تخرب البيوت وتهدم الأسرة ... دعوة مشبوهة لتحويل الزوجة إلى "خدامة"
انتشرت مؤخرا دعوات شاذة تطالب بتقاضي المرأة أجرا عن عملها بالمنزل ورعايتها لأبنائها وذلك تحت شعارات زائفة مثل الدفاع عن حقوق المرأة وحصولها على مستحقاتها وغير ذلك من الأفكار الهدامة التي تخرب البيوت.
فدائما تسعى المرأة للحصول على المزيد من حقوقها الاجتماعية والاسرية باعتبارها شريك الرجل في الحياة فهي نصفه الأخر وبدونها يختل التوازن الاجتماعي ولذا تعتبر أن لها على المجتمع وعلى الرجل الكثير من الحقوق التي تبذل الكثير من أجل أن تنالها ، وهناك العديد من الجمعيات المعنية بحقوق المرأة والتي تتفقد أوضاع المرأة من وقت لآخر ومساعدتها في نيل كل حقوقها .
وقد تناقلت اخبار عن ما اطلق عليه مشروع أعدته 11 جمعية أهلية معنية بحقوق المرأة وهو مشروع قانون للأسرة يحل محل قانون الاحوال الشخصية تضمن عددا من المفارقات .
ويتضمن مشروع القانون احتساب العمل المنزلي للمرأة بأجر ورفض مصطلح المرأة العاطلة باعتبارها تمثل دخلا قوميا من هذا العمل ، وكذلك حساب الثروة المشتركة للزوجين والتي تكونت لأى منهما أثناء الزواج ويتم الاتفاق بينهما على كيفية امتلاكها ونسبة كليهما .
وطالب المشروع بعدم التقاضي في مسائل الخلع ويكون بإلغاء إعادة الإعلان والتأكيد على استحقاق طالبة الخلع اجرا ومسكن حضانة ونفقة زوجية أثناء رفع الدعوى.
كما شدد على ضرورة رفع ترتيب الأب في الحضانة من الدرجة الرابعة عشرة إلى الثانية ، كذلك عدم سقوط حضانة الأم بعد زواجها بآخر أسوة بالقانون البحريني والإماراتي بجانب منع سفر الصغير دون إذن الحاضن في حالة الاستضافة ، وفرض عقوبات مالية لمن يمتنع عن تنفيذ قرار الرؤية أو دفع النفقة والمستحقات المالية .
تأييد ورفض
"إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع" تقول منال فاروق ربة منزل :" أنا مع أن يعطي الزوج لزوجته أجر ومرتب على تعبها وعملها بالمنزل حتى وإن كانت أمراة عاملة لأن الضغط والتعب على العاملة ربما أكبر من ربة المنزل وربما يمكننا أن نسمي ما يعطيه له زوجها مكأفاة أو حافز وليس أجر ولكن هذا الأمر يتوقف على الحالة المادية للزوج.
فإذا كان مقتدرا فلا مانع ولكن لا يعقل أن نطالب أزواج عليهم أعباء أسرية كثيرة بتخصيص أجر للزوجة على عملها المنزلي فهي لا تعمل لكي تساعده في تحمل أعباء الحياة بل تتحول هي كذلك إلى عبء عليه مما قد يكره الرجال في حياتهم الزوجية وقد يجعل الشباب أيضا يعكفون عن الزواج وتزيد نسبة العنوسة اكثر وأكثر ".
وتسعد بذلك المقترح عفاف عبد المحسن قائلة :" وليه لا أنا سمعت أكثر من حد بيقول قدامي أنه ليس وارد في القرأن أن قيام المرأة بأعمال البيت وخدمة زوجها وأولادها واجب شرعي ، وأنها تقوم بذلك تطوعا ، فلو فعلا كده يبقى على الأقل الرجل اللي يقدر يكافىء زوجته يخصص لها مرتب ولو على سبيل المصروف الشخصي ".
