المنطق والحنان في تربية الابناء
قد تكون الرعاية الابوية عند البعض مصدرا للمرح والسرور ، ومبعثا للمتعه ف النفوس ، اذا مانشأ الابناء على الالتزام بالنظام ، ومراعاته في تصرفاتهم ، وقد تختفي هذه المتعة وتزول اذا ما كان هؤلاء الأبناء
مصدرااا للقلق لنا والازعاج ، حيث تصبح مهمتنا في رعايتهم .
والقيام على شؤونهم كابوساً ثقيلا يجثم على الصدور ، وخيالا تنطلق منه الارواح الشريرة ، والاشباح المخيفة المزعجة التي تطوف من حولنا ، وتلقي بظلالها علينا ، وتصبح لنا مصدر هم وقلق نفقد معها
صبرنا وقدرتنا على الاحتمال ، لدرجة تبعث في انفسنا افكار سوداوية
، نرى نرى معها ان الابناء لايستحقون منا كل هذه الرعاية والاهتمام
وان مانبذله من جهد في ذلك هو مجرد جهد ضائع يسلبنا متعة الحياة،
وفرح النفوس .
فقد يصطحب بعض الآباء أبناءهم في نزهة خلوية ، ترويحاً لهم ، يقضونها معاً ، أو في رحلة للتسوق لقضاء بعض حاجاتهم ، ولكن بعض الابناء يتصرفون تصرفات تنغص عليهم هذه الرحلة ، فقد يخرقون في تصرفاتهم قواعد النظام والسلوك ، وقد يمارسون انشطة تعرض امنهم وسلامتهم للخطر ، وقد يأخذ بعضهم بتلابيب بعض ،
يتبادلون التهم ، ويتراشقون الكلام الجارح ، وقد يتحول الامر الى عراك تستخدم فيه الايدي والارجل ، او بعض الادوات الجارحة ،
فيلحق بهم جراء ذلك بعض الاذى ، فيفسدون على آبائهم وعليهم المتعه التي كانوا يتوخونها من نزهتم او من رحلتهم ، الامر الذي يحز
في نفوس الآباء ، ويحملهم على اطلاق عبارات التهديد والوعيد
احياناً ، وانزال العقاب بهم احياناً اخرى ، وقد يعلنون لهم صراحة ، أنهم لن يصطحبونهم ثانية في اية نزهة ، او رحلة ، وقد يقرورن ابقاءهم في البيت ، فلايغادرونه الافي اوقات محددة ، ولفترات معينه.
ولكن وبالرغم من هذا كله ، فانه لايزال وسيبقى لنا بعض الثقة في رعايتنا لأبنائنا مهما قاسينا في ذلك من متاعب ، ومهما لحقنا فيه من هم وقلق وواجهنا فيها من صعوبات .
وسنظل نردد ونقول ، وعلى افواهنا : نعم ، ان رعايتنا لأبنائنا تعني عندنا الشيء الكثير ، انها تعني المرح ، دائماً وابداً ،وسنجني ثمار
مازرعناه ان عاجلاً اوآجلاً .
نحن وبدافع التفاؤل والامل نصبح آباء ، ومن خلال مايحدث بيننا وبينهم من تفاعل ، ومانكتسبه معهم من تجارب وخبرات نرسي حجر الاساس لبناء علاقة حية معهم وطويلة الامد وراسخة الجذور وسنبارك فيما بعد كل خطوة نخطوها في هذا السبيل ، وبخاصة عندما تغمرنا المتعة النفسية جراء مالاقينا من نجاح في مهمتنا في رعاية أبنائنا وتربيتهم ، وحين نبلغ الشيخوخة ، ويشتعل الرأس شيباً ، ونسترجع ما مر بنا من ذكريات ، ولحظات سادها الود والحنان وتقاسمنا فيها الافراح والاتراح ، وتبادلنا فيها الود والعناق ، وكل مايبعث في النفس الدفء ، ويشيع فيها الراحة والاطمئنان ، وحين تلمع عيوننا ،
وتنطق بما نشعر به داخل ذواتنا ، وندرك عندها مدى حاجتنا الى المودة والحنان الذي ينتقل بنا والينا بطريقة التاثر والتاثير لما بيننا وبين
أبنائنا من علاقة وطيدة عميقة الجذور لاتنفصم عراها ومن شأنها ان تبعث عندنا حب البقاء والاستمرار في الحياة .
كيف تنشىء اطفالا وتربيهم ليكونوا في سن الرشد ومرحلة البلوغ
قادرين على تقدير المسؤولية وتحمل تبعاتها ، والاحساس بها ؟
ان قدرة الله تعالى تتجاى في خلق الانسان وولادته ، التي تعتبر بحق
إحدى المعجزات الدالة على عظمته سبحانه ،وعلى قدرته .حيث يولد الانسان مخلوقا ضعيفاً لاحول له ولا قوة ، يعيش شخصا غريباً في عالم
أجنبي غريب عنه ، يعتمد علينا بشكل كلي كامل وفي كل حاجة من
احتياجاته ، وامامه في اغلب الاوقات ثمانية عشر عاماا يجري فيها اعداده ، ليعيش في عالم قاسٍ ، بعيد عنه ولا احساس لديه في دنيا الواقع ، قد افتقد اهله صفة الانسانية ، ان نجح الطفل في الحياة الواقعية في هذا العالم ، تعتمد الى حد بعيد على نجاحنا في المهمة التي توكل الينا بالنسبة اليه ،وهي تنشئته والقيام على رعايته ، بحيث يشب على الاحساس بالمسؤولية وتحمل تبعاتها ، والتكيف مع البيئة التي
تحيط به .
سلمت يداك
مشكور غريبو ابداع متميز
شكراااا عمي أحمد