التوتر العصبي" .. يجتاح المجتمعات العربية
التوتر العصبي" .. يجتاح المجتمعات العربية
في دارسة ميدانية حديثة أجراها مدير إدارة الأحداث السابق بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة د• ناصر عمار على عينة عشوائية ضمت 4505 أسر مصرية •• ظهر من خلالها تحول جاد في نمط القيم الضابطة لحياة المصريين، حيث أبدى 38 في المائة من أفراد العينة ميلا لاستخدام العنف في حل مشاكلهم فيما أظهرت الأغلبية اقتناعا بأن الرجولة الحقيقية هي القدرة على تحدي القانون واختراق النظم• وأكدت الدراسة أن جناية القتل العمد في محيط الأسرة باتت ظاهرة مقلقة بعدما وصلت نسبتها إلى 19 في المائة من إجمالي جرائم القتل العمد في مصر• وأشارت الدراسة إلى أن العنف الأسري مسؤول عن 4.8 في المائة من العاهات المستديمة في مصر.
وحول هذه الدراسة ترى الأستاذة بالمركز القومي للبحوث د. نهى فهمي أن الناس تعاني التعب والجوع والدخل المحدود ومشاكل عديدة تلاحقهم من كل اتجاه، فالعنوسة ارتفعت وقل الإقبال على الزواج والشباب ليس لديه أمل بسبب حالة الركود الاقتصادي والأزمات التي طالت الجميع• وتضيف د• نهى: المواطن المصري يمر الآن بأسوأ فترات حياته التي من الممكن أن تقضي على ملامح شخصيته الأصلية •• ليظهر بدلا منها شخصا عنيفا والأمثلة كثيرة وتدل على أن هناك تغيرا يحدث في المجتمع لكن للأسوأ ، فمصر أصبحت تتوافر بها كل عوامل العنف.
وحذرت د• نهى من انتشار ظاهرة العنف غير المسبوق وهو ما يتم من أفراد طبيعيين ولابد من تكاتف كل القوى وتوحيد الجهود ورفع الوعي لدى المواطنين للحد من انتشار هذه الظاهرة التي قد تؤدي إلى كارثة نحن في غنى عنها• ويشير أستاذ الطب النفسي وخبير التنمية البشرية د• أشرف علي عبدالله إلى أن ما يحدث في مصر جزء من منظومة العنف التي تحدث في العالم، باعتبار ذلك أحد تداعيات مرض السرعة الذي يجعل الجهاز العصبي متوترا للغاية• ويضيف د• أشرف علي : الإنسان بطبعه عجول والظروف قد لا تساعده على قضاء مطالبه ولا يستطيع التفكير في مواجهة هذه السرعة ، وبعد أن كان يركن إلى الهدوء والتفكير أصبح يميل لاقتناص الفرصة السريعة غير المحسوبة بل إنه يجري وراء تحقيق ملذاته دون الرجوع إلى القيم وكأنه مربوط في ساقية.
ويرى د• أشرف عبدالله أن الفضائيات والإعلام لعبا دورا كبيرا في ترسيخ أشياء مغلوطة ، فعندما يشاهد المواطن ذلك يركز على الوصول إلى ذلك بسرعة فتحدث الكارثة • ويقول : الأمر يتطلب العودة إلى جوهر الدين الحقيقي الذي يتيح للإنسان وقتا لإراحة جهازه العصبي والنفسي من خلال الصلاة التي تجعل هناك ارتخاء في الأعصاب وتفصل المرء عن الماديات التي تقف وراء كل الظواهر السيئة ولابد من العودة إلى الدين• وترى الأستاذ بالمركز د• نادية حليم أن تفشي هذه الظاهرة في المجتمع يعود لفقدان الشارع المصري للضوابط التي تحفظ الأمن والنظام، وبالتالي فإن هناك تعديا على القانون غير مقبول ولايوجد احترام لهيبة القوانين ولا ما يتم الاتفاق عليه من قواعد.
فالشباب انفلت عياره استباح كل شيء بخاصة بعدما شعر بانهيار هيبة القانون ، فاستخف بالعادات والتقاليد • وأضافت: الأمر يتطلب إعادة الهيبة للقوانين والإصرار على تنفيذها وتنفيذ العقوبات وإعادة تأهيل المواطنين وتعريفهم بحقوق المواطنة من خلال نشر الوعي بخطورة ما يحدث في المجتمع، وألا نلقي بالمسؤولية على الجامعات والمدارس لأن خراب الأطراف يأتي من خراب الرأس• يذكر أن مركز الأرض ذكر في تقرير حديث أن التشريع المصري لم ينص على مواد قانونية صريحة بأنه ليس من حق المواطن العادي رفع جنحة على من ارتكب الجرم، وأن مثل هذه الظواهر تعود في الأساس إلى ممارسات بعض الأجهزة الحكومية التي تؤدي لمزيد من العنف.
وقال التقرير:إن هناك عنفا رسميا ضد فئات اجتماعية للمواطنين وأن الفقراء هم الذين يتحملون نتائج هذا العنف يضاف إلى ذلك العنف الاجتماعي كالقتل العمد بنسبة 70 في المائة والضرب المفضي للموت بنسبة 18 في المائة وإن العنف ضد المرأة راجع لانخفاض مكانتها لدى بعض الفئات • وأشار التقرير إلى أن أبرز العوامل المؤدية للعنف هي :البطالة وغياب الوازع الديني وانخفاض الدخل
0