جزيء البروتين يتحدى نظرية التطور
جزيء البروتين يتحدى نظرية التطور
بقلم الكاتب التركي هارون يحيى .1. النويّة 2. النواة 3. الجسيم الريبي 4. حويصلة 5. الشبيكة الهيولية الخشنة 6. جهاز غولجي 7. الغشاء الخلوي 8. الشبيكة الهيولية الملساء 9. الحبيبة الخيطيّة 10. فجوة 11. الهيولى 12. الجسيم الحالّ 13. المريكز صورة خلية حيوانية، تظهر مختلف مكوناتها قال تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)(الروم:8). وقال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )[سورة الحج:73]. تقتضي نظرية التطور أن الحياة بدأت بخلية واحدة تشكلت بالمصادفة تحت شروط أرضية بدائية، لذلك لنفحص تركيب الخلية ببعض المقارنات لكي نبين كم هو سخيف ولا عقلاني أن ننسب وجود الخلية لظواهر طبيعية ومصادفات، ذلك أن الخلية ما زالت تحتفظ بأسرار في كثير من خصوصياتها وحتى في الوقت الذي دخلنا فيه القرن الحادي والعشرين ووضعنا قدمنا فيه. الخلية الحية ليست أقل تعقيداً من مدينة، فلها أنظمة عمل وأنظمة اتصالات ونقل وإدارة، وتحتوي محطات طاقة (قدرة ) تنتج طاقة وتستهلك من قبل الخلية، كما تحتوي مصانع لصنع الأنزيمات والهرمونات الأساسية للحياة وبنك معلومات، حيث يسجل فيها كل المعلومات الضرورية عن المنتجات التي يجب إنتاجها. كما تضم نظماً معقدة للنقل وأنابيب لحمل المواد الخام والمحاصيل من مكان لآخر مختبرات متقدمة ومصافي لتحليل المواد الخام المستوردة داخل الأقسام المستفيدة منها، وكذلك تحتوي بروتينات تخصصية في الغشاء الخليوي لضبط دخول وخروج المواد في الخلية .. هذا جزء صغير مما يتضمنه هذا النظام المعقد الذي لا يصدق. بعيداً عن كون أن تشكل الخلية قد تم تحت شروط أرضية بدائية ومتذكرين مدى تعقيد تركيبها وآلياتها، فإننا نقول : إنه لا يمكن تركيبها حتى في أعظم وأعقد المختبرات وأكبرها تقدماً والموجودة في أيامنا هذه، حتى ولو استخدمنا الحموض الأمينية، التي هي القطع البناءة للخلية، فليس بالإمكان إنتاج حتى عُضية واحدة من الخلية مثل جسيم ميتاكندوري، أو الريبوزوم .. وأي منها هو أقل من الخلية بكثير، والادعاء بأن الخلية نتجت بمصادفة تطورية تشبه لحد ما قصة اختراع خيالية . البروتينات تتحدى المصادفة: رسم يبين أنزيم معين مكون من آلاف جزئيات البروتينات
ليست هي الخلية فقط التي لا يمكن إنتاجها، أي: إن تشكيلها تحت شروط نظامية مستحيل، حتى ولا بروتين واحد من ألوف جزيئات البروتينات التي تشكل بنية الخلية .
البروتينات: هي جزيئات عملاقة تحتوي حموضاً أمينية مرتبة بتتابع خاص مميز وبكميات وتركيبات معينة، وتلك هي القطع البناءة للخلية الحية، وأبسطها مكون من خمسين حمضاً أمينياً، لكن يوجد بعض البروتينات مكونة من ألوف الحموض الأمينية، ومن المعروف أن حذف أو إضافة أو استبدال حمض أميني واحد في تركيب البروتين في الخلايا الحسية يؤدي لتغيير كامل في وظيفة البروتين الخاصة ليصبح ذلك البروتين خردة جزيئية لا جدوى منه.
وعند تلك النقطة فإن مؤسسي نظرية التطور غير قادرين على توضيح تشكل الحموض الأمينية بالمصادفة، لكننا نستطيع نحن أن نشرح بسهولة وباستخدام حسابات الاحتمال البسيطة بحيث يستطيع أي إنسان أن يفهمها، وهي أن التركيب الوظيفي للبروتينات لا يمكن أن يأتي بأية وسيلة بالمصادفة.
يوجد عشرون حمضاً أمينياً مختلفاً، فإذا فرضنا أن حجم جزيء البروتين الوسطي مكون من (288) حمضاً أمينياً فيوجد
(30010 )
تركيب مختلفة لهذه الحموض .
