشوي، ولكنه لم يذق طعم اللحم، وأنت تستطيع أن تستمتع بصوت رنين القروش العشرة لكن ليس من العدل أن تنالها .
جحا العادل
وقف رجل فقير وهو يحمل رغيفاً من الخبز أمام مطعم تنبعث منه رائحة اللحم المشوي، وصار يأكل من الرغيف ويشمّ رائحة اللحم، وحينما رآه صاحب المطعم قال له:
- ماذا تفعل أيها الرجل؟
قال الرجل: - أستمتع برائحة شوائك اللذيذ. قال صاحب المطعم:
- إذا كنت تستمتع برائحة الشواء، فيجب أن تدفع لي ثمنها.
واستغرب الفقير تصرف صاحب المطعم، وقام كل منها إلى الآخر يخاصمه، حتى اتفقا أن يذهبا إلى القاضي جحا ليحكم بينهما، وحين وصلا إليه سألهما عن سبب خصامهما فقال صاحب المطعم:
- إن هذا الرجل جاء إلى دكاني وهو يحمل رغيفاً، وصار يشم رائحة شوائي، ويأكل من رغيفه، وأنا أريد الآن ثمن رائحة الشواء التي شمّها. قال له جحا:
- وكم تريد ثمنها؟ فأنا سأدفعه لك. قال صاحب المطعم:
- أريد عشرة قروش فضية. فأخرج جحا من جيبه عشرة قروش فضية، ورمى بها على الأرض فأصدرت صوتاً ثم قال:
- لقد استمتع هذا برائحة اللحم المشوي، ولكنه لم يذق طعم اللحم، وأنت تستطيع أن تستمتع بصوت رنين القروش العشرة لكن ليس من العدل أن تنالها .
الحطّاب
كان في قديم الزمان حطاب يخرج كل صباح ليجمع الحطب. وذات صباح خرج الحطاب من البيت والسماء تمطر بغزارة. وعند وصوله الى المكان الذي يجمع منه الحطب، وجد سبعاً مستلقياً على الارض.
قال السبع للحطاب: «اريد ان اصادقك واساعدك لأنك فقير الحال». ففرح الحطاب فرحاً شديداً اخذ السبع يساعده الى ان صار غنياً.
وذات ليلة كانت السماء تمطر مطراً غزيراً. ففكر السبع ان يذهب الى بيت صديقه الحطاب. ولما اراد دخول البيت شاهد عدداً من الرجال جالسين مع الحطاب، ففكر السبع في نفسه، وقال: «لن ادخل الى بيت صديقي حتى لا يخاف مني هؤلاء الرجال».
تنحى السبع جانباً حتى لا يشاهده احد. وبدأ الرجال يتحدثون مع الحطاب، فسأله احدهم: «ايها الحطاب، انك رجل فقير، فمن اين حصلت على هذا المال الكثير»؟
فأجاب الحطاب: «لقد حصلت على المال بتعبي».
ولما سمع السبع ذلك غضب غضباً شديداً، لأن الحطاب بهذا الرد انكر مساعدة السبع له ورجع السبع الى مكانه وهو حزين.
عند الصباح، ذهب الحطاب كعادته الى المكان الذي يعيش فيه السبع، فوجده يعاني المرض سأله الحطاب: «ما بك يا صديقي العزيز»؟
فأجابه السبع: «اني مريض». ثم سأله: «هل فأسك قوية»؟
اجاب الحطاب: «نعم انها قوية».
فقال له السبع: «ارجو ان تضربني بها ضربة شديدة».
استغرب الحطاب هذا الطلب، لكنه ضرب رأس السبع، فأوقعه على الارض مضرجا في دمائه. وظن الحطاب ان السبع قد مات، فتركه، وعاد الى بيته.
مرت الايام.. وذات يوم ذهب الحطاب الى عمله - كالعادة - فرأى السبع حياً يرزق، فناداه، قال له: «عفوك يا صديقي، لقد اخطأت وضربتك ثم تركتك معتقداً انك ميت». قال السبع: «ارجو ان تنظر الى رأسي، هل شفي الجرح»؟
نظر الحطاب الى رأس السبع فوجد الجرح قد التأم ولم يبق له اثر، فأخبر السبع بذلك.
قال السبع: «هذه هي ضربتك. ان جرح الضرب يلتئم، لكن جرح الكلام فلا يلتئم ابداً. قل لي لماذا انكرت مساعدتي لك»؟
خجل الحطاب وراح يعتذر للسبع عما حدث. لكن السبع التفت اليه غاضباً وقال: «هيا ابتعد عني بسرعة، والا فاني سآكلك».
فهرب الحطاب لينجو بنفسه .
0