غريب1

0

1,433

العرس الأفريقي ينطلق تحت قصف النيران

تنطلق اليوم «الأحد» النسخة الـ27 من بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم في أنغولا حتى 31 الجاري وقسمت الفرق المشاركة على 4 مجموعات تضم كل منها 4 منتخبات تلعب دوري من دور واحد ويتأهل صاحبا المركز الأول والثاني إلى ربع النهائي. وتلعب المباريات في العاصمة لواندا ومدن كابيندا وبن غولا ولوبانغو، ويمثل العرب في البطولة مصر حامل اللقب وتونس والجزائر في حين تعد المغرب أبرز الغائبين.


وتنصب الترشيحات نحو كوت ديفوار والكاميرون للظفر باللقب، فيما استبعدت مصر صاحبة الرقم القياسي بـ 6 ألقاب بعد تراجع مستواها ما أدى لإخفاقها في بلوغ مونديال 2010.


وتلتقي أنغولا مع مالي في مباراة الافتتاح اليوم وحظيت المنتخبات صاحبة ضيافة كأس الأمم الأفريقية عبر الدورات السبع الأخيرة بتمثيل قوي لم يقل في أي منها عن بلوغ الدور نصف النهائي، وهو ما سيكون إنجازاً تاريخياً لأنغولا حين تستضيف نسخة 2010 تحت قيادة مدربها البرتغالي مانويل جوزيه الذي استعانت به بعد أن لقب بساحر أفريقيا خلال قيادته الأهلي المصري للسيطرة على عرش الكرة السمراء طوال أربع سنوات، فضلاً عن عدم وجود أية عوائق اتصال بينه وبين اللاعبين في ظل تحدث الطرفين للبرتغالية. ويملك جوزيه ذكريات نجاح مع اثنين من أهم لاعبي انغولا هما لاعب الوسط الأيسر سباستياو جيلبرتو والمهاجم فلافيو أمادو، إذ كانا من أهم أعمدة الأهلي وقت ولايته.


وتدخل أنغول إلى أجواء استضافتها للبطولة الأفريقية للمرة الأولى في ظل انتكاسة شهدها المنتخب تمثلت بفشله في بلوغ المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2010 على رغم نجاح الجيل الحالي في تحقيق الظهور المونديالي الأول في نهائيات 2006 في ألمانيا. إلا أن الكرة الأنغولية وجدت خير خلف في المهاجم مانوتشو المحترف في ريال مدريد.


وتبدو فرص أنغولا في تجاوز الدور الأول في بطولة العام الحالي متكافئة مع بقية فرق المجموعة، إلا أن البداية لابد من أن تأتي من خلال عبور مباراة الافتتاح أمام مالي والتي عادة ما تشهد مفاجآت غير سارة لأصحاب الأرض. فيما تسعى كتيبة نجوم منتخب مالي يتقدمهم فريدريك كانوتيه لمحو إخفاق 2008، فعلى رغم تواجد نجوم من العيار الثقيل بحجم مامادو ديارا أو سيدو كيتا أو محمد سيسوكو وفريدريك كانوتيه ودعوا نسخة 2008 بشكل مهين بالخروج من الدور الأول بعد احتلال المركز الثالث في المجموعة.


من جهته، أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن بطولة الأمم الأفريقية ستنطلق في موعدها اليوم (الأحد) على رغم الهجوم المسلح على حافلة منتخب توغو الذي أسفر عن مقتل السائق وإصابة بعض اللاعبين.


وقال المتحدث الإعلامي باسم الاتحاد الأفريقي سليماني حابوبا (كاف) لوسائل الإعلام: «اهتمامنا الأول باللاعبين طبعاً، لكن البطولة ستبدأ كما هو مخطط لها».


وأضاف: « يجب أن نعرف الوقائع الكاملة عما يحدث حولنا فنحن لم نعرف كل شيء بعد، من المستحيل أن نحصل على المعلومات كاملة عن طريق التقارير الإعلامية فقط».


