هل أصبح المخيم وطناً
هل أصبح المخيم وطناً ولدت هنا فرحت وحزنت عشقت وتألمت صُدِمت وتعلمت ذهبت وأتيت رحلت وعدت حاولت ومازلت مازلت هنا هنا البيوت متلاصقه كسنابل القمح لكنها لا تنتظر الحصاد الحارات ضيقه كجداول حقل لكنها لا تنتظر محراث السماء هادئه الأرض مزدحمه الهواء ملوث إنه سجنٌ مفتوح على الباب مكتوب مخيمٌ للاجئين وعلى السماء منقوش مخيمٌ للصامدين 2 العجائز يجلسن على العتبات يروين قصصاً وحكايات بحيرة طبريا والذكريات أستمع بشوق كانها أساطير الروايات ثم أتذكر أني هنا هنا البيوت بلا شرفات لا ألوان هنا لا ألوان الأطفال يكبرون قبل الأوان تسمع الشتائم من خلف ومن أمام الجدران الأطفال يكبرون قبل الأوان فطفل ٌ غاضب وطفل ثائر طفل لا يساوم وطفل يخطط للهرب طفل يخطط للإنتقام وطفل لا يريد أن ينام طفل يتقاتل مع الأحلام وطفل يلعن هذه الأيام طفل يرفع أعلام وطفل ينكس أعلام طفل يلقي بحقيبته المتعبه من دون أي اهتمام ويرغب لو يكسر كل الأقلام طفل يحمل سكيناً على جنبه ويمشي متبختراً لكنه عطشان وطفل يتنهد آهٍ من هذا الزمان كل الأطفال مشغولون لكنهم لا يعرفون الإستسلام 3 النساء هنا متعباتٍ متعبات المصائب تحل على رؤوسهن بلا استئذان فهموم الرجل والبنت والولد وزوجة الابن وزوج البنت والمرض والفقر النساء هنا متعبات ومناضلات يمسكن الدموع فالبكاء هنا ممنوعٌ ممنوع إلى أين إلى أين الرجوع الصراخ ليس بمسموع حتى الصراخ والأنين ممنوع على النساء البقاء واقفات حتى لا تسقط الخيمة فوق الرؤوس 4 الرجال يبحثون عن زوجةٍ أخرى فعشرة أبناء عددٌ قليل وعشرون عاماً مع امرأةٍ واحده إنه لزمن طويل يبحثون عن الخروج الخروج من دائرة البيت الواحد يبحثون عن حلمٍ ضائع لعله طفلٌ جديد يغير معالم الحلم ويكون القائد 5 أما الشباب الشباب ضائعون يلقون باللوم على الآباء وعلى تلك السنين يبحثون عن وطن وعن حبيبه وعن بيت وعن وثيقه عن سماءٍ جديده يبحثون عن حقيبه وفي النهاية لايحصلون على شيئ يعودون إلى اللاشيئ يعيشون كآبائهم ولا يغيرون شيئ 6 أما الفتيات أحلامهن تبدو بسيطةًً ً وكبيره يبحثن عن طريقٍ للخروج كيف الوصول إلى المدينه يبحثن عن رجلٍ غريب رجل يسقط من السماء يحلمن بمنزلٍ وشرفة وحديقه يحلمن بالثوب الأبيض وحذاء سندريلا ويمر العام تلو العام كبيرةٌ كانت هي الأحلام وبسيطةٌ كانت هي الأحلام ليستيقظن على شمس الحقيقه لم تتغير ألوان الجدران 7 أما أنا أنا هنا ولست هنا أنا هنا لأن طفلاً كان يجلس في زاويه يتأمل عقارب الساعه يتأمل الوشوم في وجه جدته يتأمل الشيب يلبس رأس جده يتأمل قمراً يكتمل ثم يعود ناقصاً أنا هنا لأن طفلاً كان يجلس في زاويه تدور الأسئلة في عينيه ويبحث عن الأجوبه يبحث في كل الوجوه أنا هنا لأن هذه السماء تعرفني وهذه الحارات تحفظ خطواتي وهذه الأبواب لا تغلق أمامي وهذا القمر لا ينساني وهذه العصافير تردد كلماتي 8 انا هنا لأن تاريخاً رُسم ولون هنا أنا هنا لأترخ التاريخ وأتأمل الجميع وأراقب الجميع لأن الحزن والألم هنا لأن الفرح والأمل هنا لأن كل الأعياد كانت هنا أول حب وآخر حب أول قصيده وآخر حكمه خرجت من هنا أنا هنا لأنه لا مكان لا وطن في الصيف أنتظر الشتاء وفي الشتاء أنتظر الربيع وأبحث عن وطن في سماء المخيم في عيون القمر في عيون أمي لا مكان آخر لا وطن لا مفرّ من هنا فالطريق إلى روما مغلق من هنا إلى الوطن أو إلى القبر هكذا كان يقول جدي وكنت أهمس في سري كم هو عنيد اليوم أنا أقولها فلم أجد الطريق لا مكان لا وطن فكل ما كان قد كان كانت هنا خيمه وشجرة توت كانت هنا ليمونه والآن صارت بيوت كانت هنا شمعه وإلى الآن لم تتعب القلوب هل أصبح المخيم وطناً لا أدري ومن يدري ستون عاماً ومازلنا هنا مات جدي ورائحة قهوته بقيت تجول في المكان والمفتاح الصدِئ على الحائط معلق وصورة الأقصى تشهد على الموت والحياة تعِدنا كل صباح ستعودون تفرح معنا وتحزن معنا ننام ولا تنام تراقبنا تحمينا تقوينا تلهمنا وعندما نفقد الوقت ننظر إليها نبحث في التفاصيل فتبتسم وتهمس لنا ستعودون من زواياها أسمع هديل الحمائم كل شيئ تغير وملامحها لم تتغير أنا هنا لأن صورة الأقصى لم تكشف بعد كل الأسرار أنا هنا لأتفقد كل يوم الصورة والمفتاح ما زالا يعلنان الانتظار هل أصبح المخيم وطناً ؟ ؟ لا ...... فوطني ليس هنا وطني هناك ربما ستون عاماً أخرى
لقد كبروا قبل الأوان
احب ان اكون اول من يعلق علي موضوعك اخي العزيز
كلماتك مؤثره جداً ..
ولكني هقولك قول رسولنا صلي الله عليه وسلم لصديقه ابو بكر الصديق بالغار "" إن الله معنا ""
وهقولك كمان "" إن نصر الله قريب "" ..
ان شاء الله سوف تشرق شمسنـا
واسأل الله ان يوحد صفوف المسلمين و ان يردهم اليه رداً جميلا
فأمتنــا حقاً بحاجه لان يفيقوا قبل فوات الأوان