ومن كل هذه السلاسل الممكنة يوجد فقط شكل واحد في الجزيء البروتيني المرغوب، أما الحموض الأمينية الأخرى فهي إما غير نافعة تماما ً أو ربما حملت بداخلها ضرراً للكائنات الحية. وبكلمة أخرى فإن احتمال أن يحدث هذا بالمصادفة هو واحد في
(30010 )
أي احتمال أن يحدث هذا هو واحد في عدد فلكي يحتوي واحداً متبوعاً بثلاثمائة صفر، وهذا يكافئ الصفر عملياً، وبالتالي ليس من الممكن حدوثه والأكثر من ذلك أن لهذا البروتين (288) حمضاً أمينياً وعلى الأغلب هو جزيء متوسط إذا ما قورن بالجزيئات العملاقة التي تحتوي ألوف الحموض الأمينية، فعندما تطبق حسابات احتمال متشابهة على تلك بالجزيئات العملاقة فإننا نرى أنه حتى كلمة مستحيل هي غير كافية.
إذاً كان التشكل المصادف حتى الواحد من هذه البروتينات غير ممكن فهذا أكثر ببلايين المرات مستحيل لحوالي مليون من هذه البروتينات لتأتي بالمصادفة معاً في زخرفة منتظمة وتصنع خلية بشرية تامة، والأكثر من ذلك فالخلية ليست مجموعة من البروتينات فقط بل بالإضافة لذلك فهي تتضمن حموضاً نووية وكربوهيدرات وليبيدات وفيتامينات وكثيراً من الكيماويات الأخرى مثل الكهرليتات، إن كلاً من هذه المكونات مرتب بتناسق وبتصميم ذي نسب محددة في النوع والتركيب والوظيفية، بحيث يكون لكل منها عمله كقطعة بناء أو كعنصر في العضيات المختلفة والمتعددة .
وهكذا نرى أن التطور غير قادر على تفسير التشكل حتى لبروتين واحد من ملايين وذلك ضمن الخلية الواحدة، فكيف يمكن تفسيره لكامل الخلية ؟
الأستاذ الدكتور (علي ديمر) وهو واحد من مفكري هيئة التطور في تركيا ناقش في كتبه (الوراثة والتطور) احتمال التشكل بالمصادفة لأحد الأنزيمات الضرورية للحياة وهو (ستوكرون -سي ).
الدكتور علي ديمر
وقال : " إن احتمال تشكل سلسلة (سيتوكروم، سي ) تشبه الصفر وتماثله، أي : إن الحياة إذا تطلبت تتابعاً (سلسلة ) ما فمن الممكن القول : إن احتمال حدوث ذلك يماثل إطلاق طلقة في كل هذا الكون ليصيب هدفه دون خطأ، وإلا (بطريقة أخرى ) يوجد قدرات خلف طبيعية (ميتافيزيائية ) وهي خلف قدراتنا، هي التي يجب أن تعمل في تشكيلها، ولقبول الأخير فهذا غير مناسب للعلم وأغراضه، لذلك يجب أن نبحث في الفرضية الأولى . [1]
بعد تلك السطور فإن(ديمرسوي ) قبل هذا الاحتمال بسبب كونه أكثر ملائمة لإغراض العلم رغم أنه غير حقيقي.
" إن احتمال الحصول على سلسلة حمض أميني معين (لسيتوكروم – سي ) يماثل إمكانية قرد يكتب تاريخ البشرية على آلة كاتبة وبشكل عشوائي " [2] إن احتمال الحصول على سلسلة حمض أميني معين (لسيتوكروم – سي ) يماثل إمكانية قرد يكتب تاريخ البشرية على آلة كاتبة وبشكل عشوائي.
إن التتابع الصحيح للحموض الأمينية الملائمة هي ببساطة ليست كافية لتشكل جزيء بروتين واحد والموجود في شيء حي، بالإضافة لذلك يجب أن تكون كل النماذج المختلفة لعشرين من الحمض الأميني والموجودة في تركيب البروتين يسارية، فمن الناحية الكيميائية يوجد نموذجان مختلفان من الحموض الأمينية تدعى يسارية ويمينه، فمن الناحية الكيمائية يوجد نموذجان مختلفان من الحموض الأمينية تدعى يسارية يمينية ،والاختلافات بينهما هو التناظر المرأي لتركيبهما الثلاثي الأبعاد، وهذا يشابه حالتي اليد اليمنى واليد اليسرى عند الإنسان ويوجد نموذجاً من هذه الحموض الأمينية بأعداد متساوية في الطبيعة، وهما قادران على الترابط معاً بشكل جيد وكل واحد مع الآخر، وعلاوة على ذلك،اكتشفت الأبحاث حقيقة مذهلة، وهي أن جميع البروتينات الموجودة في تركيب الأشياء الحية مكونة من حموض أمينية يسارية وحتى الحموض الأمينية الواحد اليميني المرتبط بتركيب بروتيني فإنه يكون هزيلاً عديم الجدوى.
دعنا نفرض للحظة أن الحياة أتت للوجود بالمصادفة كما يزعم التطورين ففي هذه الحالة يتشكل في الطبيعة حموض أمينية يسارية ويمينية وبأعداد متساوية تقريباً، والسؤال الآن هو كيف تستطيع حتى واحد من الحموض الأمينية اليمني أن تصبح محتواة في عملية الحياة ؟ وهذا شيء مازال يربك التطوريين.