وتساءل المتحدث باسم الكاف عن السبب الذي دفع بعثة توغو إلى الانتقال إلى أنغولا براً وليس جواً كما فعلت الفرق الـ15 الأخرى. وتعرض المنتخب التوغولي لهجوم مسلح وهو في طريقه براً إلى مدينة كابيندا التي تقع على الحدود مع الكونغو الديموقراطية والتي ستشهد منافسات المجموعة الثانية لكأس الأمم الإفريقية.


فكرة البطولة


تعود فكرة إقامة بطولة قارية تجمع الدول الأفريقية إلى عام 1956، وكانت فكرة مصرية سودانية جنوب أفريقية مشتركة، وجاء التفكير في هذه البطولة مصاحباً لفكرة أخرى، وهي تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، وهي الفكرة التي رأت النور في العاصمة السودانية الخرطوم في 8 فبراير 1957، وتم تدشينها عملياً على الملعب البلدي في الخرطوم، وذلك بإقامة أول كأس أمم أفريقية بمشاركة ثلاث دول هي مصر والسودان وإثيوبيا وأحرزت مصر اللقب.


في البداية لم يكن واضحاً ما هي المدة المقررة لإقامة البطولة بشكل دوري، فتم الاتفاق على إقامتها في مصر 1959، واثيوبيا 1962، وغانا 1963، وتونس 1965، واثيوبيا 1968 ولكن بدءاً من بطولة 1970 في السودان استقر الرأي على إقامتها بشكل دوري كل سنتين.


وشهد عدد الدول المشاركة في البطولة تغييرات كثيرة خلال مشوار البطولة الطويل، فقد أقيمت بطولتا 1957 و 1959 بمشاركة ثلاث دول فقط ثم ارتفع العدد إلى أربع في أثيوبيا 1962. ويبدو أن بريق البطولة بدأ في جذب الأنظار إليه ما رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 6 عامي 1963 و1965 ثم يستقر العدد على 8 منتخبات في أثيوبيا 1968 وحتى السنغال 1992. وفي تونس 1994 ارتأى الاتحاد الأفريقي زيادة عدد الدول المشاركة إلى 12 فريقاً ليعود ويرفع العدد بشكل نهائي إلى 16 فريقاً في جنوب أفريقيا 1996.


وجرت العادة على إقامة البطولة في إحدى الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي، ولم تشذ عن هذه القاعدة إلا بطولة العام 2000 والتي تقاسمت كل من غانا ونيجيريا مراسم إقامتها، وجاءت هذه البطولة إثر حمى التنظيم المشترك والتي اجتاحت العالم آنذاك، إذ نظمت بطولة كأس الأمم الأوروبية للعام نفسه في بلجيكا وهولندا، وكان قد تقرر أيضاً إقامة كأس العالم للعام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.


وشاركت كل من مصر والسودان واثيوبيا في البطولة الأولى عام 1957 بعد أن استبعدت جنوب أفريقيا التي رفضت أن ترسل فريقاً مختلطاً من البيض والسود إلى السودان التي أقيمت البطولة الأولى على ملاعبها وأحرزت مصر هذه البطولة بعد أن فازت على السودان بهدفين لهدف، وعلى اثيوبيا بأربعة أهداف نظيفة, وفازت مصر أيضاً بآخر بطولة «غانا 2008» بفوزها على الكاميرون في النهائي 1-صفر سجله محمد أبوتريكة


من جانب آخر، أعرب المهاجم الكاميروني الاستثنائي ايتو عن تصميمه على كسر الرقم القياسي المتمثل بتسجيل أكثر من تسعة أهداف في نسخة واحدة من البطولة والمسجل حتى الآن باسم لاعب منتخب زائير السابق مولومبا نداي عام 1974. وكان إيتو قد سجل 16 هدفاً في تاريخ مشاركاته ضمن النسخ الخمس الأخيرة، متربعاً منذ النسخة السابقة التي استضافتها غانا قبل سنتين على صدارة قائمة أبرز الهدافين في تاريخ البطولة

التعليقات (0)