غريب1

45

1,433

مما راق لي 11

مما راق لي 11




حكي أن الحجاج سأل يوما الغضبان بن القبعثري عن مسائل يمتحنه فيها من جملتها أن قال له من أكرم الناس قال أفقههم في الدين وأصدقهم لليمين وابذلهم للمسلمين وأكرمهم للمهانين وأطعمهم للمساكين قال فمن ألأم الناس قال المعطي على الهوان المقتر على الاخوان الكثير الألوان قال فمن شر الناس قال أطولهم جفوة وأدومهم صبوة وأكثرهم خلوة وأشدهم قسوة قال فمن أشجع الناس قال أضربهم بالسيف وأقراهم للضيف وأتركهم للحيف قال فمن أجبن الناس قال المتأخر عن الصفوف المنقبض عن الزجوف المرتعش عند الوقوف المحب ظلال السقوف






الكاره لضرب السيوف قال فمن أثقل الناس قال المتفنن في الملام الضنين بالسلام المهذار في الكلام المقبقب على الطعام قال فمن خير الناس قال أكثرهم احسانا وأقومهم ميزانا وأدومهم غفرانا وأوسعهم ميدانا قال لله ابوك فكيف يعرف الرجل الغريب أحسيب هو ام غير حسيب قال أصلح الله الأمير إن الرجل الحسيب يدلك أدبه وعقله وشمائله وعزة نفسه وكثرة احتماله وبشاشته وحسن مداورته على أصله فالعاقل البصير بالاحساب يعرف شمائله والنذل الجاهل يجهله فمثله كمثل الدرة إذا وقعت عند من لا يعرفها ازدراها وإذا نظر إليها العقلاء عرفوها



وأكرموها فهي عندهم لمعرفتهم بها حسنة نفيسة فقال الحجاج لله ابوك فما العاقل والجاهل قال أصلح الله الأمير العاقل الذي لا يتكلم هذرا ولا ينظر شزرا ولا يضمر غدرا ولا يطلب عذرا والجاهل هو المهذر في كلامه المنان بطعامه الضنين بسلامه المتطاول على إمامه الفاحش على غلامه قال لله أبوك فما الحازم الكيس قال المقبل على شأنه التارك لما لا يعنيه قال العاجز قال المعجب بآرائه الملتفت إلى ورائه قال هل عندك من النساء خبر قال أصلح الله الأمير إني بشأنهن خبير إن شاء الله تعالى إن النساء منأمهات الأولاد بمنزلة الاضلاع إن عدلتها انكسرت ولهن جوهر لا يصلح إلا على المداراة فمن داراهن انتفع بهن وقرت عينه ومن شاورهن كدرن عيشه وتكدرت عليه حياته وتنغصت لذاته فأكرمهن أعفهن وأفخر أحسابهن العفة فإذا زلن عنها فهن أنتن

التعليقات (4)

endless love     
ما شاء الله عليه
اوفى كل واحد مما سأله عنهم الحجاج حقه
مشكور غريب وبأنتظار كل جديد
أبـو الليث     

الجاهل هو المهذر في كلامه المنان بطعامه الضنين بسلامه المتطاول على إمامه الفاحش على غلامه



اللهم لا تجلنا من الجهال

موضوع رائع اخي أحمد بارك الله فيك

غريب1     
شكرااا على المرور
عمار خولاني     
مشكووور عالمشاركة الرائعة