باحث عن الحق

45

1,428

كيف تستمتع ..بالوضوء ؟

كيف تستمتع .......... بالوضوء ؟!!





هذه لفتة لطيفة للذين يتوضأون وهم يضحكون أو يتكلمون أو يغتابون .....





سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟





قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ...!!





فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً : وكيف يتوضأ الناس ..؟ !





ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!





قال في نبرة جادة : أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى غير شاكلة ( أكثر ) الناس ...





قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!





فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ...





ثم سكت وقال : يبد أنك ذهبت بعيداً بعيدا .. إنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة _ علمني إياها شيخي _ فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها .!!



وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ,,







فلم يمهلني حتى أسأل و واصل : أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا توضأ المسلم فغسل وجهه : خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قطر الماء.. فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه .. فإذا مسح رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه ... حتى يخرج نقياً من الذنوب ...



الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الرقم: 244



سكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة ..



ثم حدق في وجهي وقال :::: لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر


أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!










قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟ والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى ..



إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!





قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور .. : وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك صقلا عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة اصلاة ....!!



المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك..







قلت : هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة .. أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ...!!





قال وهو يبتسم : بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية ..







تخيلوا ..



من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، يدخل من أيها شاء

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -الرقم: 6167
خلاصة حكم المحدث: صحيح

التعليقات (4)

باحث عن الحق     

جزاكم الله خير على المرور الطيب

endless love     
الله يجزيك الخير
ويرحم والدينا ووالديك
معلومه حلوه وطيبه
المستغفر     

جزاك

الله

كل الخير أخي في

الله


و بصراحة موضوعك غاية في الروعة
و أرجو أن تكون مشاركتي 1000 قد أعجبك

THE MASTER     

جزاك الله خير
شكرا على الموضوع