في الموسوعة البريطانية يوجد دفاع متحمس عن التطور، فقد كتب المؤلفون فيها وبينوا أن الحموض الأمينية لكل العضويات الحية على الأرض وكذلك القطع البناءة للبولوميرات المعقدة مثل البروتينات لها التناظر اليساري ذاته، وأضافوا أن ذلك يساري ويقابل عملية قذف قطعة نقدية في الهواء مليون مرة ودائماً تأتي على الصورة نفسها، وفي الموسوعة نفسها صرح المؤلفون أنه ليس بالإمكان فهم لماذا الجزيئات تصبح يسارية أو يمينية ؟ وأن ذلك الاختيار ساحر ( فاتن ) ويتعلق بمصدر الحياة على الأرض [3]
ليس كافياً على الحموض الأمينية أن تترتب بأعداد صحيحة وبتتابع صحيح وبالأشكال الثلاثية الأبعاد المطلوبة، لكن تشكيل البروتين يتطلب أيضاً أن تكون جزيئات الحمض الأمينية التي لها أكثر من ذراع واحد أن تترابط مع بعضها البعض بأذرع معينة بالضبط، وتدعى مثل تلك الرابطة (بالرابطة الببتيدية )، والحموض الأمينية تستطيع أن تصنع روابط مختلفة مع بعضها بعض، لكن البروتينات تشمل فقط الحموض الأمينية التي تنظم مع بعضها بروابط ببتيدية .
بينت الأبحاث أن (50%) فقط من الحموض الأمينية تتحد بشكل عشوائي وبرابطة ببتيدية والباقين يرتبطون بروابط ليست موجودة في البر وتينات، ولكن تعمل بشكل أنسب فإن كل حمض أميني يدخل في صناعة البروتين يجب أن يتصل بحموض أمينية أخرى بروابط ببتيدية كما لو أنه يتم اختيارها من بين اليساريات فقط، وبدون أية تساؤلات لا توجد آليات تحكم لاختبار وترك الحموض الأمينية اليمنى وأن تتأكد بذاتها أن كل حمض أميني يصنع رابطة ببتيدية مع غير.
تحت هذه الظروف فإن الاحتمال لامتلاك جزيء بروتيني متوسط لخمسمائة حمض أميني ترتب نفسها بكميات وبتتابعات صحيحة، بالإضافة لتلك الاحتمالات يجب أن تكون الحموض الأمينية يسارية فقط وتتحد معاً بروابط ببتيدية فقط ويكون ذلك الاحتمال لوجوده في التتابع الصحيح (الملائم ):
=1/50020=1/65010.
احتمال وجوده يسارياً :
=1/50020=1/15010 احتمال اتحاده مستعملاً الرابطة الببتيدية: =1/4992=1/15010. الاحتمال الكي: =1/95010أي هو احتمال واحد من 95010.
وكما ترى في الأعلى فإن احتمال تشكل جزيء بروتين واحد يحتوي خمسة حموض أمينية هو واحد مقسوم على عدد مكون بوضع (950) صفراً بعد الواحد، وهو رقم غير مدرك لعقل الإنسان، وهذا فقط احتمال على ورق لكن عملياً فإن مثل ذلك الاحتمال هو الصفر مصادفة حقيقية، وفي الرياضيات الاحتمال الأقل من واحد على (5010) يعتبر صفراً حقيقة .
بينما الاحتمالية لتشكل جزيء مصنوع من خمسة حموض أمينية يصل لمثل هذا المدى، ونحن نستطيع أن نتقدم أكثر وأن ندفع حدود العقل لسويات أعلى من الاحتمالية، ففي جزيء الهيموغلوبين وهو بروتين نشط فعال ويضم خمسمئة وأربعة وسبعين حمضاً أمينياً وهو أكبر بكثير من عدد الحموض الأمينية التي شكلت البروتين المذكور في الأعلى، ولنعتبر الآن ما يلي :
يحتوي جسمك على بلايين الكريات الحمراء، وفي الكرية الواحدة من تلك الكريات الحمراء يوجد 280000000أي ( 280مليون ) جزيء هيموغلوبين، فالعمر الوسطي الافتراضي للأرض سوف لن يكون كافياً ليتحمل تشكل حتى بروتين واحد وبطريقة التجربة والخطأ، فكيف من أجل كرية دم حمراء واحدة، والاستنتاج من كل هذا هو أن التطور فشل وسقط في هاوية رهيبة من الاحتمالية وبالضبط في مرحلة تشكل بروتين واحد فقط .
مصدر الصور :
[1]Ali Demirsoy.Kalitim ve evrim (inheritance and evolution).ankara:Meteksan Yayinlari 1984.p.61
[2] Ali Demirsoy.Kalitim ve evrim (inheritance and evolution).ankara:Meteksan Yayinlari 1984.p.61
[3] Fabbri Britannica Science Encylopaedia.Vol.22.p.519
والله العلماء ما عرفوا بعلم الدنيا نقطه ببحر شبحان الله