وتقول عزيزة يونس 60 عاما ربة منزل :"ازاى جوزي هايديني فلوس على خدمته هو وولاده وهو دخله أصلا يدوب يكفي المصاريف بالعافية ، لازم الكلام يكون معقول علشان اصدقه وعامة ياريت مافيش ست هاترفض أن جوزها يعمل لها مرتب خاص بها كل شهر ".
وتؤكد سلمى محمد رضوان بائعة حلويات موافقتها بنسبة 100 % أن تأخذ أجر على عملها بالمنزل قائلة :" انا بتعب وبتهد وبعمل كل طلبات جوزي وولادي وفي الأخر دايما يتهمني بأني مقصرة أو ما بعملش إلا واجبي وحتى لا اسمع كلمة شكر على أى شىء بعمله ".
وتقول سمر سعيد 35 عاما في دهشة واستغراب:" ازاى جوزي هايقدر يديني فلوس على خدمتي له هو وولاده والدنيا كل يوم بتغلي علينا وهو موظف وعلى قده ، ده انا بفكر ادور على أى شغل علشان أساعده فازاى هاطالبه بأجر ".
الرجال يرفضون
يقول محمد صبري 35 عاما :" كل يوم يخترعوا حاجة يخلوا المرأة تضغط بها على الرجل مرة الخلع ومرة أجر عن شغلها في بيتها ليه هي الزوجة لما بتخدم ولادها وجوزها بتكون زي الشغالة ، الزوجة والأم بتؤدي رسالة كبيرة وعظيمة لا يمكن مكافأتها بالفلوس فأنا أعتبر ذلك مهانة للمرأة وليس إعطائها حق من حقوقها ".
"ماهى منفضانى من الفلوس أول بأول " قالها سعيد زكي سائق واضاف :" عايزة تأخد أجرة تأخد ، فأنا عامة بديها المرتب كله وبأخد مصروفاتي وبس ولو هي شايفة إن الفلوس بتكفي احتياجات البيت والعيال وفي زيادة تأخد ماهو كله معها وهي التي تتصرف في أمور البيت ".
اما طارق عبدالله 29 أعزب فيقول :" ويقولوا ليه نسبة العنوسة بتزيد وليه البنات مش قادرة تتجوز ، احنا كده بنحمل الرجل أعباء اكثر وأكثر وبالتالي نسبة خوف الشباب من مسئوليات الزواج وهمومه هاتزيد وهايقل عدد الراغبين في الزواج ونسبة العنوسة هاتبقى بأرقام لا حصر لها ".
ويقول سامح سعد 34 عاما :" بدلا من أن نطالب بأجر مادي للمرأة عن عملها في المنزل ، يجب أن نشجع النساء غير العاملات على العمل إن سمحت الفرصة لمساعدة الرجل في كل مستلزمات البيت نظرا للظروف الاقتصادية الحالية والتي تتطلب تكاتف الرجل والمرأة من أجل توفير متطلبات الحياة وتوفير حياة كريمة للأطفال ".
وقد قامت شبكة الإعلام العربية "محيط " باستطلاع آراء المختصين حول هذا حيث نفت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة "الأهالي" المصرية رئيس ملتقي تنمية المرأة الذي ناقش مشروع القانون ، وجود أية مادة مقترحة في مشروع القانون بشأن تقاضي المرأة أى أجر عن عملها المنزلي قائلة :" يبدو أن شخص ما حضر الندوة ولم يفهم محتواها جيدا فخرج بذلك الكلام ، فهل يعقل أن تتقاضى المرأة أجر عن علاقاتها بأسرتها وعائلتها " ، مؤكدة أن النقطة الأساسية التي يسعى إليها مشروع القانون هي اقتسام الثروة مع الزوج في حالة الطلاق ، حيث إنه خلال فترة الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة إذا تكونت ثروة لدى الرجل تتقاسمها معه المرأة عند الطلاق ولا تخرج من حياتها الزوجية بلا أى شىء لأن تلك الثروة هي شريك أساسي في تكوينها .
ويقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا:" يجب ألا تاخذ المرأة أجرا على عملها بالمنزل ، فالحياة الزوجية سكن ومودة ورحمة وهي مشاركة بين رجل وأمراة كل منهما يقوم بعمله الذي يستطع القيام به ، فالمرأة من شأنها تربية الأولاد وما يلزمهم والرجل من شأنه أن يسعى على المعاش لتدبير حياة كريمة عزيزة لأولاده ".
ويضيف قائلا :" ولقد أباح الإسلام للمرأة أن يكون لها ذمة مالية وللرجل ذمة مالية أيضا ، ولم يحجر الإسلام على المرأة بأي حال من الأحوال وفرض عليها أن تؤدي زكاة مالية وتتصدق من أموالها كما أباح للرجل ذلك وأن يتصدق من ماله ويخرج الزكاة إذا كان لديه مال ، وعمل المرأة بالبيت عملا موكولا إليها بحكم طبيعتها ولكن إذا كانت المرأة من ذوات الخدم فإن زوجها مطالب بأن يأتي لها بخدم واذا لم تكن فليس للزوج إلزاما بأن يأتي لها بخادمة أو يعطيها أجر على عملها وإنما تقوم بأعمالها المنزلية قدر طاقتها وقدر وسعها ".
وتابع قائلا :" يحضرني هنا أن الإمام مالك رضى الله عنه قال (إن المرأة ليست مطالبة بإرضاع طفلها إلا إذا رفض الطفل أن يأخذ ثدى المرضعة فعليها هنا إرضاعه وإذا طالبت زوجها بأجر المرضعة فلها ذلك الأجر ".
ومن جانبه ، يقول الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية :" ليس هناك مانع شرعا أن يعطي الزوج زوجته أجرة على عملها بالبيت إذا تراضيا واتفقا على ذلك وتكون هناك ضوابط لهذا الأمر ، فليس في الشرع مايوجب على المرأة أن تقوم بعمل البيت بل على الزوج إذا كان قادرا أن يأتي للزوجة بخادمة ، وإما إذا قامت الزوجة متطوعة بعمل البيت يكون لها أجرة أو مقابل ما إما تأخذها أو تظل هذه الأجرة دينا في ذمة الزوج ".
وبشأن اقتسام الزوجة للثروة مع الزوج في حالة الطلاق ، يعلق قائلا :" هو ليس اقتسام للثروة ، ولا يجوز أن يطلق الرجل امرأته بعد أن يكون قد فات قدرا كبير من عمرها وهي زوجة له ثم يطلقها ويتركها تذهب للضياع والتشرد ، حيث قال الله تعالي في آياته الكريمة (وللمطلقات متاعا بالمعروف حقا على المتقين) فللمرأة أن تأخذ من ثروة زوجها في حالة الطلاق ما يكفيها شر الضياع والتشرد وهي حقا على المتقين الذين يؤمنون بالله أن يفعلون ذلك فهذا أصل في القرأن الكريم أما أن يتركها دون أى شىء يؤمن حياتها من أى مكروه فهل ذلك من الدين في شىء ".
وفي النهاية تبقى كلمة لابد من التأكيد عليها وهي أن مكانة ربة المنزل في نفس كل رجل لأنها بحق العمود الفقري للبيت فالمرأة الصالحة هي التي تربي الأبناء وتعلمهم وتغذيهم وترتب أمور حياتهم، وبلا أدنى شك أن إنسانة في مهمة أخلاقية كهذه لا يقدر جهدها بمال، فالمال كله ملك لها وما الرجال إلا "سعاة" بريد يقومون بتوصيل مظاريف الرواتب.. هذا إن وجدت
المصدر : محيط
0