ليت الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليت الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن
هاهي الأيام و قد مرت كما تمر الرياح الخفيفة الهادئة ، فلا تحرك غصنا إلا صغير ، و لا تثير شاعرا إلا قليل ..
كل شيء غير متوقع ، لكنه مع ذلك ليس مفاجئا و لا فيه ما يدعو للدهشة ...
أقف قليلا أتأمل كثيرا أفكر طويلا ..
كم هي الأيام ماتعة عندما تأتي بما لا تشتهي السفن !
أنا لا أخالف أحمد شوقي ، لكن ربما كانت ظروف حياتهم تختلف عما هي عندنا .. و ربما أكون مخطئة ! ..
و لكن ما قيمة أن تكون الحياة كما نشتهي و كما نتوقع و كما نريد و كما نتصور !
ما قيمة أن نسير في حياتنا فلا نواجه أي صد يدفعنا إلى الوراء ؟ .. أو عائق يحرفنا عن مسارنا ؟
أو يحول بيننا و بين أحلامنا .. أو يحاول ذلك !
إننا نفقد كثيرا من متعة التحدي و الإصرار .. ، من متعة البحث عن قوى جديدة في كوامن ذواتنا لكل موقف جديد .. إننا نفقد متعا ً كثيرة!
أقف قليلا أتأمل كثيرا أفكر طويلا ..
غريب هذا الانسان عندما يتذمر من كل شيء ..
ثم لا يدرك أن حكاية التذمر تبدأ بداخله و تنتهي بفشله !
أقف قليلا أتأمل كثيرا أفكر طويلا ..
لقد مرت علي الأيام القليلة الفائتة دون أي نوع من السعادة لأني كنت أراها تختلف عن توقعاتي السابقة .. ظننت أن ما كنت أتوقعه سابقا هو سعادتي التي لا تكون إلا كذلك .. !
أراني الآن قد ارتكبت خطأ عظيما إذ حرمت نفسي من متعة كانت حلالا لها ..
هدية مغلفة حطمتها قبل محاولة فتحها .. و النظر بما فيها ..
تماما كما فعل توم .. تلك الشخصية الكرتونية بتسرعها المعتاد .. !
يبدو أني ذهبت إلى سبيستون .. !! لا ضير .. فمن كل شيء يمكننا أن نتعلم .. حتى لو كانت " سبيستون " !!
أقف قليلا أتأمل كثيرا أفكر طويلا ..
أتذكرون كابتن ماجد ؟ بطل كرة القدم ! .. حين مرت بخاطري فكرة الانسان المتذمر من كثرة العوائق في الحياة .. و فكرة فقدنا لمتعة التحدي .. حينها تخيلت كابتن ماجد يسير في الملعب بمفرده .. إنه بذلك .. أيشعر بمتعة ؟؟ بالتأكيد لا !
هل لعبة كرة القدم أن ندخل الأهداف في المرمى ؟
ذلك هو ما نتوقعه و نريده !!
إذن فلماذا نأتي بفريق آخر يمنعنا من تسديد الأهداف ؟ غريب أليس كذلك !!
أقف قليلا أتأمل كثيرا أفكر طويلا ..
إننا حين نرى الحواجر كثيرة بيننا و بين أهدافنا .. إننا حين نرى الخصم يأخذ الكرة بعيدا .. و نراه يأتي بخطط غير متوقعة .. ثم لا نصر على مواجهة كل هذه الحواجز .. و إعادة السيطرة على الكرة .. و تحقيق الأهداف تلو الأهداف .. إننا إن لم نفعل ذلك .. نكون قد حكمنا على أنفسنا بالموت البطيء ..
أو السريع !!
لا فرق .. كلاهما موت !
لا أقصد الخسارة في الجولة فحسب ..
و لكننا نفقد متعة تحفيز عقولنا لابتكار خطة مضادة للخصم في وقت أقل .. و بذلك نحقق سعادة أكبر
هي سعادة التفوق بخطة سريعة على خطة مدبرة طويلا ..
ثم إننا كذلك حين نقبل التحدي .. فإننا نقبله ضمن مجموعة من اللاعبين
و نحقق متعة العمل الجماعي مع الأصدقاء ..
فإذا كانت الرياح تأتي بما تشتهي السفن .. فتأخذها إلى حيث تشاء ..
فما الحاجة لطاقم السفينة ؟ و العمل الجماعي بينهم ؟ !!
إننا نتذمر إن جاءت الأيام على غير ما نهوى و ما نريد
و لكننا في النهاية نقبل بها !! – و إن كان على مضض –
و ليس أمامنا إلا أن نقبل بها
عقولنا .. قلوبنا .. أصدقاؤنا .. بقاؤنا في كل شيء ..
لولا مخالفة الحياة لما نريد ..
لما كان لذلك كله أي وجود
و لولا تذمرنا الكثير
لكانت دائما في ارتقاء كبير
بارك الله فيكي اختي
بارك الله فيك
مشكورة
موضوع رائع وحكم ولا اجمل
مشكورة
مشكورة أخت ورد
كلام رائع من أنامل مبدعة
مشكورررررررررة ورد الشام
مشكورة ورد سلمت يداك