من طقوس حلب الرمضانية غزل البنات قصة تنسجها الأيادي الحلبية
بحلول شهر رمضان حل موسم غزل البنات في حلب، والذي ينتهي بانتهاء هذا الشهر ، ومنذ الأيام الأولى له بدأت الأيادي القليلة المتقنة لهذه الصنعة بغزل هذه الحلوى المغرية بأنواعها المتعددة ، والتي تثير فضول الكثيرين حول كيفية صنعها .
الحاج"عمر دليل " وهو حلواني يعمل مع عائلته في محل مستأجر لمدة شهر واحد في حي الجميلية وسط مدينة حلب يؤكد لنا أن صناعتها تحتاج لخبرة متميزة ، ودقة كبيرة ومجهود عالي أثناء التصنيع .
ويشرح لنا ابنه " شادي" مراحل صناعتها فيقول " نقوم أولا بطبخ السكر على النار حتى (يعقد )،و يصبح أصفر اللون بعد إضافة القليل من حمض الليمون والعطر إليه ومادة حافظة . ويمكن أن يضاف إليه ماء الزهر .
و بينما يتم تحميص الطحين على نار هادئة ، يقوم عامل آخر بتحريك القطر ، ثم تلقى الوجبة على سطح رخامي بعد دهنه بالزيت ، فتبرد قليلا ويتم تحريكها في الهواء بالمط والطي حتى تصبح العجينة الذهبية بيضاء اللون " .
و مما يساعد على نجاح العملية أن العامل لا يستطيع أن يتوانى لحظة واحدة عن تحريكها بسرعة , وذلك لسخونتها فان تراخى قليلا فستكون النتيجة الفشل ، وسينال نصيبه من حرارتها .
ويتم تحويل العجينة إلى حلقة كبيرة يبلغ قطرها أكثر من متر، تقسم إلى حلقتين على شكل رقم 8 ) ) ويقوم العامل بمطابقة جزأي الرقم بعد رش الطحين المحمص عليه، فيحصل على حبلين بعد انشطار العجينة ثم يكرر العملية التي تحتاج إلى توافق حركي عال جداً بين أيادي العمال،و سرعة وخفة في الشد ،و بعد ذلك تتحول العجينة بعدها إلى دائرتين جديدتين ويعود فيرش الطحين المحمص الساخن حصراً ، ويبدأ من جديد فيصبح لديه أربعة حبال من غزل البنات .
و مع التكرار يصبح العدد ثمانية ، ومن ثم ستة عشر ، ومع تكرار العملية تتحول الحبال إلى خيطان ،يلح الشاب عبد الرزاق على تسميتها بالشعرة بدل الخيط ، وهكذا دواليك ، حتى تتحول العجينة إلى عشرات الألوف من خيوط غزل البنات الدقيقة .
الفستق الحلبي الحشوة المفضلة
وبعدها يبدأ التقطيع، ثم الحشو، الذي يتم بعدة أنواع من المكسرات منها الفستق الحلبي، والكاجو، كذلك للقشطة العربية " القيمق " نصيب في غزل البنات ،حيث يتم ذلك بتوصية خاصة ،و منها ما لا يحشى بشيء لكي يكون سعره مناسباً .
ويباع الكيلو غرام على الأقل بـ 350 ليرة، وهي تسعيرة قد ترتفع بحسب نسبة الفستق المحشو وغيره من المكسرات ، وقد يصل السعر إلى 550 ليرة ، وعن السعر يقول " شادي دليل " " قد يكون السعر مرتفعاً بالنسبة للمواطن خاصة أصحاب الدخل المحدود،و لكن هامش الربح في هذه السلعة لا تتجاوز نسبته 30 و40 % حيث أنه قد يحصل هدر، فيكون هناك دائما احتمال لاحتراق السكر والطحين ، وهذا كله يزيد من مهمة العامل صعوبة بزيادة التكلفة عندئذ " .
و يضيف والده " الحاج عمر" " ليس هناك سعر واحد مفروض على المواطن حيث أن هناك عدة أسعار لغزل البنات تختلف باختلاف أنواعه ، يستطيع المواطن أن يفاضل بينها ،و يختار ما يناسبه ، يوجد إقبال كبير على هذه الحلوى، فهناك عائلات تستهلك خلال الشهر ب 15 ألف ل . س وأكثر ، وطبعا لا يوجد استهلاك خارج رمضان لأننا ببساطة لا نغزلها إلا فيه بالتحديد ، مع الاستعداد لتلبية الطلبات الخاصة سواء الداخلية وللمحافظات الأخرى خارج أيام الشهر، ومع ذلك غالبا لا يوجد استهلاك خارج رمضان ".
غزل البنات .....اسم يرتبط دائما بذكريات الحب
" نسرين" تحب خطيبها كثيرا ، ولكنها تغرم به أكثر على حد قولها عندما يفاجئها بقدومه إلى بيت أهلها ،و بين يديه الحلوى المفضلة لديها (غزل البنات ) ، وهي اليوم تريد أن تفاجئه بعد الإفطار بغزل البنات محشواً بالقيمق الذي يحبه .
و بالرغم من أن" إبراهيم ريحاوي " الموظف ذي الدخل المحدود ..يعاني كثيراً في هذا الشهر ،لكنه لم يحرم زوجته ،و أولاده من تناول هذه الحلوى الرمضانية ، وقد اشترى لكل واحد منهم قطعة فقط لأنه كما قال عاجز عن شراء أكثر من ذلك ، فالقطعة الواحدة يصل سعرها إلى 50 ليرة ، لكنه لن يحرمهم مذاقه طالما أن موسمه سينتهي في نهاية الشهر .
الحالة المادية الصعبة التي يعيشها المواطن مع موجة الغلاء التي تجتاح الأسر وتعصف بميزانياتها ، انعكست على استهلاك غزل البنات بشكل كبير كما أكد أكثر من بائع ، وموسمية هذه الحلوى تجعلهم يقبلون على استهلاكها ،فمن لا يتذوقه في هذا الشهر ستفوته الفرصة في باقي أيام السنة .
غيداء وسوف – سيريانيوز - حلب
ما عرفتها يلي عنكم
احنا عنا غزل البنات غير
عنا بـ 20 ليرة بتشري غزلة يلي عالشلمونة
رمضان كريم على كل اللي بالمنتدى وبالهنا والشفاااا تأكلوا غزل البنات بس كل وانته مغمض